القدس - ذكرت صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية ان وثائق للسلطة الفلسطينية صادرها الجيش الاسبوع الماضي كشفت ان جهاز الامن الوقائي في قطاع غزة كان يعد مشروع مصنع لانتاج متفجرات.&وقالت الصحيفة ان هذه الوثائق السرية صودرت خلال عملية مداهمة قام بها الجيش الاسرائيلي في 17 تشرين الثاني/نوفمبر لمقر الامن الوقائي في تل الهوا قرب غزة. وكانت موجهة الى رشيد ابو شباك مدير هذا الجهاز في غزة الذي تقوم مهمته على التعاون مع اسرائيل في مجال مكافحة الارهاب.
&وتابعت "هآرتس" ان الوثائق تفيد ان المصنع كان يفترض ان يكون قادرا على انتاج ما يصل الى 15 طنا من المتفجرات اليدوية الصنع سنويا وخصوصا من حمض النتريك والنترات والنتروغليسيرين.&وهذه المكونات لا تنتج في الاراضي الفلسطينية لكن يمكن استيرادها بسهولة الى حد ما من اسرائيل او الخارج.
&ونقلت الصحيفة عن خبراء عسكريين قولهم ان المصنع كان سيتيح للفلسطينيين صنع متفجرات من نوع "تي ان تي" و "ار دي اكس"، موضحين ان جهاز الامن الوقائي كان يعتزم تقديمها لكل المجموعات المسلحة بما فيها تلك المعارضة للرئيس الفلسطيني ياسر عرفات.
&من جهة ذكرت صحيفة "يديعوت احرونوت" ان المصنع وصف بانه "مشروع وطني" في الوثائق التي قامت الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية بتسليمها الى رئيس الوزراء ارييل شارون ووزيري الدفاع شاوول موفاز والارجية بنيامين نتانياهو.&واضافت الصحيفة نفسها ان "تقديرات الاستخبارات العسكرية تفيد انه من الصعب ان يكون عرفات يجهل وجود هذا المشروع".
&واوضحت ان بعض الوثائق التي تمت مصادرتها في غزة تشير الى ان ثلاثين مليون دولار كان يفترض ان تخصص لبناء المصنع. وقد عثر ايضا على لوائح مفصلة جدا لمنتجات كيميائية وعناصر مكونة لمتفجرات.&وتحظر اتفاقات اوسلو الموقعة عام 1993 حول الحكم الذاتي الفلسطيني على الفلسطينيين اقتناء او صنع مثل هذه المتفجرات.&وكان الجيش الاسرائيلي برر الاسبوع الماضي هجومه على مقر جهاز الامن الوقائي في غزة متهما هذا الجهاز بالتورط في هجمات مناهضة للاسرائيليين.
&وقال الجنرال اسرائيل زيف قائد منطقة غزة في الجيش الاسرائيلي "بدلا من منع الارهاب، يولي الامن الوقائي في قطاع غزة الارهاب اهتمامه" مضيفا "ان تحقيقات مع فلسطينيين تؤكد ذلك وكذلك الهجوم الذي قمنا به".&وتابع الجنرال الاسرائيلي "قام العديد من عناصر هذا الجهاز خلال السنتين الماضيتين بالمشاركة في تصنيع اسلحة والتورط في هجمات الى جانب ارهابيين من حماس او من حركة فتح".