تعتزم الكاتبة مليكة مستظرف تنظيم وقفة احتجاجية أمام وزارة الثقافة بالرباط اليوم الاثنين، وبحسب الكاتبة فهذه الوقفة تأتي احتجاجا على التهميش الذي طالها بعد فشل زرع كلية لها بعد 16 سنة من المعاناة، وكانت الكاتبة أرجأت وقفة مماثلة أمام رواق اتحاد كتاب المغرب بالدورة الثامنة للمعرض الدولي للكتاب والنشر.
وقالت مستظرف إنها قدمت ملفا صحيا لاتحاد كتاب المغرب قبل رمضان، وأضافت "لا أعرف مصيره، ولم يتصل بي أي شخص، ولا أحد يحس بوضعتي ومعاناتي وليالي الطوال من أولئك. وحالتي الصحية مزرية وتزداد سوءا يوما بعد يوم، لذا قررت تنظيم وقفة أمام وزارة الثقافة لأنها من المفروض أن تهتم بالكاتب".
غير أن المكتب المركزي لاتحاد كتاب المغرب كان قدم ملفا صحيا لحالتي القاصة مليكة مستظرف والشاعر محمد الطوبي إلى القصر الملكي، وتبنى المكتب المركزي ملفيهما الصحيين، بحسب عضو في المكتب، فبادرت مصالح وزارة الصحة بناء على ذلك، يضيف العضو نفسه، إلى نقل الطوبي من القنيطرة إلى مستشفى محمد بنعبد الله بالرباط ليكون تحت عناية طبية خاصة بإشراف البروفسور الكداري، ويتابع حالته الدكتور بيد الله محمد الشيخ وزير الصحة العمومية شخصيا.
وينتظر أيضا أن تتم مبادرة مماثلة تخص الكاتبة المغربية الشابة مليكة مستظرف، يضيف العضو نفسه، إلا أنه لم يخف تخوفه مما اعتبره "تصرفات غير مسؤولة" من طرف الكاتبة المذكورة، ذلك أنه، يضيف المصدر نفسه، في الوقت الذي يبذل المكتب المركزي قصارى جهده للتبني الرسمي لحالتها الصحية، تعبر مليكة من حين لآخر عن نيتها في خوض اعتصام أو إضراب أو ما شابه ذلك، وهو ما قد يعرقل، بحسب المصدر نفسه، أي تكفل صحي أو اجتماعي يخصها.
بدت مليكة مستظرف منهكة وغير قادرة على الحركة إلا بالاستعانة على عكاز ومساعدة أختها الصغيرة، وطالبت المسؤولين أن يأخذوا بعين الاعتبار التكلفة المرتفعة لزرع كلية جديدة ومتابعة العلاج بعد العملية، وقالت إن إمكانية العلاج لم تعد ممكنة، حسب الأطباء، إلا خارج المغرب.
وكانت الكاتبة أول من زرع كلية في المغرب، بعد أن تبرعت بها أختها، وأوضحت مستظرف أن العملية لم تكلل بالنجاح، لذا فهي في حاجة لزرع كلية شخص ميت وهذه العملية لن تجرى إلا خارج المغرب.
في حديثها بصوت خافت تحدثت مليكة عن رغبتها الجامعة في الكتابة وأوضحت أنها بصدد كتابة رواية على شكل سيرة ذاتية ترصد فيها معاناتها مع المرض، وخاصة الجناح 31 المخصص لهذا المرض المزمن، كما أنها أنهت قصة قصيرة استمدت عوالمها من الواقع نفسه.
وتبلغ تكلفة إجراء عملية زرع كلية في فرنسا وتبعات العلاج 100 مليون سنتيم، وأوضحت مستظرف أن الأخطاء الطبية وقلة الخبرة في زرع الكلي في المغرب كانت السبب المباشر لفشل العملية لها. والتمست الكاتبة من القصر الملكي التدخل من أجل مساعدتها في محنتها هذه.
وكان بيان أمضاه مجموعة من الكتاب والمثقفين المغاربة أعلنوا تضامنهم مع القاصة مليكة مستظرف في وقفاتها الاحتجاجية من أجل المطالبة بحقها في العلاج والحياة"، ومن بين هؤلاء الكتاب عبد الحميد عقار وإدريس الملياني وصلاح الوديع والغرباوي ووفاء العمراني ورشيد نيني وآخرين.
&
ثقافة إيلاف