تحقيق - محمد الغنيم: تصاعدت في الآونة الأخيرة شكاوى العديد من الأسر من آباء وأمهات وأبناء وبنات من مشاكل الخدم من (سائقين وخادمات) على وجه التحديد، وما تسببه هذه المشاكل على اختلافها من إثارة مخاوف الكثير من الأسر من وصولها لحد "الجريمة"..
وأبدت عدد من الأسر استعدادها التام للاستغناء عن هؤلاء الخدم حال توفر "البديل" الذي يغنيهم عن جلب هؤلاء الأجانب لمنازلهم، مطالبين أصحاب الاختصاص وعلماء الاجتماع والباحثين المهتمين بهذا الشأن بمساعدتهم للتغلب على هذه المشكلة التي تؤرقهم، وتزيد من مصاريف الأسرة ومتاعبها النفسية، كما تثقل كاهل رب الأسرة الذي بدلاً من أن يتفرغ لمتابعة أبنائه وبناته وحل مشاكلههم المختلفة، أصبح مضطراً كذلك لمتابعة هؤلاء الخدم بمنزله سواءً السائق أو الخادمة!
.. السائق والخادمة لا يكاد يخلو أي منزل من أحدهما أو كلاهما معاً، أحضرناهم ليساعدونا وأدخلناهم منازلنا حتى عرفوا كل أسرارها صغيرها وكبيرها وتفاجأنا بهم يجلبون الهم والمتاعب بصفة يومية.
مشاكل الخدم
نسمع يومياً الكثير من القصص حول قضايا السائقين والخادمات على اختلاف جنسياتهم، والمتاعب النفسية والاجتماعية والاقتصادية التي تعاني منها كثير من الأسر بسببهم، وتمتلئ أقسام الشرط ومراكز الهيئة بالكثير من هذه القضايا، وبدون مبالغة لا يمكن حقيقة أن نخفي أو نتجاهل مشكلة قائمة يعاني منها الكثير.
نماذج عديدة من ذلك
على سبيل المثال: السحر،الاعتداء الجسدي، التحرش الجنسي، الهروب من المنزل، محاولة القتل، محاولة الانتحار، الخيانة، تعليم الأطفال السلوكيات السيئة، تعلم أطفالنا عدد من المعتقدات، ويقوم البعض للأسف بالشكوى ورمي اللوم هنا وهناك، ونحن وبمحض إرادتنا وبثقة "عمياء" وهروب من المسؤولية نترك فلذات أكبادنا كل يوم في المنزل مع الخادمة لوحدها، لا حول لهم ولا قوة ونذهب نحن آباءً وأمهات لأعمالنا في "غفلة" عما قد يحصل، كما لا ينبغي أن نلوم غيرنا ونحن مع إشراقة شمس كل صباح نترك فلذات أكبادنا أبناء وبنات مع السائق وكثير منهم مع الأسف غير مسلم ليمضي بهم لمدارسهم ولا نبخل عليه بالمال، مقابل أن نتخلى عن أي مسؤولية تجاه أبنائنا ليتحملها هذا السائق الغريب!!
لا نبحث في طرح هذا الموضوع عن الإثارة كما يعتقد البعض، كما لم نحاول المبالغة بقدرما نطرح الحقيقة ولا غيرها سعياً للخروج بشيء فحاولنا في هذا التحقيق الخروج بالأسباب والمسببات والحلول الكفيلة بانهاء هذه المشاكل وماذا يجب أن نفعل من خلال لقاءات عدة أجريناها مع المختصين وأصحاب الشأن في أكثر من جهة، كما طرحنا نماذج وقصصاً من تلك المشاكل التي تحصل من الخدم في كثير من المنازل، نعرضها على لسان الآباء والأمهات وما خفي منها لا شك أكبر، ولن نسهب في طرح القصص لأن الجميع يعرف خطورة القضية فقط يبحث عن الحلول التي ركزنا عليها في حلقات هذا التحقيق بعد تشخيص المشكلة:
السائق يراود ابنتي!
