إيلاف من الرياض: "إيلاف وضعتني أمام القارئ العالمي لا المحلي فقط"… بهذه العبارة لخص الدكتور أحمد الشهري تجربته في الكتابة للصحيفة الرقمية الأولى في العالم العربي، خلال حديثه مع طالبات قسم الإعلام في جامعة الأميرة نورة، مؤكدًا أن إيلاف لم تكن مجرّد منصة، بل اختبارًا حقيقيًا لقدرة الكاتب على مخاطبة جمهور واسع يتجاوز الحدود.

من الورق إلى الشاشة
أوضح الشهري أن التحوّل من الصحافة الورقية إلى الرقمية لم يكن مجرد تطور تقني، بل كان تحولًا في طبيعة المتلقي والرسالة. وقال إن إيلاف، وقد أسسها الإعلامي عثمان العمير، لم تحقق في بداياتها انتشارًا واسعًا نظرًا لهيمنة الصحافة الورقية آنذاك، إلا أنها مثّلت استشرافًا ذكيًا لمستقبل الإعلام. وأضاف: "بينما كانت الصحف تطبع 100 ألف نسخة، كانت إيلاف تصدر من لندن لتخاطب العالم العربي بأسره".

مواجهة عالمية
شدّد الشهري على أن الكتابة لإيلاف كانت تتطلب مسؤولية مضاعفة، لأن "القارئ ليس سعوديًا فقط، بل هو عربي من كل مكان"، ما يفرض على الكاتب أن يقدّم محتوى رصينًا ومُتقنًا قادرًا على المنافسة في ساحة مفتوحة. وأشار إلى أن مقالاته في إيلاف – التي جمعها في كتاب سيصدر قريبًا بعنوان نوافذ لقضايا محلية ودولية – كانت تجربة ثرية نقلته من الكتابة المحلية إلى الحضور العالمي.

التحول الرقمي
في حديثه مع طالبات الإعلام، أكد الشهري أنَّ الرقمنة لم تُلغِ الصحافة الورقية بقدر ما أرغمتها على التكيّف. وأشار إلى أن بعض الصحف باتت تطبع أعدادًا رمزية، بينما ازدادت أهمية المواقع الإلكترونية التي تتيح تحديث الأخبار آنيًا، واصفًا ذلك بـ"الثورة الإعلامية التي بدّلت قواعد اللعبة".

الذكاء الاصطناعي… أداة لا بديل
تحدث الشهري عن أدوات الذكاء الاصطناعي مثل ChatGPT بوصفها أدوات قوية تعين الصحفي لكنها لا تحلّ مكانه. قال: "الذكاء الاصطناعي قد يجهّز لك المكونات، لكن الصحفي الحقيقي هو من يطبخ النص بروحه"، مضيفًا أن روح الكاتب لا يمكن استنساخها.

الإعلامي… بين الموهبة والمهنة
استعاد الشهري مسيرته الطويلة، من الكتابة الأولى في صحيفة "عكاظ"، إلى ظهوره في برامج إعلامية، مرورًا بتجربته كضابط أمن. واعتبر أن الإعلامي الحقيقي هو من يجمع بين الشغف والاحتراف، مشددًا على أن العمل في الإعلام يتطلب استعدادًا دائمًا للتعلّم والتطور.

دعوة إلى التكامل
وفي ختام مداخلته، دعا الشهري إلى تجاوز الصراع المفتعل بين الإعلام التقليدي والرقمي، مطالبًا بتكامل المنصات وإطلاق قنوات متخصصة تواكب "رؤية السعودية 2030". وقال إن الإعلام لم يواكب بعد حجم المنجز التنموي، مشيرًا إلى ضرورة إنشاء قنوات للسياحة، الاقتصاد، والثقافة.


* حلقة حوارية نظمها قسم الإعلام في جامعة الأميرة نورة عبر يوتيوب