مانيلا-سيسيل موريا: يتفق المسؤولون الفيليبينيون والمحللون في توجيه اصبع الاتهام بتنفيذ اعتداء دافاو الذي اوقع 21 قتيلا امس الاربعاء بجنوب الفيليبين الى الجبهة الاسلامية للتحرير (مورو) التي تواجه حملة عسكرية، رغم تبني جماعة ابو سياف للاعتداء.&واكد وزير الداخلية خوسيه لينا توقيف خمسة من عناصر جبهة مورو، ابرز الحركات الاسلامية المسلحة في الفيليبين، غداة تنفيذ الاعتداء الذي ادى كذلك الى اصابة 150 شخصا بجروح.
&واضافت الرئيسة غلوريا ارويو التي زارت موقع الانفجار اليوم الاربعاء انه تم احتجاز تسعة اشخاص قيد التحقيق.&واعلنت مجموعة ابو سياف الاسلامية، الاقل حجما من حركة مورو، مسؤوليتها عن الاعتداء الذي خلف العدد الاكبر من الضحايا في جنوب شرق اسيا منذ اعتداء بالي باندونيسيا الذي اودى بحياة 200 وقتيلين في تشرين الاول/اكتوبر الماضي.
غير ان المسؤولين والمحللين يشككون في تبني جماعة ابو سياف التي اشتهرت لقيامها باحتجاز رهائن ويعتقد بانها على صلة بتنظيم القاعدة.&لكنهم لا يستبعدون في المقابل مشاركة جهة خارجية، مثل الجماعة الاسلامية، التنظيم الناشط في المنطقة والمتهم بتنفيذ اعتداء بالي.
&وانسحبت قوات جبهة مورو من وسط جزيرة مندناو الكبرى في جنوب البلاد بعد ان امرت الرئيسة ارويو بشن هجوم على معاقلهم الشهر الماضي اسفر عن مقتل 200 شخص في صفوفهم وتسبب بنزوح 240 الف مدني.&ويقول مير تيلاه، نائب مدير المعهد الاقتصادي السياسي في جامعة اسيا والمحيط الهادىء في مانيلا ان "جبهة مورو ربما وجدت نفسها في وضع ميئوس منه وربما شكل ذلك بالنسبة لها وسيلة لتشتيت القوات المسلحة".
&ويندرج اعتداء دافاو ضمن عدد من التفجيرات الاجرامية في جنوب الفيليبين استهدفت كذلك مطار كوتاباتو ومدينة كاباكان الشهر الماضي، واعمال تخريب تسببت بقطع الكهرباء لعدة ساعات عن نحو 18 مليون من سكان مندناو الاسبوع الماضي.&ونفت جبهة مورو التي وقعت اتفاقا لوقف اطلاق النار مع الحكومة في العام&2000، ضلوعها في اعتداء دافاو.
&ويقول تيلاه ان الانفجار قد يؤدي الى سحب جزء من القوات المسلحة التي تشارك في الهجوم على معاقل الحركة واعادة تكليفهم بحماية المنشآت المدنية.&ويضيف ان "حماية المطارات والمراكز التجارية سيبعد الجنود عنهم".&وتعد جبهة مورو قرابة 500،12 مقاتل وتشن منذ 25 عاما حرب عصابات ضد الحكومة المركزية بهدف اقامة دولة اسلامية بجنوب الفيليبين.
&اما جماعة ابو سياف التي قررت الحكومة شن عملية ضدها بمشاركة جنود اميركيين هذا العام، فقد تبنت الاعتداء بلسان احد قادتها همسيراجي سالي في تصريح لشبكة "اي.بي.اس-سي.بي.ان" التلفزيونية.&ولكن الكولونيل بونيفاسيو راموس، قائد وحدة عسكرية مكلفة بمطاردة مجموعة سالي في باسيلان، اكد ان المجموعة محاصرة في الجزيرة وغير قادرة على تنفيذ عمليات في مكان اخر.
&الا ان المحللين لا يستبعدون يدا خارجية مثل الجماعة الاسلامية المتهمة ايضا بالتخطيط لتنفيذ اعتداءات ضد اهداف اميركية وغربية في سنغافورة. واكدت سنغافورة ان متطرفين تم توقيفهم في العاصمة تدربوا في معسكرات جبهة مورو في مندناو.&ويقول تيلاه "لا يمكن استبعاد مشاركة مجموعات ارهابية خارجية". لكنه يؤكد ان تورط تنظيم القاعدة ضئيل الاحتمال بعد توقيف خالد الشيخ محمد الذي قدم بوصفه مسؤول عملياتها في باكستان نهاية الاسبوع الماضي.