المخرج العراقي يبحث دائماً عن حيل وأساليب توريه من أجل طرح فكرته وإسقاطها على حاضره لان الحاضر لديه مؤجل دائماً.
&
&
هولندا من أمجد ياسين: عندما تقرر الهرب من شيء أفزعك حد الموت فأنك لا تفكر بما ستحمله معك من مؤنه، بقدر ما تستدعيك اللحظة وتداعياتها لرد فعل يجعلك تتخذ من ركبك نجاة ، لكن تبقى الموهبة الأصيلة هي المؤنه و الكنز الحقيقي لفنان عراقي قرر الهرب ليتخطى مع نفسه وفنه حدود دائرة المسموح في بلد مثل العراق، فحمل خبرة العمل في فرقة مسرح الفن الحديث والفرقة القومية للتمثيل في العراق، و مع مخرجين عراقيين لهم بصماتهم الواضحة في المسرح العراقي من أمثال سامي عبد الحميد وفاضل خليل وعزيز خيون وقاسم محمد وهاني هاني وآخرون، لتنطلق منها تجربة لا تكتفي بحقل إبداعي معين، وإنما تسعى لطرق كل الميادين بجد لوضع بصمتها الواضحة،فكتابة الشعر والسهرات الغنائية والنصوص المسرحية والتمثيل والإخراج هي محطاته المختلفة التي لا يجمعها إلا عشقه لخشبة المسرح، الذي لا يتنفس إلا هواءه ولا يرضى إلا ان يعرف به، فمن مشهد تمثيلي عبارة عن كلمة واحدة فقط نطق بها في أول عمل مسرحي له في هولندا الى نجم مسرحي معروف في الوسط الثقافي الهولندي ، هذا هو الفنان العراقي رسول الصغير،رحلة ابتدأت بكلمة لتنتهي بتجربة تستحق ان يسلط عليها الضوء في المنفى.
س:- للفنان رسول الصغير تجربة متميزة في المسرح الهولندي،ترى كيف كانت ومتى انطلقت ؟.
لحظة وصولي إلى هولندا تعاملت مع أسئلة محددة، وهي بالمناسبة تواجه كل فنان تطأ قدمه ارض الغربة الكبيرة، هل أرمي أحلامي خلف ظهري وأستسلم للواقع الجديد كما فعل كثيرون؟، هل يتحول الفنان فيّ إلى شخص عادي يعاني من أزمة الوحدة واختناقات العمل في المهجر أم أواصل رحلتي في محيط غريب ومجتمع مختلف ؟،الجواب عندي كان واضحاً،وهو أني فنان مسرحي ليس لدي غير أجنحةُ لأحلق بها ولا يمكن ان أكون غير ذلك،وبدأت رحلتي مع اللغة الهولندية والمسرح الأوربي المتطور ترافقها أماني وطموحات جارفة لتأكيد هويتي، كنت وحيداً في هذا الطريق، لم تكن هناك من يد لتساعدني أو لتفتح لي نافذة على هذا العالم. كان نص الشاعر عبد الرزاق الربيعي وأسمه "البهلوان " هو كل متاعي الذي وصلت به الى هولندا قادماً من اليمن، حيث قدمت العمل بعد أربعة اشهر فقط في مسرح المعهد العالي للفنون المسرحية في مدينة كانين مع ممثلين هولنديين وممثل عراقي هو دلير، وقدم العمل باللغات العربية والإنكليزية والهولندية،مما لفت انتباه الصحافة الهولندية التي أجرت أول لقاء صحفي معي، ثم انتقلت إلى مدينة لاهاي وبدأت أطرق أبواب الفرق المسرحية الهولندية بحثاً عن فرصة تشبع رغبتي الكامنة في عمل مسرحي محترف، فلا زلت اذكر ذلك اللقاء مع الناقد ياسين النصير عند حصولي على أول دور في مسرحية " عبور المحيط" لبرخت، وكان عبارة عن كلمة واحدة فقط في مسرحية تستغرق ساعة ونصف ويشارك فيها خمس وأربعون ممثلاً ، كنت فرحاً بالفرصة وحزيناً في الوقت نفسه لأن الممثل فيّ يأمل بالمزيد وبالانطلاق، فبعد العمل في فرقة الفن الحديث والمسرح القومي في العراق والعمل مع مخرجين