&
هناك صنفان من الناس يصلح بصلاحهما الناس ويفسد بفسادهما الناس هم: العلماء والأمراء، واذا كان الامراء وهم الحكام وبعض هؤلاء قد اخلدوا الى ما وقعوه من معاهدات واتفاقيات ظنا أنها تضمن لهم البقاء أطول مدة في الحكم دون النظر أو الاهتمام بما يجره هذا على شعوبهم من ذل وهوان، فإن العلماء الذين يحفظون كتاب الله تعالى والذين يقرأون فيه صباح مساء تحذير الحق سبحانه وتعالى من الركون إلى الظالمين، واتخاذ أعداء الله تعالى أولياء من دون المؤمنين ويشدد النكير على من يعطي الدنية في دينه، ويوالي اليهود والنصارى وهم أعداء هذا الدين والحاقدون على أمة الاسلام، الذين يسعون بكل ما يملكون من جهد وطاقة من اجل القضاء على أمة الاسلام إما بالقوة العسكرية كما حدث في افغانستان، وكما يحدث الآن في فلسطين، وكما يخطط للعراق، وإما بنشر الفاحشة بين المسلمين، والغزو الفكري والثقافي الذي يسعى إلى تغيير المناهج الدراسية، وتشويه معالم الدين الاسلامي والثقافة الاسلامية عند المسلمين، بدأوها بفصل الدين عن الحياة والسياسة وها هم يتمون ما بدأوه بإبعاد الآيات القرآنية عن المناهج الدراسية التي تحث على الجهاد ورفض الانقياد والذل لأعداء الاسلام من اليهود والنصارى، هؤلاء العلماء ما حجتهم في السكوت؟
يقول الله تعالى في معرض التحذير من الركون الى الذين ظلموا: "واستقم كما امرت ومن تاب معك ولا تطغوا إنه بما تعملون بصير. ولا تركنوا الى الذين ظلموا فتمسكم النار وما لكم من دون الله من أولياء ثم لا تنصرون" (هود/112،113) ما أعظم هذا البيان، وما أوضح هذا التحذير وكأن القرآن الكريم يتنزل وفق الاحداث والقضايا، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال واصفا القرآن: "لا تنتهي عجائبه ولا يخلق على كثرة الرد" أي لا يصبح قديما. وكما حذر سبحانه من اتخاذ غير المؤمنين أولياء وذلك في قوله عز وجل: "يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين" (المائدة/ 51). فمن الظلم ان يوالي المؤمنون اليهود والنصارى، ويلقون إليهم سمعهم وأبصارهم وأفئدتهم يتلقون منهم النصيحة والتوجيه فيما يخص أمتهم ودينهم ومصالحهم ونحن نعلم مما علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ان المستشار مؤتمن، وكيف يكون مؤتمنا من يظهر لك العداوة والبغضاء وما يخفيه صدره اعظم وأكبر؟! يقول الحق وهو أصدق القائلين: "يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالا ودوا ماعنتم قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر قد بينا لكم الآيات إن كنتم تعقلون" (آل عمران/118).
