سرمد عبد الكريم
&

كلنا يعرف العلاقة الحميمة بين صدام حسين وبين واشنطن، وكلنا يعرف دور صدام في حماية مصالح واشنطن في المنطقة... وكلنا ندرك سر الحرب الايرانية العراقية في 1980 بل كلنا شاهد ولمس كيف ان دول التحالف في حرب تحرير الكويت هي نفسها التي كانت تدعم وبدون حساب صدام ونظامه البوليسي الدكتاتوري سواء عسكريا بالحرب ضد ايران او اقتصاديا بشكل مباشر او غير مباشر عن طريق دول مجلس التعاون.... او تقديم الخبرات والمشورة الفنية والعسكرية بل وفي كل المجالات ونستشهد على قولنا هذا على سبيل المثال لا على سبيل الحصر، المؤتمر الصحفي الذي عقده الفريق الاول الركن عدنان خير الله وزير دفاع النظام ونائب القائد العام للقوات المسلحة العراقية للنظام الصدامي المقبور والذي اغتاله صدام بحادث كلنا نذكر تفاصيله.... لسنا بصدد تفاصيل حادث اغتيال القريق عدنان بل ماقاله في المؤتمر الصحفي عند اعتراف النظام بسقوط الفاو لاول مرة في الحرب العراقية الايرانية وقال في وقتها الفريق عدنان معاتبا الولايات المتحدة على عدم دقة المعلومات التي نقلتها للعراق وكالة المخابرات المركزية الاميركية للجانب العراقي عن مواقع التحشيد الايراني في الجبهة حيث المعلومات التي نقلت للعراق في وقتها تفيد ان التحشيد الحقيقي في قاطع الفيلق السادس الذي كان قاطع عملياته العزير بين البصرة وميسان وكان في وقتها بامرة اخر وزير للدفاع للنظام بينما كان التحشيد الحقيقي امام قاطع الفيلق السابع في جنوب البصرة ومنها هجمت ايران وعبرت شط العرب واحتلت الفاو وحدث ما حدث....
شاهدنا هنا عن عمق علاقة النظام الصدامي بالولايات المتحدة وسر الحرب الاولى بين العراق وايران ومن وراء هذه الحرب ولمصلحة من وكيف كل العالم كان يدعم وبقوة صدام وكيف كانت بغداد في وقتها عاصمة عالمية للمؤتمرات حتى ان عملية اعادة بناء وتجميل بغداد كانت بسبب انعقاد مؤتمر قمة عدم الانحياز في بغداد 1982 لولا ان تسارعت ايران وعدد من دول العالم الى تنبيه العالم الى خطورة عقد القمة في بغداد في وقت لازالت الحرب مستمرة، وطيلة الحرب الدامية كان صدام يتلقى المساعدة والتاييد اقليميا وعربيا ودوليا بل وصل الحد ان اجهزة مخابراته وسائر اجهزته الامنية وحماية صدام الشخصية تلقت التدريب والتاهيل والتجهيز في كل دول العالم المتقدم ومنها الولايات المتحدة نفسها وبريطانيا وايطاليا... وفي تلك الفترة كانت بغداد تستقبل كل يوم وفودا امريكية عالية المستوى في رحلات مكوكية بين واشنطن والقاهرة وتل ابيب زمن اشهر زوار بغداد سرا وعلانية رامسفيلد وزير الدفاع الاميركي الحالي وبدعم مطلق من البيت الابيض وكبريات شركات النفط وتصنيع الاسلحة وليس سرا ان يكون تشيني نائب الرئيس الحالي في الولايات المتحدة هو احد اقرب الشخصيات للنظام الصدامي.... وعند مراجعة الاحداث وارجاع الفيلم التاريخي للخلف قليلا نجد ان الشركات العملاقة التي ساندت ما سمي بعملية تحرير العراق والتي تمت احالة معظم عقود اعادة البناء والاعمار بالعراق مثل شركة بكتل العملاقة كانت تعمل بالعراق في منتصف السبعينات وخصوصا بالبصرة وفي مواقع مختلفة وبعقود خيالية وكان مقر شركة بكتل بالبصرة في منطقة قريبة من كورنيش البصرة وقريبة من مبنى القنصلية السعودية بالبصرة انذاك... كل ما سردناه معروف ومعلوم والكل يعرف ان سفارة واشنطن في بغداد كانت من انشط السفارات وكان نفوذها واضحا على القيادة السياسية انذاك بل ان عمليات المخابرات الاميركية كانت تعمل بحرية ولم نسمع في حينها عن نشاط مخابراتي عراقي ضد هذه العمليات في بغداد واستمر الدعم الغير محدود بل اننا جميعا نذكر ان جرائم النظام في المنطقة الكردية تمت والعالم كله يكذب ويغطي على جرائم صدام وعلي حسن المجيد في انفالهم المشؤومة