عراقيين كبار تنتهي بقول كلمة واحدة في عرض مسرحي، كانت بمثابة إعلان موتي كفنان، وبعبارة لا زالت ترن في أذني قالها لي الناقد ياسين النصير } تشبث بهذه الفرصة لأنها المفتاح الأول لولوج هذا العالم الجديد، وستتذكر بعد مرور سنوات إذا كنت فناناً حقيقياً أنها ولادتك الحقيقية في الغربة{،بعد ذلك جاءت الأعمال تباعاً، حتى سنحت لي الفرصة الحقيقية وذلك عندما اختارتني المخرجة الهولندية " ساسكيا ميس " لأول دور رئيسي في مسرحيتها الصف البابلي، هذا العمل فتح لي بابا واسعاً على المسرح الهولندي وفرقهُ المسرحية، ثم تلت هذا العمل أول بطولة مطلقة في مسرحية " التوازن الصعب " للكاتب أدوار ألبي، ثم تلتها مسرحية " النقود القذرة" للمخرج الهولندي المعروف ياب بوستما ثم مسرحية " رسول أس " للمخرج الشاب مارسيل وهي مأخوذة عن مسرحية " المسخ" لكافكا وهذه المسرحية قد طوت مرحلة كاملة من التوجس والاكتشاف لدي كممثل، وقدمتني بصورة محترفة للجمهور الهولندي . أما الإخراج فكان لمسرحيتين الأولى كانت بعنوان "البهلوان" من تأليف عبد الرزاق الربيعي والثانية "ليلة زواج"، فكرتها لي وكتابة النص للكاتبة الهولندية " فيرا أيكن"، حيث أشادت بها الصحافة الهولندية في أكثر من أربعة صحف واسعة الانتشار في هولندا وكذلك عدد غير قليل من النقاد العراقيين في المهجر، والآن أنا مشغول بإخراج مسرحية " ليلة الوفاة " المأخوذة عن مسرحية " الجبل " لهاروت بنتر وستكون هي أطروحتي للتخرج من المعهد العالي للفنون المسرحية قسم الإخراج في اوترخت هولندا.

س:- المتتبع للمسرح الهولندي وأعمال فنانيه يلاحظ ان هناك اختلافاً جوهرياً في أسلوب طرح الفكرة وفي التعامل مع الحدث اليومي المعاش وكأنك تشاهد دراما حية تبث بلغة وحركة مختلفة مقارنة بالمسرح العراقي، ترى ما سبب هذا الاختلاف؟
- لكي أكون دقيق في هذا الموضوع ليس بالضرورة ان يكون المسرح الأوربي أفضل من المسرح العراقي أو العكس، ولكن لكل شعب خصوصية التاريخية وعاداته وتقاليده، الشعب الهولندي شعب عريق بممارسة الحرية، حيث لا قيود ولا كبت للحريات،لذلك فمساحة التعبير والتحرك كبيرة جداً لديهم، وهم ينطلقون بسرعة أكبر منا لأننا رهن قيود الممنوعات للأسف، وبالتالي نجد أن الموضوعة الحية الساخنة هي أهم مفردات المسرح الهولندي، فلا قيود ولا فيتو على طرح أي موضوع، والعمل بحرية يتراكم لديك ويمنحك حيزاً أكبر للتعبير والاكتشاف لعوالم جديدة غائبة تماماً عن المسرح العراقي. أما التعامل اليومي مع الحدث فمباشر وآني، فخشبة المسرح تسمعك صدى أي حدث سياسي أو اجتماعي أو اقتصادي،أي لم تعد هناك فاصلة زمنية طويلة نسبياً لانتقال رد الفعل لحدث ما على خشبة المسرح، وهي ميزة تعطي الفنان المسرحي أمكانية التفاعل بسرعة مع مستجدات الحياة وسياقها اليومي المتسارع، وعلى سبيل المثال أفرزت الحرب الأخيرة في العراق رغم قصرها أكثر من عشرة أعمال مسرحية، تعاملت مع الحدث برؤى مختلفة ومن زوايا تعكس آراء مختلفة، بينما المخرج العراقي يبحث دائماً عن حيل وأساليب توريه من أجل طرح فكرته وإسقاطها على حاضره لان الحاضر لديه مؤجل دائماً.

