&
يبدو تعاطف العرب الاهوازيين جليا مع الشعب العراقي الذي يتعرض لنيران القوات الامريكية - البريطانية المتحالفة. ونرى مثل هذا التعاطف من بعض الشرائح الشعبية مع القيادة العراقية وذلك بالرغم من النقد الذي يوجهه بعض المثقفين لهذه القيادة. ويتلقى معظم الاهوازيين اخبارهم من الفضائيات العربية ويتأثرون بما تبثه هذه الفضائيات والفضائية العراقية خاصة من أناشيد ومشاهد للحرب والدمار.
يوجد تفاعل تاريخي متواصل بين العراق وايران عبر القرون تجسد أكثر فأكثر وبصورة بارزة في التاريخ المعاصر للبلدين.
كما أن هناك موزاييك من الشعوب والقوميات والمذاهب في ايران والعراق حيث نرى مثلا العرب والاكراد والتركمان والاشوريين والشيعة والسنة في العراق ونشاهد العرب والاكراد والتركمان والاتراك والفرس والشيعة والسنة في ايران.
ونرى في هذا الموزاييك قواسم مشتركة دينية ومذهبية واثنية تربط البلدين حيث يتواجد الكرد منشطرين في غرب ايران وشرق العراق والعرب كأقلية في جنوب ايران واغلبية في العراق وهكذا دواليك.
وقد لعبت الحوزات الدينية في العراق اواخر القرن التاسع عشر واوائل القرن العشرين دورا هاما في اندلاع الثورات في ايران اهمها ثورة الدستور(المشروطة) وذلك اثر تواجد العلماء ومراجع التقليد الشيعة الايرانيين في مدن النجف وكربلاء وسامراء.
كما قامت ايران بدعم المنظمات والفصائل الشيعية المعارضة لنظام صدام حسين عقب قيام الثورة الاسلامية في ايران عام 1979.
صحيح ان ثقافة الكرد في العراق تشترك في بعض قواسمها مع الثقافة الفارسية لكنهم وبعد هيمنة الشيعة في عهد الصفوية في ايران رجحوا ان يكونوا جزءا من الامبراطورية العثمانية السنية ومن ثم الجمهورية العراقية. غير ان انبثاق الوعي القومي في الشرق الاوسط في أوائل القرن المنصرم اسفر بين الحين والاخر عن صدامات بين الاكراد والحكومات المركزية في العراق. وهذا ما حدث وبشدة اقل بالنسبة للعرب والكرد في ايران والحكومات المركزية ايضا.
فلأكراد العراق وتركيا وايران تاريخ نضالي ضد الاضطهاد القومي والمذهبي في هذه البلدان ولاشك ان الكرد العراقيين اول من قاموا بتدوين الكتب الدراسية والادبية الكردية في العصر الحديث وقد تم ذلك قبل 80 عاما حيث لم تسمح ايران وتركيا بمثل هذا الامر ولايزال الحظر مستمرا بشكل او آخر.
الحرب والقوميات الإيرانية
وقف العرب الايرانيون والشيعة العراقيون بأغلبيتهم الى جانب حكوماتهم في الحرب العراقية - الايرانية وذلك ليس لموالاة هذه الانظمة إنما تعلق وتشبث بالأرض والوطن اي ان الذود عن الوطن طغى على جميع الاعتبارات الاخرى كالقومية والمذهبية وما الى ذلك من اشياء في تلك الحرب التي استمرت 8 سنوات 1980-1988.
وتحدثنا سابقا عن مواقف للفصائل والاوساط الايرانية - الفارسية بغالبيتها- وقلنا ان فئة من الاصلاحيين والمحافظين منهم يعارضون الهجوم الامريكي - البريطاني على العراق وشريحة كبيرة من الاصلاحيين يحبذون اسقاط صدام حسين باي شكل من الاشكال.
وقد اظهرت المظاهرات المليونية يوم الجمعة الماضي في طهران وسائر المدن الايرانية ان الجماهير الشعبية في ايران - وخلافا للنخبة القومية - تتعاطف مع الشعب العراقي وتعارض الهجوم الامريكي - البريطاني بالرغم من الذكريات المريرة والمآسي التي شهدوها خلال السنوات الثماني للحرب مع العراق.
فالعرب والاكراد الايرانيون هم اكثر الشعوب الايرانية متابعة وتأثرا بأحداث العراق وذلك بسبب العلاقات الدينية والمذهبية والثقافية واللغوية التي تربط هذين الشعبين الايرانيين مع الكرد والعرب في العراق.
وقد تزامن الهجوم الامريكي - البريطاني مع عطلة السنة الايرانية الجديدة حيث لزم العرب الاهوازيون بيوتهم متابعين ما تبثه الاذاعات والفضائيات العربية من اخبار وتحاليل لمجريات الحرب.
