فيينا - إيلاف من رياض الأمير: للمرة الثالثة انتهت في الأسبوع الأول من شهر تشرين الأول / أكتوبر الجاري البرنامج المخصص لزيارة المتاحف في وقت غير عادي نظمته الإذاعة المرئية والمسموعة النمساوية "ORF" لقضاء "ليلة المتاحف الطويلة" التي دعت لها محبي الفنون في جميع مقاطعات النمسا التسع وفي ما مجموعه سبعة وعشرين مدينة بالإضافة إلى عاصمة إمارة لختن شتاين فادوس بنجاح كبير للمرة الثانية.
أتيح في تلك الليلة إطلالة على الكنوز الفنية التي تملكها المتاحف وتعتبر بعضها الوحيدة في العالم ببطاقة واحدة وذلك في وقت بعيد عن نمط الحياة اليومية لم يعتادها الزوار. وقد فتحت أبواب 300 متحف من الساعة السادسة مساءا ولغاية الساعة الواحدة صباحا في اليوم التالي. أن البرنامج الذي لقي نجاحا باهرا هذا العام وصل عدد زوار المتاحف فيه خلال تلك الليلة 221.000 ألف شخص بزيادة قدرها اكثر من 10% عن العام الماضي. وكان عددهم في العاصمة النمساوية 125.000 شخص زاروا 61 متحفا. وكان الاهتمام الأكبر في زيارة متحف "ليوبلد" الخاص والذي افتتح قبل عام في مثل هذا الوقت. وفي الدرجة الثانية كان متحف تأريخ الفنون النمساوي الذي يظم بعض من أهم المجموعات الفنية والأثرية في العالم وفي طليعتها مجموعة الآثار المصرية. كما كان اقبلا متوقعا زيارة قصر بلفدير الذي يحوي مجموعات تعتبر الأهم في العالم& لأشهر الفنانين النمساويين كالرسام غوستاف كليمت ولوحته " القبلة " وكذلك أعمال شيلر وككوشكا. كما دخلت في قائمة المتاحف أماكن كبار الموسيقيين مثل موزارت، شتراوس، هايدن وغيرهم. وشهد متحف " الكريكاتور " إقبالا غير عادي في مدينة كريمس في منطقة فاخاو التي تبعد عن العاصمة بثمانين كيلومترا وهو يظم مجموعة رائعة للوحات تصور الحياة السياسية والسياسيين النمساويين في منتهى السخرية. وساهمت مدينة سالسبورغ بفتح واحد وثلاثين متحفا أمها 30.000 زائر. وبذلك سجل سكان مدينة موزارت رقما في أنهم الأكثر اهتماما في تلك الليلة بزيارة المتاحف بالنسبة لعدد السكان. وسجل عدد الزوار هذا العام بمجموعه رقما جديدا وكذلك عدد المتاحف المشاركة في تلك الليلة بعد أن كانت 208 في العام الماضي. وكانت تخدم الزوار حافلات تنقلهم من متحف إلى آخر.
واعتبرت مؤسسة الإذاعة المرئيه والمسموعة النمساوية بأنها حققت نجاح كبير للحياة الثقافية في البلاد. وفكرة "الليلة الطويلة في زيارة المتاحف" فكرة رائعة في تقديم الكنوز الفنية لعشاقها في الوقت الذي هم يملكونه خارج زحمة العمل اليومي. يحلم المثقفون العرب ليس في أن تكون في بلادهم من المحيط إلى الخليج هذا العدد من المتاحف وإنما في وصول الوعي الفني لدي العرب في أن يقوم بزيارة ما لديهم من متاحف . وحدد أسعار& الدخول في تلك الليلة بعشرة يورو وهو سعر اقل من سعر بطاقة زيارة واحدة لمتحف واحد. وقدم منظمو& البرنامج تخفيضا لتلاميذ المدارس وطلاب الجامعات وللمتقاعدين ورجال الصحافة. أما الأطفال الذين هم في عمر اقل من أثني عشرة عاما فسمح لهم بالدخول مجانا. وبطاقة الدخول هي نفسها بطاقة استخدام المواصلات بين المتاحف.