س:- ما هي نقاط الالتقاء والاختلاف بين المسرح العراقي والهولندي إذا ما علمنا ان المسرح لغة عالمية تتكلم بلسان يفهمه الجميع.
- دعني أؤكد لك وبدون مبالغة أن المسرح العراقي والمسرحيين العراقيين يقفون في طليعة المسارح العالمية، والدليل هو أن معظم المسرحيين العراقيين الذين أُتيحت لهم فرصة العمل في المهجر أثبتوا كفاءة وجدارة غير طبيعية ونالوا الكثير من الجوائز، ولم يتخلف عن ذلك إلا القلة القليلة، كذلك الحال بالنسبة لمن هم في داخل العراق رغم وجود النظام القمعي سابقاً، حيث أفرز المسرح العراقي أساتذة كبار وأعمال مسرحية في منتهى الرُقي. أما الاختلاف فهو شاسع جداً، يبدأ من كتابة النص إلى ولادة العمل الفني، النص في المسرح الهولندي يكتسب بعداً مختلفاً عن ما هو عليه في المسرح العراقي، فهو عبارة عن أطار لأفكار ستولد لاحقاً، يشارك فيها كل من يعمل في العمل المسرحي، ابتدأً من عامل الإضاءة نهاية بأبطال المسرحية،بمعنى أن النص لا يحدد شكل العرض المسرحي أو الرؤية الأحادية التي يراها المخرج، أي لا يكون هناك تصور جاهز للشكل الذي سيخرج به النص وإنما يتغير باستمرار، وما التمارين المسرحية إلا تجريب واكتشاف أكثر مما هي تنفيذ لأفكار المخرج المسبقة حول العمل، وهذا يقودنا إلى أن المخرج ليس مسؤول مسؤولية مباشرة عن كل العرض المسرحي، بل هو قائد وموجه للعرض المسرحي، فهو يترك مساحة واسعة جداً للممثل لاستعراض كل إمكانياته الفكرية والجسدية للتعبير عن الحالة، بينما في المسرح العراقي ولاعتبارات كثيرة، فأن المخرج هو المسؤول المباشر عن شكل ومحتوى العرض المسرحي، لذلك يُحرم الممثل من مساحة التعبير ويتحول إلى منفذ لأفكار المخرج، وهنا خسرنا رؤى كل العاملين في المسرح. في المسرح الهولندي هناك تخصص لكل مجال، أي ان مصممو الديكور والإضاءة والأزياء..الخ لهم نفس الهامش من الحرية، فهم يقرءون النص وتولد معهم رؤيتهم لما يجب ان يكون عليه المنتج النهائي لذا فأنك ترى ألواناً وبصمات مختلفة في العمل المسرحي الواحد، بينما قدر المخرج العراقي كما عرفناه هو عمل كل شيء، وعندما نواجه بسؤال عن دكتاتورية المخرج المسرحي العراقي، نجيب بنعم، ولكن هذه خصوصية المسرح العراقي وليس بالضرورة أن تكون خاطئه، فعلاقة المخرج الهولندي بالعرض المسرحي علاقة عقلية علمية بينما المخرج العراقي علاقة عاطفية وتؤطرها هالة من القدسية وهذا باعتقادي له علاقة بتقاليد الشعوب و المخزون الثقافي أو الطبيعة السايكلوجية للإنسان.

س:- لم تكتفي بمجال فني محدد فأنت كما الفراشة تنتقل من حقل لآخر، فما هي تجربتك في كتابة الشعر الشعبي .