ويبدو تعاطف العرب الاهوازيين جليا مع الشعب العراقي الذي يتعرض لنيران القوات الامريكية - البريطانية المتحالفة. ونرى مثل هذا التعاطف من بعض الشرائح الشعبية مع القيادة العراقية وذلك بالرغم من النقد الذي يوجهه بعض المثقفين لهذه القيادة. ويتلقى معظم الاهوازيين اخبارهم من الفضائيات العربية ويتأثرون بما تبثه هذه الفضائيات والفضائية العراقية خاصة من أناشيد ومشاهد للحرب والدمار.
وكان للاشعار الشعبية (الهوسات) العشائرية والقومية وللاناشيد العراقية التي تنتخي بأئمة الشيعة ولاسقاط المروحية الامريكية من طراز اباتشي من قبل الشيخ العراقي (ابن منقاش) واحداث اخرى من هذا القبيل بالغ الاثر على الجماهير العربية الاهوازية وخاصة النساء منهم.
وقد تتطابق مواقف العرب الاهوازيين مع حكومتهم ازاء الحرب الامريكية - البريطانية ضد العراق وهي نادرا ما تحدث في التاريخ الايراني الحديث.
لكن وبالرغم من هذا التطابق واجهت قوات الشرطة عدة مظاهرات عفوية قام بها العرب في مدينة الاهواز والمدن العربية الاخرى تنديدا بالعدوان الامريكي البريطاني وتأييدا للقيادة العراقية. وتم اعتقال عدد من المتظاهرين في مدن الاهواز والفلاحية (شادغان) لايزال البعض منهم قيد التوقيف.
فأهم مظاهرة قام بها العرب كانت ضمن المظاهرات العامة التي نظمتها الحكومة الايرانية في جميع انحاء ايران يوم الجمعة الماضي. كما طالب بعض الاهوازيين المسؤولين الايرانيين بفتح الحدود للمتطوعين العرب للمشاركة في الحرب الى جانب القوات العراقية. لكن من المستبعد ان توافق الحكومة الايرانية على مثل هذه الطلبات. وعلى العكس من مواقف العرب الايرانيين المؤيدة للصمود الذي ابدته القوات العراقية امام القوات الامريكية والبريطانية فإن الاكراد الايرانيين ينظرون للحرب بشكل آخر مختلف لنظرة العرب الايرانيين لها. فهم يرون في الحرب الدائرة في العراق فرصة لإسقاط عدوهم اللدود صدام حسين حيث يتهمونه بارتكاب المجازر ضد الشعب الكردي في العراق. والأهم من ذلك يرون في الحرب فرصة ذهبية لإنشاء حكم فدرالي ديمقراطي في العراق يمنح بني جلدتهم شبه دولة في كردستان العراق يمكن ان تكون قدوة لهم وللاكراد في تركيا.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو هل يؤدي الغزو الامريكي - البريطاني للعراق والذي يصفه البعض بالغزو الاستعماري الى ارساء ديمقراطية حقيقية في العراق تتمتع من خلالها الشعوب العراقية بحقوقها السياسية والتاريخية؟
يوجد تفاعل تاريخي متواصل بين العراق وايران عبر القرون تجسد أكثر فأكثر وبصورة بارزة في التاريخ المعاصر للبلدين.
كما أن هناك موزاييك من الشعوب والقوميات والمذاهب في ايران والعراق حيث نرى مثلا العرب والاكراد والتركمان والاشوريين والشيعة والسنة في العراق ونشاهد العرب والاكراد والتركمان والاتراك والفرس والشيعة والسنة في ايران.
ونرى في هذا الموزاييك قواسم مشتركة دينية ومذهبية واثنية تربط البلدين حيث يتواجد الكرد منشطرين في غرب ايران وشرق العراق والعرب كأقلية في جنوب ايران واغلبية في العراق وهكذا دواليك.
وقد لعبت الحوزات الدينية في العراق اواخر القرن التاسع عشر واوائل القرن العشرين دورا هاما في اندلاع الثورات في ايران اهمها ثورة الدستور(المشروطة) وذلك اثر تواجد العلماء ومراجع التقليد الشيعة الايرانيين في مدن النجف وكربلاء وسامراء.
كما قامت ايران بدعم المنظمات والفصائل الشيعية المعارضة لنظام صدام حسين عقب قيام الثورة الاسلامية في ايران عام 1979.
صحيح ان ثقافة الكرد في العراق تشترك في بعض قواسمها مع الثقافة الفارسية لكنهم وبعد هيمنة الشيعة في عهد الصفوية في ايران رجحوا ان يكونوا جزءا من الامبراطورية العثمانية السنية ومن ثم الجمهورية العراقية. غير ان انبثاق الوعي القومي في الشرق الاوسط في أوائل القرن المنصرم اسفر بين الحين والاخر عن صدامات بين الاكراد والحكومات المركزية في العراق. وهذا ما حدث وبشدة اقل بالنسبة للعرب والكرد في ايران والحكومات المركزية ايضا.
فلأكراد العراق وتركيا وايران تاريخ نضالي ضد الاضطهاد القومي والمذهبي في هذه البلدان ولاشك ان الكرد العراقيين اول من قاموا بتدوين الكتب الدراسية والادبية الكردية في العصر الحديث وقد تم ذلك قبل 80 عاما حيث لم تسمح ايران وتركيا بمثل هذا الامر ولايزال الحظر مستمرا بشكل او آخر.
