الفدرالية في العراق
إيلاف- في مسعى عراقي جديد لاستباق الضربة الأميركية المحتملة، كشفت اليوم الجمعة مصادر دبلوماسية، أكدتها مصادر أخرى في المعارضة العراقية عن اعتزام معارضين عراقيين بالتنسيق مع متنفذين في حكومة بغداد طرح مشروع وفاق وطني يتكون من منظومة اجراءات ومطالب، تؤدي في مجملها إلى بدء حوار بين المعارضة والنظام بهدف الحفاظ على وحدة البلاد واستقلالها وتجنيبها خطر الحرب المزمعة من جانب الولايات المتحدة وحلفائها على العراق.
ويبدأ سيناريو المشروع بتوجيه نداء من المعارضة العراقية، خاصة التي تتخذ من إيران مقراً لها للرئيس العراقي صدام حسين يدعوه الى الاعتراف بالمعارضة العراقية كحالة سياسية وفتح حوار جاد وفاعل معها بهدف إجراء مصالحة شاملة، يستتبع ذلك استجابة الرئيس العراقي لهذا النداء.
ويشترط المشروع تعهد القيادة العراقية بإصدار عفو عام والسماح بعودة المبعدين وفتح المعتقلات أمام لجان تفتيش تشكلها الجامعة العربية ومنظمة الأمم المتحدة، وضمان إعادة الاعتبار الى كل من أعدم لأسباب سياسية وإعادة المعتقلين الى وظائفهم السابقة مع ضمان حقوقهم وتعويضهم عن سنوات الاعتقال، وإعادة الأموال المصادرة وإلغاء حالة الطوارئ وإطلاق حرية إصدار الصحف وتقليص مهام أجهزة الأمن وتحديد صلاحياتها برقابة قضائية.
كما يقترح المشروع أيضاً قيام السلطات بتمويل نشاطات الأحزاب العراقية وحل مجلس قيادة الثورة الحالي وتشكيل مجلس أمن وطني بديل برئاسة الرئيس صدام حسين وعضوية ممثلي الأطراف المتحاورة وممثل عن الجيش وقوى الأمن الداخلي لرسم السياسة العامة للدولة وضمان مصالح وحقوق الشعب والوطن.
&
ويدعو المشروع الذي نشرت مقتطفات منه صحيفة "الاتحاد" الإماراتية اليوم الجمعة إلى حل الحكومة الحالية وتشكيل حكومة وحدة وطنية بديلة انتقالية لا يجوز حلها وتتشكل من 25 حقيبة وزارية، وتكون مهمتها التمهيد للممارسة الديمقراطية وإجراء انتخابات برلمانية حرة خلال ستة أشهر من تاريخ ممارستها لصلاحياتها تحت إشراف عربي وإسلامي ودولي وأوروبي وإصدار دستور دائم للبلاد وإعادة هيكلة الدولة وتحسين علاقاتها مع دول الجوار والعمل على رفع الحصار الدولي وإخلاء المنطقة من أسلحة الدمار وإعادة البنية التحتية للوطن· ولضمان مرحلة انتقالية سلمية توافق القيادة العراقية على إشراف قوة عسكرية عربية وإسلامية على الأمن في بغداد حتى يتم الوصول الى الوفاق الوطني وترسيخ الحالة الجديدة التي ستفرزها تلك الاجراءات في نهاية المطاف، كما يقول أصحاب المشروع المزمع، الذي تشكك مراقبون في إمكانية قبول القيادة العراقية به، وان اعتبروه نموذجاً جيداً من الطروحات التي يمكن أن تسحب أي ذريعة من شأنها توجيه ضربة عسكرية للعراق.
عراقيات.. مجندات
هذا وقد بدأت اليوم فصائل المعارضة العراقية إجتماعا لها في بروكسل خلال الفترة من 22 الى 25 تشرين الثاني (نوفمبر) الحالي، وذلك من أجل التوصل الى موقف مشترك حول مستقبل العراق، يحضره ممثلون للستة مجموعات المعارضة العراقية وهي : الإتحاد الوطني الكردستاني والإتحاد الديمقراطي الكردستاني والمؤتمر الوطني العراقي والحركة الدستورية الملكية والمجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق وحزب الدعوة. إضافة لعدد من الخبراء والمراقبين المتخصصين في الشؤون العراقية.