في البداية تحدث لنا أبوناصر الذي أكد عدم اعتماده على السائق في كل شيء خصوصاً في توصيل أبنائه من وإلى المدرسة!
وقال أبوناصر: يكفيني ما حصل لابنتي قبل (3) سنوات عندمارأيت السائق بأم عيني يراود ابنتي، حيث ضربته وقتها بدون شعور وسفّرته دون رجعة، لكنني ما أزال مضطراً لجلب غيره فمشاغلي العملية وارتباطاتي اليومية لا تنقضي ولا بد لي ممن يساعدني.
وأضاف: استقدمت بعد عام واحد من تلك القصة سائقاً آخر مسلماً وكبيراً في السن ورغم ذلك مازلت حريصاً على عدم الاعتماد الكلي عليه في توصيل أبنائي وبناتي لمدارسهم وتوليت ذلك بنفسي حيث نظمت وقتي للخروج من المنزل قبل عملي بوقت كاف لتوصيل أبنائي، وفرغته لشراء بعض مستلزمات الأسرة اليومية وما إلى ذلك.
خادمة تطحن الزجاج للطفل!
قصة مفجعة تضاف لسجل الخادمات المليء بالمشاكل إلا ما ندر، تأتي تفاصيلها عندما أحست احدى الخادمات من جنوب شرق آسيا التي تعمل لدى احدى الأسر بالرياض من تزايد الاعباء عليها من خدمة طفل هذه الأسرة الصغير الذي لم يبلغ ال (5) أشهر، فقامت بكل حقد بكسر أحد المصابيح الكهربائية بالمنزل في غياب الأسرة ثم "طحنته" لتضعه مع حليب هذا الطفل المسكين لتتردى حالته بعد ذلك حتى وصلت لدرجة يرثى لها، وبدأت تأتيه حالات اغماء متكررة وحالات اسوداد في الوجه، وكان والده على تواصل دائم مع العديد من المستشفيات لعرض حالة طفله التي لم يكتشفها أي طبيب وكان آخر تشخيص له بعد اجراء عدة تحاليل وفحوصات مخبرية أكد ضرورة ازالة البنكرياس لهذا الطفل ولا حل غير ذلك!
وقبل الانتهاء من اجراءات هذه العملية وبالصدفة جاء أحد أخوان والد الطفل لمنزل أخيه وكانت الخادمة وقتها تعد حليب هذا الطفل وقتها لاحظ وجود (لمعة) بسيطة في كأس الحليب ثم طلب من أهل الطفل احضار مسحوق الحليب بالكامل حيث قام بوضع كمية منه في كأس ماء وتركه قليلا فاذا بالزجاج يترسب أسفل الكأس، فأخذ هذا الحليب وعمل له عدة تحاليل اثبتت احتواءه على زجاج مطحون ثم ذهب لأحد اقسام الشرطة حيث حقق مع الخادمة وسفرت لبلادها.
وعن حالة هذا الطفل حالياً يقول (عمّه) ان حالته عادت تتحسن بحمد الله بعد ان انقطع عنه هذا الزجاج المطحون، وعاد سليماً بفضل الله، وتمنى عم الطفل ان تكون هذه القصة درساً للأسر ولربات المنازل!.
اوقع ابني في التدخين
المواطن م. الدوسري يقول انه طرد أحد السائقين الذي أحضره لنقل ابنه إلى مدرسته بعدما اكتشف ان هذا السائق قد أوقع ابنه في التدخين!
ونبه الدوسري الآباء إلى بعض العادات السيئة التي تقع من السائقين الأجانب ومنها التدخين وبعض العادات السيئة الاخرى التي تخدش الحياء اضافة إلى تعليم الأطفال& للعبارات البذيذة التي يتفاجأ كثير من الآباء باعتياد أبنائهم عليها مع مرور الوقت.