الحرب والقوميات الإيرانية
وقف العرب الايرانيون والشيعة العراقيون بأغلبيتهم الى جانب حكوماتهم في الحرب العراقية - الايرانية وذلك ليس لموالاة هذه الانظمة إنما تعلق وتشبث بالأرض والوطن اي ان الذود عن الوطن طغى على جميع الاعتبارات الاخرى كالقومية والمذهبية وما الى ذلك من اشياء في تلك الحرب التي استمرت 8 سنوات 1980-1988.
وتحدثنا سابقا عن مواقف للفصائل والاوساط الايرانية - الفارسية بغالبيتها- وقلنا ان فئة من الاصلاحيين والمحافظين منهم يعارضون الهجوم الامريكي - البريطاني على العراق وشريحة كبيرة من الاصلاحيين يحبذون اسقاط صدام حسين باي شكل من الاشكال.
وقد اظهرت المظاهرات المليونية يوم الجمعة الماضي في طهران وسائر المدن الايرانية ان الجماهير الشعبية في ايران - وخلافا للنخبة القومية - تتعاطف مع الشعب العراقي وتعارض الهجوم الامريكي - البريطاني بالرغم من الذكريات المريرة والمآسي التي شهدوها خلال السنوات الثماني للحرب مع العراق.
فالعرب والاكراد الايرانيون هم اكثر الشعوب الايرانية متابعة وتأثرا بأحداث العراق وذلك بسبب العلاقات الدينية والمذهبية والثقافية واللغوية التي تربط هذين الشعبين الايرانيين مع الكرد والعرب في العراق.
وقد تزامن الهجوم الامريكي - البريطاني مع عطلة السنة الايرانية الجديدة حيث لزم العرب الاهوازيون بيوتهم متابعين ما تبثه الاذاعات والفضائيات العربية من اخبار وتحاليل لمجريات الحرب.
ويبدو تعاطف العرب الاهوازيين جليا مع الشعب العراقي الذي يتعرض لنيران القوات الامريكية - البريطانية المتحالفة. ونرى مثل هذا التعاطف من بعض الشرائح الشعبية مع القيادة العراقية وذلك بالرغم من النقد الذي يوجهه بعض المثقفين لهذه القيادة. ويتلقى معظم الاهوازيين اخبارهم من الفضائيات العربية ويتأثرون بما تبثه هذه الفضائيات والفضائية العراقية خاصة من أناشيد ومشاهد للحرب والدمار.
وكان للاشعار الشعبية (الهوسات) العشائرية والقومية وللاناشيد العراقية التي تنتخي بأئمة الشيعة ولاسقاط المروحية الامريكية من طراز اباتشي من قبل الشيخ العراقي (ابن منقاش) واحداث اخرى من هذا القبيل بالغ الاثر على الجماهير العربية الاهوازية وخاصة النساء منهم.
وقد تتطابق مواقف العرب الاهوازيين مع حكومتهم ازاء الحرب الامريكية - البريطانية ضد العراق وهي نادرا ما تحدث في التاريخ الايراني الحديث.
لكن وبالرغم من هذا التطابق واجهت قوات الشرطة عدة مظاهرات عفوية قام بها العرب في مدينة الاهواز والمدن العربية الاخرى تنديدا بالعدوان الامريكي البريطاني وتأييدا للقيادة العراقية. وتم اعتقال عدد من المتظاهرين في مدن الاهواز والفلاحية (شادغان) لايزال البعض منهم قيد التوقيف.
فأهم مظاهرة قام بها العرب كانت ضمن المظاهرات العامة التي نظمتها الحكومة الايرانية في جميع انحاء ايران يوم الجمعة الماضي. كما طالب بعض الاهوازيين المسؤولين الايرانيين بفتح الحدود للمتطوعين العرب للمشاركة في الحرب الى جانب القوات العراقية. لكن من المستبعد ان توافق الحكومة الايرانية على مثل هذه الطلبات. وعلى العكس من مواقف العرب الايرانيين المؤيدة للصمود الذي ابدته القوات العراقية امام القوات الامريكية والبريطانية فإن الاكراد الايرانيين ينظرون للحرب بشكل آخر مختلف لنظرة العرب الايرانيين لها. فهم يرون في الحرب الدائرة في العراق فرصة لإسقاط عدوهم اللدود صدام حسين حيث يتهمونه بارتكاب المجازر ضد الشعب الكردي في العراق. والأهم من ذلك يرون في الحرب فرصة ذهبية لإنشاء حكم فدرالي ديمقراطي في العراق يمنح بني جلدتهم شبه دولة في كردستان العراق يمكن ان تكون قدوة لهم وللاكراد في تركيا.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو هل يؤدي الغزو الامريكي - البريطاني للعراق والذي يصفه البعض بالغزو الاستعماري الى ارساء ديمقراطية حقيقية في العراق تتمتع من خلالها الشعوب العراقية بحقوقها السياسية والتاريخية؟
التعليقات