رغم التقارير المروعة التي نقلتها منظمات حقوق الانسان في وقتها. واستمرت علاقات الغزل والعشق الصدامي الاميركي مستمرة الى انتهت الحرب الاولى بين العراق وايران وفجاة نسمع زيارات وتحركات غريبة غربية وعراقية للمنطقة وبعدها بدانا نسمع لهجة عراقية غير مسبوقة ضد الكويت والامارات عن محاولة محاصرة العراق وتتمة القصة معروفة.... لكن اهم ما في القصة قبل الغزو الصدامي للكويت حدث اخر اجتماع للسفيرة الاميركية في بغداد المسز جلاسبي في حزيران 1990 مع صدام حسين وبعدها غادرت جلاسبي بغداد ولم تعود وبدات الامور تسير بسرعة ولم يرشح في وقتها اي شيء عن الاجتماع الخطير وصور للبعض بانه اجتماع روتيني فقط لكن بعد تسارع الاحداث وشددت بغداد لهجتها وتعند الكويت حتى انتهت الامور بالوساطة السعودية التي كان من الواضح انها مجرد مظهر دبلوماسي عربي فيما يبدو بغداد حسمت امرها على غزو الكويت وحدثت الكارثة ولسنا هنا نستعرض التاريخ ولكن نريد الوصول للمهم من كل ما حدث.
بعد ان اجتاح صدام وعصابته الكويت وبعد ان تم اخراجه بالكويت بالقوة وانهيار الجيش العراقي حدث لقاء تلفزيوني في وقتها في شبكة السي ان ان في برنامج تلفزيوني بين نزار حمدون ممثل النظام لدى الامم المتحدة في وقتها وواين بيرغر وزير خارجية الولايات المتحدة بعد تفرغ بيكر لحملة بوش الاب الانتخابية على الهواء قال بيرغر مخاطبا حمدون مع الابتسامات والجو الودي الحميمي موجها كلامه لحمدون... سيد حمدون انت صديقي العزيز وانت تعرف نزار ماذا تريد امريكا منكم فارجوك افعلوا فقط ما مطلوب !!!! ولم يشير ماهو هذا المطلوب ؟؟؟؟
وفي لقاء اخر لصدام بعد اثناء الحصار تكلم صدام ولمرة واحدة فقط مهددا الولايات المتحدة يقول صدام مخاطبا امريكا.... اننا لحد الان لم ننشر محضر جلسة الاجتماع بيني وبي جلاسبي واذا اضطررنا سننشر هذا المحضر !!!!
ماذا في هذا المحضر ياترى وما جرى في هذا الاجتماع ؟؟؟؟ وكذلك نريد الرجوع للخلف قليلا اخر اجتماع قبل الحرب الثانية حرب تحرير الكويت بين وزير خارجية امريكا جيمس بيكر ووزير خارجية النظام في وقتها طارق عزيز صديق امريكا المفضل.... الاجتماع جرى في جنيف وبعد الاجتماع الذي دام ست ساعات كاملة خرج بيكر وعزيز وادليا باحاديث للصحفيين وقال عزيز رفضت ان استلم رسالة من الرئيس بوش للرئيس صدام لانها خارجة عن اللياقة والاعراف الدبلوماسية هذا ما جرى فقط وادلى بيكر اننا اوضحنا للسيد عزيز اننا جادين في اخراجهم من الكويت وابلغناهم فقط اننا جادين.....
هل نقل رسالة وابلاغ عزيز جدية الامريكان تحتاج ستة ساعات ؟ وهل ابلاغ عزيز اننا سنرجع العراق لما قبل الثورة الصناعية يحتاج هذا الوقت الطويل ؟؟؟ يا ترى مالذي جرى في اجتماع بيكر عزيز وما هي حقيقة رسالة الرئيس بوش الاب لصدام والتي رفض عزيز تسلمها ونقلها ولكنه سمعها شفهيا ؟؟؟؟ ولنرجع للخلف ايضا قليلا وبالتحديد بعد انهيار جيش النظام في عمليات تحرير الكويت وما حدث بتوقف العمليات فجاة بامر من بوش الاب بينما كانت القوات الاميركية على مشارف بغداد وبدات احداث خيمة صفوان التي وفيها تم رسميا انهاء العمليات رسميا وعندها تم اطلاق يد صدام والنظام لتصفية الانتفاضة الشعبانية المباركة التي اسقطت النظام ولم يبقى الا اعلان ذلك رسميا وفجاة ينقض المجرم صدام على المنتفظين ليبدا حملات التصفية الجماعية والاعدامات التي جرت بالمئات بل بالالوف والقوات الاميركية لازالت بالعراق وقريبة من معظم المواقع التي جرت فيها تلك الاعدامات وطائرات التحالف تحلق في سماء الملاعب التي تم تنفيذ فيها هذه الاعدامات وكذلك المجازر التي حدثت في النجف وكربلاء كلها كانت تجري وقوات التحالف ترى وتسجل وتراقب بل ان المجازر صورت باشرطة فيديو وارسلت لكل المنظمات الدولية.