ردة الفعل..
تسببت احدى الخادمات في سلخ جلد طفل لم يتجاوز السنتين من العمر بعد ان أقدمت على سكب الماء الساخن جداً على جسمه مما نتج عنه انسلاخ نصف جسمه واصابته بحروق شديدة.
وكانت ربة المنزل تعتمد اعتماداً كلياً على هذه الخادمة وتثق& بها كثيراً رغم انها توبخها بشدة حال تقصيرها، وكانت النتيجة هذه صدمة موجعة لكافة أسرة هذا الطفل الصغير!.
تنشئة الطفل على البوذية
أيضاً من المشاكل التي تنتج من الخادمات غير المسلمات يروي لنا أحد المسؤولين في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حالات مختلفة تأتيهم عن خادمات يعلّمن الأطفال الصغار ألفاظاً سيئة أو عبارات "بوذية ونصرانية" حتى ينشأ الطفل الصغير عليها ويعتاد على ذلك خصوصاً انه في مرحلة الطفولة لديه استعداد لتقبل أي شيء.
وحذر في حديثه من الثقة العمياء لدى ربات البيوت في بعض الخادمات مما يترتب عليها أضرار خطيرة على المجتمع ككل، مؤكداً ان عادات وتقاليد بعض الخادمات التي تلازم الأطفال طوال اليوم يعتاد وينشأ عليها الطفل مع الوقت مما يصعب تعديله إذا كبر!.
تواطؤ السائق
احدى الأسر بعد استقدامهم لسائق بفترة ليست بالطويلة، وبعد ان منحوه ثقة (عمياء) لدرجة ترك مفاتيح المنزل معه عند مغادرتهم أو سفرهم، لاحظوا اختفاء عدد من مستلزمات المنزل تدريجياً، ولم يخطر ببالهم ان السائق يخون من ائتمنوه ويدخل اثنين من رفقائه الاجانب كل اسبوع تقريباً للمنزل لسرقة الأثاث والمجوهرات وغيرها..
وضعت الذهب في الشحوم!!
قصة غريبة كذلك لاحدى الخادمات التي أفادت مخدوميها ان أسرتها تعاني من فقر شديد وانهم بحاجة لشحوم الذبيحة التي يستغنون عنها عند وجود مناسبة وبررت ذلك بحاجة أسرتها لهذه الشحوم، فتقبلت الأسرة المبررات، حيث قامت الخادمة اثر ذلك باذابة الشحم ووضعه في (4) صفائح معدنية وعندما قررت السفر لبلدها حملتها معها فاعطاها كفيلها مبلغاً من المال لمساعدتها على تكلفة النقل ولكن الموظف المسؤول في المطار رفض شحنها قبل الكشف على واحدة منها فأحضر الموظف مدفأة وأذاب شحوم واحدة من هذه الصفائح ليجد بداخلها سلاسل وأساور من الذهب، وان معظم ما فقدته الأسرة كان موجوداً معها في هذه الصفائح!.
تراسل صديقها
استمر أحد الاشخاص في عمل ساعي بريد لخادمته لفترة طويلة دون ان يشك فيها رغم انها كثيراً ما تراسل أحد الاشخاص على انه أخوها قبل ان يكتشف فيما بعد انه صديقها، فما كان من أخيها إلا ان احضر المدعي لزيارة أخته والجلوس معها بمفردها في غرفة جانبية، عندها طلب منه أحد أفراد العائلة ان يتأكد من اقامته وهل يحمل نفس الاسم وعندما طلب فحص الاقامة الخاصة به تغيرت ملامح وجهه لان اسم العائلة مغاير لاسم الخادمة، واتضح لهم بعد ذلك الا صلة قرابة بها..
وهنا وبكل تأكيد العديد والعديد من القصص والنماذج الاخرى لهذه السلبيات والقصص والمشاكل الناتجة عن الخدم، والتي عانت منها كثير من الأسر..