- للمثلوجيا والأشعار الشعبية العراقية وعادات الأهل وأغان الأطفال الحزينة التي تترنم بها أمهاتنا الأثر الكبير في غرس بذرة حب الشعر والتغني بقصائد أعلامهُ الكبار، لذلك فهي تجربة نمت معي منذ الصغر، وعززها هو احتضان الشاعر الشعبي جاسم محمد رحيمة لها ، ثم لقائي بالشاعر الكبير عريان السيد خلف عندما كنت هاربا من الخدمة العسكرية وأعمل في مجال الكهرباء في منطقة بلد وكان الشاعر هارباً أيضاً من مطاردات الجيش الشعبي، حيث كان يعمل معنا في نفس المكان، وكنا ننام في نفس الغرفة التي ولد فيها نص مسرحية ترنيمة الكرسي الهزاز، تعلمت من هذا الشاعر الكبير الكثير من خبايا كتابة القصيدة ولا زلت مديناً له بكل هذا وهو رمز مهم في حياتي. كتابة الأغانِ كانت المتنفس الوحيد للخروج من أزمة عدم العمل في المسرح. أولى الأغنيات قدمتها للفنان صباح السهل وكانت بعنوان " مسافرين"، ثم قدمت بعدها اثنتا عشرة أغنية للفنان جعفر حسن الذي اجتمعت به في اليمن عندما كنت مدرس مسرحي لمعهد الفنون في " المكلا" وأولى هذه الأغنيات كانت بعنوان" بغداد"، وعندما انتقلت الى هولندا تعاملت مع الفنان حميد البصري فكتبت له في عام 1999 سهرة غنائية ضمت أكثر من ثلاثة عشرة أغنية باسم " الليلة العراقية"، غنت قسم منها الفنانة الكبيرة شوقية العطار والفنان حميد البصري والفنانة الشابة بيدر البصري، وهي عبارة عن رحلة مفترضة الى العراق تبدأ بمقطع
بأسم الله يازواره هذا وطنا ورايحيله زيارة
جينه نتحنى بترابك يازين وكلمن بجفه طبع تذكاره
بعد ذلك كتبت للفنان الكبير فؤاد سالم أغنية " يالسافرت" ثم تلتها أغنية للفنان طالب غالي.
المسرح المفتوح

س:- الإخراج المفتوح أو المسرح المفتوح عبارة لطالما سمعناها من المخرجين الهولنديين عند التعامل مع الممثلين الشباب، ما هو مفهومكم لهذا المصطلح ؟
- هذا النوع من الإخراج المسرحي يعتمد على الابتكار الآني والذي يتطور بتطور التمارين المسرحية، بمعنى تجتمع مجموعة من الممثلين الشباب لتقديم أفكارهم حول حدث ما يشغل الساحة، ويبدأ كل ممثل بطرح أفكاره الشخصية ورؤية حول العمل ، ثم تبدأ عملية التصوير أي تخيل شكل كل الفكرة، والتصوير أعني به هنا هو تجسيد الفكرة عملياً من قبل المجموعة على شكل صورة فوتوغرافية ثابتة، ثم يطلب من صاحب الفكرة كتابة نص لدعم فكرته، وهنا أصبح عندنا نص لكل فكرة، بعد ذلك يتم البحث عن القاسم المشترك لكل هذه الأفكار& ) النصوص(، ومع تطور التمارين تتبلور الأفكار وتثبت الصورة النهائية لشكل العرض، ثم يبدأ المخرج بكتابة النص النهائي أو يتم الاستعانة بكاتب محترف يكون حاضراً من بداية التمارين.
في هذا النوع من الأعمال المسرحية تكون المساحة واسعة لإبراز المواهب الشابة وكذلك للمخرج للتجريب والاكتشاف والابتكار، وغالباً ما يرافق هذا الشكل المسرحي كتابة بحوث من قبل الجهة المنتجة للعرض، وفائدة هذه البحوث هي المساهمة في تطوير وصقل المواهب الشابة، وهي ميزة تضاف للمسرح الأوربي الذي تتجسد فيه فكرة العمل الجماعي أوضح مما هو موجود عندنا في العراق، والذي يفهم على انه عمل تطبيقي مشترك أي التنفيذي، بينما هنا) أوربا( يعني كل شيء بدأًَ من كتابة الفكرة ثم النص إلى التنفيذ النهائي للعرض المسرحي، وهذا الأمر يقودنا إلى أن العلاقة بين الممثل الأوربي والعرض المسرحي أكبر من نظيرتها العراقية،أي أكبر من كونها علاقة ممثل بنص مسرحي يعرض عليه ليمثل شخوصه، فالممثل هنا يجد نفسه في كل جمل أو عبارات النص الذي ساهم وبشكل كبير في صياغة النهائية وهنا تتحول العلاقة إلى علاقة وطيدة مع مفردات النص لأنك تعرف خباياه، وبالتالي تكون مساحة المخيلة لديك أكبر لإظهار دلالاتك واستخدامها في أغناء الفكرة أساساً والنص، لهذا يسمى بالإخراج المفتوح.