نريد ان نعرف لماذا امريكا وبريطانيا والخليج العربي سمحت بذلك ؟ كلنا نعرف ان صدام اكبر مثال للاجرام ولكن من كان يغطيه ؟ وكل الاحداث والشواهد تشير ان صدام منذ 1963 صديق حميم لامريكا واستمرار صدام بصداقته الحميمة للولايات المتحدة حتى ان العقيد معمر القذافي بعد حرب الخليج قال علنا ايه اللي جرى طول عمره صدام رايته بيضه مع امريكا !!!!
هناك حلقة مفقودة في ملف العلاقة الصدامية الاميركية وبلاشك انها ليست اسلحة الدمار الشامل ولا الارهاب انها شيء اخر ماهو ؟؟؟ لا نعرف الان لكن اكيد السر في يوما ما سينكشف.
هناك حلقة مفقودة في السجل الذهبي للعلاقات المميزة بين صدام حسين العوجاوي وبين الولايات المتحدة الاميركية (1963 - 2003 )

وفيما يلي ملخص لما لهذه العلاقات المميزة
1- 1963 اتصال الولايات المتحدة الامريكية عن طريق سفارتها القاهرة باللاجيء السياسي العراقي صدام حسين والهارب من حكومة قاسم في العراق بعد تنفيذه محاولة اغتيال عبد الكريم قاسم.
2- اختفاء صدام حسين العوجاوي من القاهرة لمدة ثلاثة اشهر ادى الى انزعاج السلطات المصرية في وقتهالوصول معلومات عن سفره لاسرائيل لانخراطه بدوره هناك
3- رجوع صدام للعراق بعد احداث 1963
4- اعتقال صدام بعد احداث رمضان
5- هروب صدام من السجن بمساعدة الحزب ؟
6-توقع صدام احداث 23 شباط في سوريا ؟ من اين وصلت له المعلومات وهو في السجن؟
7- وصول صدام للحكم عن طريق علاقاته بالبكر عام 1968
8- وصول معلومات لعبد الرزاق النايف - الاستخبارت العسكرية - عن حركة 17 تموز ونية البعثيين تنظيم انقلاب عسكري ومباركة النايف للحركة وعلاقة النايف بالامريكان؟ وكيف وصلت معلومات للنايف ومن الذي ابلغ النايف بها؟
9- تصفية كل العناصر التي شاركت بالانقلاب ابراهيم عبد الرحمن الداوود - حردان عبد الغفار - عبد الرزاق النايف - صالح مهدي عماش
10- رجوع ميشيل عفلق للعراق استلام صدام السلطة الفعلية بعد تصفية كل اعضاء مجلس قيادة الثورة بين ابعاد او اغتيال ابراهيم عبد الرحمن الداوود- حردان عبد الغفار -صالح مهدي عماش - عبد الرزاق النايف
11- تصفية القيادة القومية والقطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي عام 1979 بعد مسرحية المؤامرة المزعومة
12- الحرب العراقية الايرانية وصولا لغزو الكويت الملف ناقص ورقة واحدة نحن نعرف تاريخ التحاق صدام حسين بالمخابرات الامريكية لكن ملفه لم يتم انهائه لحد الان ربما الملف الان نقل من المخابرات الامريكية ليتم حفظه عند البيت الابيض لانه العميل الي يحمل الرقم ::::: مكلف بمهمة جديدة. السر الكبير الصغير هل حقا صدام عدو امريكا؟ وهل امريكا لاتعرف مكانه؟ وماهو سر انهيار بغداد السريع واين القيادة العراقية؟

اين الجيش العراقي واين اسلحته؟
اسئلة كبيرة وجوابها يعرفه قادة المنظقة وصدام وامريكا الاسئلة سنجد اجوبتها ولكن بعد ان يتم تمرير الفيلم الكبير بشقيه القضية الفلسطينية والقضية العراقية.