إيلاف من كوالالمبور: ذكرت لجنة مكافحة الفساد الماليزية الخميس أن رئيس الوزراء الماليزي السابق مهاتير محمد (98 عاماً) من بين الأشخاص الذين يخضعون للتحقيق بشأن قضايا فساد مالي.

ووفقاً لما نشرته وكالة الأنباء الوطنية بيرناما فإن نجلي مهاتير أمروا أيضا بالإعلان عن ممتلكاتهم خلال فترة زمنية محددة.

ويأتي التحقيق وسط حملة واسعة النطاق على الفساد تشمل شخصيات سياسية بارزة منها من يعتبرون مقربين من مهاتير، وهو خصم منذ فترة طويلة لرئيس الوزراء الحالي أنور إبراهيم.

صانع النهضة متهم بالفساد
المفارقة أن اسم مهاتير محمد ارتبط في أذهان الملايين حول العالم بأنه صانع نهضة وتقدم ماليزيا، وهي حقيقة وواقع في ظل الاصلاحات الكبيرة التي قام بها بين عامي 1981 حتى 2003، وهي فترة توليه مقاليد الحكم رئيساً للوزراء.

وفي الفترة المذكورة تحولت ماليزيا على يديه من دولة زراعية تعتمد على إنتاج وتصدير المواد الأولية الخام، إلى دولة صناعية متقدمة يساهم فيها قطاع الصناعة وكذلك قطاع الخدمات بنسبة 90% من الناتج المحلي الاجمالي، كما بلغت نسبة صادرات السلع المصنعة 85% من اجمالي الصادرات.

أنور ينفي تسييس القضية
من جانبه، نفى أنور إبراهيم استهداف منافسيه السياسيين قائلا إن التحقيقات جزء من جهود الحكومة لمكافحة الفساد في أعلى المستويات.

يعد الرئيس السابق البالغ من العمر 98 عامًا والذي تولى السلطة مرتين منافسًا سياسيًا ومنتقدًا شرسًا لرئيس الوزراء أنور إبراهيم، الذي وصل إلى السلطة في عام 2022 متعهدًا بالقضاء على الفساد.

وفي كانون الثاني (يناير)، استدعت لجنة مكافحة الفساد الماليزية ميرزان مهاتير، البالغ من العمر 66 عاما، وهو الابن الأكبر لرئيس الوزراء السابق، لاستجوابه بشأن أنشطته التجارية وللكشف عن جميع أصوله داخل البلاد وخارجها في غضون 30 يوماً، وفقاً لتقرير "مونت كارلو" الدولية.

"أوراق بنما"
وقالت الهيئة في بيان الأسبوع الماضي إن أمر لجنة مكافحة الفساد الماليزية هو جزء من التحقيق الذي تجريه وكالة مكافحة الكسب غير المشروع في أعقاب الكشف الوارد في ما يسمى بأوراق بنما، "بالإضافة إلى أنشطته التجارية التي تنطوي على بيع وشراء شركات مرتبطة بالحكومة".

وأصدرت لجنة مكافحة الفساد الماليزية في يناير كانون الثاني إخطارات لنجلي مهاتير، وهما رجلا الأعمال ميرزان ومخزني، للإعلان عن ثروتهما في إطار تحقيقات في سجلات مالية وتجارية في الخارج كشفت عنها مجموعة من المؤسسات الإخبارية.

وأصبح أنور رئيسا للوزراء في 2022 بعد أكثر من 20 عاما قضاها زعيما للمعارضة، وتعهد بمكافحة الفساد والتركيز على الاقتصاد.

لكنه واجه تشكيكا بشأن مدى التزامه بالإصلاحات بعد إسقاط سلسلة من قضايا الفساد تتعلق بشخصيات متحالفة مع الائتلاف الحاكم.