س:- العملية هنا معكوسة أو مختلفة تماماً عما هي عليه في المسرح العراقي، ترى ما سبب ذلك وهل لهذا النمط المسرحي اذا جاز التعبير شبيه في المسرح العراقي؟
- العرض المسرحي هنا ينطلق من الحركة ثم التصوير كما قلنا سابقاً وعلى ضوء ذلك يكتب النص النهائي، أما في المسرح العراقي فالعملية تبدأ من النص ثم تصور المخرج لهذا النص إلى الحركة، أما ما السبب فهو التطور المنطقي للمسرح الأوربي بصورة عامة كما اعتقد. أما عن التجارب القريبة أو المشابه لهذا الشكل أو النمط مسرحي فهي موجودة ومتجسدة في أعمال الأستاذ صلاح القصب، الفرق أن الأستاذ صلاح القصب ينطلق من النص ولكنه في الوقت نفسه يعطي مساحة واسعة جداً للابتكار والتصوير، لذلك ترى أسمه مرتبط بمسرح الصورة، ربما لأنه يقدم مسرح مختلف ومتفرد لا يشبه أي مسرح آخر في العراق، وهي بالمناسبة كلمة غير دقيقة ولا تنطبق على مسرح الأستاذ صلاح القصب الذي ينتمي إلى مسرح الحركة الذي يتضمن الصورة وقد يعود سبب هذا إلى أن دراسة كانت في رومانيا.

س:- بالتأكيد أن خشبة المسرح الهولندي قد وقف عليها ممثلين عراقيين آخرين، ما هي قراءة الفنان رسول الصغير لهذا المشهد ؟
- يوجد أكثر من فنان عراقي في الساحة، ربما هناك أشخاص لم تتح لهم الفرصة للعمل في المسرح الهولندي بسبب اللغة أو لأسباب أخرى، ولكن من خلال مشاهداتي الشخصية أستطيع أن أحدد عدد من الأسماء ومنهم الفنان صالح حسن فارس الذي بدأت ملامح عمله تتضح أكثر، عندما بدأ العمل في منطقة مهمة جداً وهي مسرح الحركة )) الجسد (( حيث قدم أكثر من عرض مسرحي في هذا المجال، وهناك الفنان أحمد شرجي الذي قدم عدد من العروض المسرحية باللغة العربية وهو الآن يدخل مضمار المسرح الهولندي من خلال الدراسة الأكاديمية، والفنان هادي الخزاعي الذي قدم عدد من العروض باللغة العربية، والمخرج السينمائي أكرم سلمان الذي قدم عدد من العروض المسرحية باللغة الهولندية، وكذلك الفنان شمال عبه رش الذي مثل في المسرحية التي أخرجتها" ليلة زواج" وكذلك الفنان كاميران رؤوف وهناك الكثير من الأشخاص الذين يحاولون تقديم أنفسهم بطريقة مختلفة ولكنها تبقى محدودة، وهذا لا يتعلق بالموهبة وإنما بالظروف الموضوعية التي تحيط بالعمل مثل اللغة وتكاليف العمل وقلة الكادر..الخ، ولكن هذا لا يمنع من تقديم عمل مميز كالذي قدمه أستاذي الفنان الكبير خليل شوقي مع أحد الممثلين الهولنديين والذي يجب أن تكون حافزاً لكل المواهب وفي مختلف الأعمار لكسر رياح الجمود والاغتراب التي تواجه الفنان العراقي في المنفى.
&