هذا القرآن العظيم خطاب للعقل والعقلاء من رب الأرض والسماء، وهو يستنفر العقول لتدرك حقائق الامور، وينعى على الذين عطلوا هذه النعمة المسداة، واحلوا قومهم بسوء فهمهم، أو تقليدهم الآباء والأجداد، واتخاذهم اعداء الله واعداء الأمة اولياء، ينعى على هؤلاء انهم سوف يكونون من هؤلاء الاعداء قلبا وقالبا من طول ملازمتهم لهم، ومصاحبتهم إياهم وتقديم ولائهم لهم على ولائهم لدينهم ولأمتهم. هذا شأن الحكام والملوك والرؤساء الذين باعوا دينهم بدنيا غيرهم، وآثروا الحياة الدنيا الفانية، واخلدوا الى الارض وعضوا عليها بنواجذهم واسنانهم، فما بال العلماء أهل العقيدة، وحفظة القرآن الكريم، والفاقهين لأصول الاسلام العظيم؟! ما بال الذين قال الله تعالى عنهم في محكم التنزيل: "... إنما يخشى الله من عباده العلماء" (فاطر/28)؟ ووصفهم رسول الله، صلى الله عليه وسلم، بقوله: "العلماء ورثة الانبياء"؟ وقال عن مقامهم ومكانتهم بين الناس: "مثل العلماء في الارض كمثل النجوم في السماء، يهتدى بها في ظلمات البر والبحر فإذا انطمست النجوم أوشك ان تضل الهداة" (احمد)؟ وأي ظلمات أشد مما نحن فيه، وأية محنة تعيشها الأمة الاسلامية، فأين دور العلماء؟! ولماذا تلزم المنظمات والهيئات الاسلامية الصمت والأمة تنحر ويسيل دماؤها بيد اعدائها؟! أين العلماء الشهداء الذين يقولون كلمة الحق أمام سلطان جائر؟! لقد اصدر فضيلة الشيخ العلامة السيد محمد حسين فضل الله فتواه الجليلة بتحريم مساندة ومساعدة الولايات المتحدة الامريكية في خطتها الغاشمة لضرب العراق الشقيق، وأكد فضيلته ذلك بقوله: "انه لا يجوز مساعدة امريكا وحلفائها على ضرب الشعب العراقي أو تمكينها من السيطرة على مقدراته الاقتصادية وثرواته الطبيعية وسياسته العامة لأن الله يحرم إعانة الكافرين على المسلمين، والمستكبرين على المستضعفين"، ودعا العلامة فضل الله الذي يتمتع "بنفوذ مرجعي واسع في اوساط الطوائف الاسلامية جميع المسلمين الى أن يتدبروا أمورهم بأنفسهم" (اخبار الخليج/ 5 جمادى الأولى 1423هـ الموافق 13 اغسطس 2002م). كما أفتى فضيلة العلامة الشيخ يوسف القرضاوي بنفس الفتوى وناشد حكام المسلمين بألا يعينوا امريكا الباغية الغاشمة على حرب شعب مسلم، وألا يمكنوها من ان تفعل ما تريد وتشاء، وان تدعي الألوهية كما ادعاها فرعون فقال: "أنا ربكم الاعلى". هذه مواقف يشكر لها الشيخان الفاضلان ولكنها تظل جهودا فردية محدودة الاثر وما نريده هو ان تهب المنظمات والمؤسسات الاسلامية كالأزهر ورابطة العالم الاسلامي وغيرهما فتصدر بإجماع العلماء الفتوى الشرعية التي تحرم مساندة الولايات المتحدة الامريكية ضد اي شعب مسلم بأي شكل من أشكال المساندة والمساعدة حتى بالصمت وهو عمل سلبي لكن الساكت عن الحق وعن استنكار الباطل شيطان اخرس.
اننا نناشد علماء الامة الاسلامية بأن يقفوا موقفا صلبا ضد أطماع الولايات المتحدة الامريكية، وان يكشفوا خططها وألاعيبها، وان يقولوا حكم الاسلام وموقفه من معونة الكافر على المسلم. ان خلاف بعض الانظمة مع النظام العراقي لا يبرر ابداً ان نمد ايدينا ونفتح اراضينا للقوة الغاشمة التي تمثلها الولايات المتحدة الامريكية لتضرب الشعب العراقي المسلم والمسالم. ان الله تعالى سائلكم أيها العلماء غدا عن تفريطكم في الامانة التي حملكم إياها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ألم يجعلكم ورثة الأنبياء صلوات الله عليهم؟ وهل يرضى الأنبياء الكرام بالظلم والتعدي؟ ألم يقفوا مع أهل الحق؟ ألم ينصفوا المظلومين؟ ان الاسلام العظيم جاء ــ كما قال الصحابي الجليل ربعي بن عامر رضي الله تعالى عنه ــ ليخرج العباد من عبادة العباد الى عبادة الله، ومن ضيق الدنيا الى سعة الدنيا والآخرة، ومن جور الأديان الى عدل الاسلام. الى متى هذا الصمت ايها العلماء؟ ألم تعلموا ان الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم؟ ألم يأخذ الله تعالى عليكم العهد والميثاق بأن تظهروا الحق ولا تخفوه؟ ألم يجعل العالم الذي يصدع بكلمة الحق امام السلطان الجائر اعظم الشهداء وادناهم منزلة عنده سبحانه؟ اذا فسد العلماء بعد ان فسد الأمراء فماذا بقي من الخير؟ هبوا جميعا واعلنوها مدوية في سمع الدنيا انكم ضد اي مساعدة او مساندة لهذا العدو الغادر وربيبته وأنكم تحذرون الحكام من الركون الى الذين ظلموا.. هذه هي رسالتكم وتلك هي مسئوليتكم، والأمة تنتظركم فإلى متى هذا التقاعس؟
يقول الله تعالى في معرض التحذير من الركون الى الذين ظلموا: "واستقم كما امرت ومن تاب معك ولا تطغوا إنه بما تعملون بصير. ولا تركنوا الى الذين ظلموا فتمسكم النار وما لكم من دون الله من أولياء ثم لا تنصرون" (هود/112،113) ما أعظم هذا البيان، وما أوضح هذا التحذير وكأن القرآن الكريم يتنزل وفق الاحداث والقضايا، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال واصفا القرآن: "لا تنتهي عجائبه ولا يخلق على كثرة الرد" أي لا يصبح قديما. وكما حذر سبحانه من اتخاذ غير المؤمنين أولياء وذلك في قوله عز وجل: "يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين" (المائدة/ 51). فمن الظلم ان يوالي المؤمنون اليهود والنصارى، ويلقون إليهم سمعهم وأبصارهم وأفئدتهم يتلقون منهم النصيحة والتوجيه فيما يخص أمتهم ودينهم ومصالحهم ونحن نعلم مما علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ان المستشار مؤتمن، وكيف يكون مؤتمنا من يظهر لك العداوة والبغضاء وما يخفيه صدره اعظم وأكبر؟! يقول الحق وهو أصدق القائلين: "يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالا ودوا ماعنتم قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر قد بينا لكم الآيات إن كنتم تعقلون" (آل عمران/118).
هذا القرآن العظيم خطاب للعقل والعقلاء من رب الأرض والسماء، وهو يستنفر العقول لتدرك حقائق الامور، وينعى على الذين عطلوا هذه النعمة المسداة، واحلوا قومهم بسوء فهمهم، أو تقليدهم الآباء والأجداد، واتخاذهم اعداء الله واعداء الأمة اولياء، ينعى على هؤلاء انهم سوف يكونون من هؤلاء الاعداء قلبا وقالبا من طول ملازمتهم لهم، ومصاحبتهم إياهم وتقديم ولائهم لهم على ولائهم لدينهم ولأمتهم. هذا شأن الحكام والملوك والرؤساء الذين باعوا دينهم بدنيا غيرهم، وآثروا الحياة الدنيا الفانية، واخلدوا الى الارض وعضوا عليها بنواجذهم واسنانهم، فما بال العلماء أهل العقيدة، وحفظة القرآن الكريم، والفاقهين لأصول الاسلام العظيم؟! ما بال الذين قال الله تعالى عنهم في محكم التنزيل: "... إنما يخشى الله من عباده العلماء" (فاطر/28)؟ ووصفهم رسول الله، صلى الله عليه وسلم، بقوله: "العلماء ورثة الانبياء"؟ وقال عن مقامهم ومكانتهم بين الناس: "مثل العلماء في الارض كمثل النجوم في السماء، يهتدى بها في ظلمات البر والبحر فإذا انطمست النجوم أوشك ان تضل الهداة" (احمد)؟ وأي ظلمات أشد مما نحن فيه، وأية محنة تعيشها الأمة الاسلامية، فأين دور العلماء؟! ولماذا تلزم المنظمات والهيئات الاسلامية الصمت والأمة تنحر ويسيل دماؤها بيد اعدائها؟! أين العلماء الشهداء الذين يقولون كلمة الحق أمام سلطان جائر؟! لقد اصدر فضيلة الشيخ العلامة السيد محمد حسين فضل الله فتواه الجليلة بتحريم مساندة ومساعدة الولايات المتحدة الامريكية في خطتها الغاشمة لضرب العراق الشقيق، وأكد فضيلته ذلك بقوله: "انه لا يجوز مساعدة امريكا وحلفائها على ضرب الشعب العراقي أو تمكينها من السيطرة على مقدراته الاقتصادية وثرواته الطبيعية وسياسته العامة لأن الله يحرم إعانة الكافرين على المسلمين، والمستكبرين على المستضعفين"، ودعا العلامة فضل الله الذي يتمتع "بنفوذ مرجعي واسع في اوساط الطوائف الاسلامية جميع المسلمين الى أن يتدبروا أمورهم بأنفسهم" (اخبار الخليج/ 5 جمادى الأولى 1423هـ الموافق 13 اغسطس 2002م). كما أفتى فضيلة العلامة الشيخ يوسف القرضاوي بنفس الفتوى وناشد حكام المسلمين بألا يعينوا امريكا الباغية الغاشمة على حرب شعب مسلم، وألا يمكنوها من ان تفعل ما تريد وتشاء، وان تدعي الألوهية كما ادعاها فرعون فقال: "أنا ربكم الاعلى". هذه مواقف يشكر لها الشيخان الفاضلان ولكنها تظل جهودا فردية محدودة الاثر وما نريده هو ان تهب المنظمات والمؤسسات الاسلامية كالأزهر ورابطة العالم الاسلامي وغيرهما فتصدر بإجماع العلماء الفتوى الشرعية التي تحرم مساندة الولايات المتحدة الامريكية ضد اي شعب مسلم بأي شكل من أشكال المساندة والمساعدة حتى بالصمت وهو عمل سلبي لكن الساكت عن الحق وعن استنكار الباطل شيطان اخرس.
اننا نناشد علماء الامة الاسلامية بأن يقفوا موقفا صلبا ضد أطماع الولايات المتحدة الامريكية، وان يكشفوا خططها وألاعيبها، وان يقولوا حكم الاسلام وموقفه من معونة الكافر على المسلم. ان خلاف بعض الانظمة مع النظام العراقي لا يبرر ابداً ان نمد ايدينا ونفتح اراضينا للقوة الغاشمة التي تمثلها الولايات المتحدة الامريكية لتضرب الشعب العراقي المسلم والمسالم. ان الله تعالى سائلكم أيها العلماء غدا عن تفريطكم في الامانة التي حملكم إياها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ألم يجعلكم ورثة الأنبياء صلوات الله عليهم؟ وهل يرضى الأنبياء الكرام بالظلم والتعدي؟ ألم يقفوا مع أهل الحق؟ ألم ينصفوا المظلومين؟ ان الاسلام العظيم جاء ــ كما قال الصحابي الجليل ربعي بن عامر رضي الله تعالى عنه ــ ليخرج العباد من عبادة العباد الى عبادة الله، ومن ضيق الدنيا الى سعة الدنيا والآخرة، ومن جور الأديان الى عدل الاسلام. الى متى هذا الصمت ايها العلماء؟ ألم تعلموا ان الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم؟ ألم يأخذ الله تعالى عليكم العهد والميثاق بأن تظهروا الحق ولا تخفوه؟ ألم يجعل العالم الذي يصدع بكلمة الحق امام السلطان الجائر اعظم الشهداء وادناهم منزلة عنده سبحانه؟ اذا فسد العلماء بعد ان فسد الأمراء فماذا بقي من الخير؟ هبوا جميعا واعلنوها مدوية في سمع الدنيا انكم ضد اي مساعدة او مساندة لهذا العدو الغادر وربيبته وأنكم تحذرون الحكام من الركون الى الذين ظلموا.. هذه هي رسالتكم وتلك هي مسئوليتكم، والأمة تنتظركم فإلى متى هذا التقاعس؟
التعليقات