السمنة هي زيادة المواد الدهنية في الجسم، كذلك تعرف بزيادة 20% إلى 30% على الوزن المثالي.
أسباب السمنة تكمن في خلل ما بين الطاقة المستهلكة للعمليات الحيوية في الجسم والطاقة الداخلة إلى الجسم عن طريق الطعام وذلك بعد مضي فترة من الزمن.
هناك عوامل قد تؤدي إلى هذا الخلل، منها الزيادة في كمية الطعام ونوعيته، وهو السبب الشائع، ومنها العوامل النفسية والاجتماعية والوراثية. هناك عوامل موفرة لكمية الطاقة منها قلة الحركة بسبب الإصابة أو المرض.
أما الأمراض المؤدية للسمنة فهي متعددة منها أمراض المخ المؤثرة على مركز الشبع كالإصابات المباشرة والالتهابات المتلفة أو الأمراض الوراثية كمرض لورانس مون بيدل وبرادر ولي.
نادراً ما تؤدي أمراض الغدد إلى السمنة كنقص إفراز الغدة الدرقية أو زيادة الكورتيزون أو الزيادة في إفراز الأنسولين.
هناك علاقة وثيقة بين السمنة وارتفاع ضغط الدم عند البالغين، كذلك من المضاعفات احتكاكات وآلام المفاصل والانزلاقات بالغضاريف والدوالي والفتق بالحجاب الحاجز وحصى المرارة والتجلطات.
ومن أخطار السمنة المفرطة إقفال الأنف والحلق والتوقف عن التنفس المتكرر أثناء النوم مما قد يؤدي إلى اختلال في كهربائية القلب ونقص في أكسجين الدم بسبب الارتفاع في ضغط شرايين الرئتين، لذا يلجأ الطبيب إلى إيجاد تنفس بديل عن طريق ثقب خارجي في القصبة الهوائية.
عندما تكون السمنة ناتجة عن مرض معين وجب علاج هذا المرض أولاً، أما السمنة ذات المنشأ غير المرضي فعلاجها يبدأ بالوجبة وتغيير السلوك الغذائي وتشجيع بذل الطاقة كالانخراط بالتمارين المنتظمة لإنقاص الوزن.
فالإنسان البالغ يحتاج إلى 33 كيلو كالوري/كجم وزن في اليوم، وفقدان 1 كجم يحتاج إلى حرق 7700 كيلو كالوري. هناك برامج إنقاص وزن تكون تحت إشراف الطبيب بالتعاون مع المريض وأهله.
ينصح بالحمية الجزئية وليس بالصوم الكامل، فيحسب كمية ونوعية الطعام اللازم يومياً، ويشرح للمريض ويشجع على الالتزام.
يكون النقص في الوزن واضحاً ومشجعاً في بداية العلاج وذلك بسبب فقدان السوائل وليس الدهون.. نسبة قليلة من المرضى يحافظ على وزنه في المعدل الطبيعي بعد العلاج.
الجزء الآخر من العلاج هو العلاج السلوكي للسمين فقد أثبتت التجارب بأن تغيير السلوك الغذائي يساعد في المحافظة على الوزن في المعدلات المطلوبة، لذا يلجأ الطبيب إلى أخذ المعلومات الكافية عن عدد مرات الأكل ووقتها ومدة الوجبة ومكان الوجبة، وهل يأخذها أمام التلفزيون أوأثناء القراءة.. الخ، وهل يكون غالباً وحيداً أو مع العائلة أو مع الأصدقاء، وأخيراً ما هي نوعيات الطعام.
يقوم الطبيب بدراسة هذه المعلومات وتحليلها ومدى تأثيرها على السمين ومحاولة تقليل أو إزالة التأثير وإيجاد البديل.
الجزء التالي من العلاج هو الانخراط في التمارين وهو مفيد بشرط أن يكون منظماً ومستمراً ففقدان 300 كيلو كالوري باليوم ولمدة أربعة أشهر قد يؤدي إلى نقص في الوزن مقداره 5 ،4 كجم، أما إزالة الشحوم جراحياً بدأت تأخذ قابلية لفعاليتها وسرعة التخلص من هذه الشحوم وعدم بذل مجهود للتخلص من الوزن الزائد، إلا أن الاتزان في الوجبة والحمية ضرورية حتى بعد العملية للمحافظة على الوزن الجديد.
هناك عمليات جراحية في الجهاز الهضمي يلجأ لها عند الضرورة القصوى، وعند فشل جميع المحاولات الأخرى، وتكون حياة السمين مهددة.
قد يلجأ الطبيب لاستعمال البالون في المعدة لتقليل محتوى المعدة من الطعام فيجب على المريض المتابعة الدقيقة مع الطبيب.
يجب ألا تعالج سمنة الأطفال بالأدوية أو الجراحة أو استعمال البالون، ولابد من التعاون بين الطبيب والعائلة، كذلك بين العائلة والطفل السمين، بحيث يتجنب باقي أفراد العائلة التأثير السلبي على الطفل أثناء الحمية، كذلك ألا تؤثر الحمية على النمو الطبيعي للطفل وتعطيه الفيتامينات والأملاح اللازمة، ولا تسمح له بالزيادة غير المرغوبة في الوزن.