&
إن الذين يسعون لاستيراد تصوراتهم عن الإنسان وحقوقه من الحضارة الغربية يقعون في خطأ كبير.. ذلك أن الحضارة الغربية قد أخطأت في فهم الإنسان وطبيعته لأنها أسقطت الجانب الروحي فيه.. وأبعدت الدين عنه نتيجة لصراعها مع الكنيسة.. كذلك تحادت في خطئها بعدم بحثها عن العلة الحقيقية في قلق الإنسان وإمعانها في إيجاد حلول مادية لملء الفراغ الروحي ورغم ما أعطت الإنسان من تطور مادي ورفه معيشي إلا أنها لم تشبع الجانب الروحي فيه.
إن المعيار الذي يمكن أن تقاس به الحضارات هو موقع الإنسان فيها وتصورها عنه وطبيعة القيم والأخلاق التي يلتزم بها ومدي احترامها لإنسانيته.
إن تصور حقيقة الوجود والحياة ليس كافياً وحده ليحدث التغيير الحضاري.. بل لا بد له من كيفية إيمانية تحول هذا التصور من نظرة نظرية باهتة تزاحمها تصورات أخري إلي فكرة تبلغ درجة الإيمان.. تملأ القلب.. فتقوي إرادة العمل وتنمي طاقة الفعل لتثمر عطاء ثقافياً وحضارة راقية.. إذا تأملنا الرؤية الحضارية الإسلامية للإنسان نجد أنها تتمثل في إنسانية النزعة والهدف.. عالمية الأفق والرسالة.. إذ أنها تنظر إلي الناس بمقياس واحد لا يفسده الجنس أو اللون أو القومية.. فالإنسان في الإسلام هو هدف الحضارة ووسيلتها.. وهو محل الثقافة وحاملها.. لذلك لا يتخيل وجود حضارة لا تركز علي الإنسان.. اهتماماً بواقعه.. وتحسيناً لأحواله المعيشية والصحية والتعليمية، واحتراماً لحقوقه الأساسية حتي ينشط للحركة والسعي ويتطلع للريادة ويعمل للتغيير.
ونظرة إلي واقعنا نجد تسيطر عليه حضارات تمتلك رصيداً مادياً ضخماً.. لكنها تعاني فراغاً روحياً كبيراً.. يتطلب من المسلمين معرفة المدخل الحضاري المناسب لتقديم الحاجة المفقودة لاستعادة إنسانية الإنسان وتحقيق سعادته لأنه معيار الحضارة الحقيقي.
ومن الشروط الواجب توافرها لتحقيق الريادة الحضارية إطلاق النظر الاجتهادي من قيود الجمود والتقليد.. وتوسيع دائرة الحراك الفكري والرأي.. وتقديم أهل الخبرة والرسوخ.. وتحريك العقول والتحاور والتشاور حتي يحرك رواكد الأمة، ويطلق طاقاتها المعطلة، ويشحذ همتها، وينقلها من موقع المتلقي إلي موقع المساهمة والعطاء الحضاري.. فالحضارة ليست حكراً علي أحد وإنما هي مشترك إنساني وإرث عام وتراكم معرفي.. والأصلح هو الأقدر علي تحديد وجهتها.. العقيدة الإسلامية أوكلت إلي الإنسان مهمة التغيير والبناء.. وكلفتة بتحقيق الخلافة علي هذه الأرض.
لكن المتأمل إلي واقعنا الحاضر يجد أن كثيراً من المسلمين حولوا أنظارهم من اتباع السنن إلي خرقها.. ومن التفاعل مع السنن الجارية إلي إضاعة الوقت والجهد.. فمعرفة سنن الله في النفس والمجتمعات عامل رئيسي في الوصول إلي الشهود الحضاري.
إن المعيار الذي يمكن أن تقاس به الحضارات هو موقع الإنسان فيها وتصورها عنه وطبيعة القيم والأخلاق التي يلتزم بها ومدي احترامها لإنسانيته.
إن تصور حقيقة الوجود والحياة ليس كافياً وحده ليحدث التغيير الحضاري.. بل لا بد له من كيفية إيمانية تحول هذا التصور من نظرة نظرية باهتة تزاحمها تصورات أخري إلي فكرة تبلغ درجة الإيمان.. تملأ القلب.. فتقوي إرادة العمل وتنمي طاقة الفعل لتثمر عطاء ثقافياً وحضارة راقية.. إذا تأملنا الرؤية الحضارية الإسلامية للإنسان نجد أنها تتمثل في إنسانية النزعة والهدف.. عالمية الأفق والرسالة.. إذ أنها تنظر إلي الناس بمقياس واحد لا يفسده الجنس أو اللون أو القومية.. فالإنسان في الإسلام هو هدف الحضارة ووسيلتها.. وهو محل الثقافة وحاملها.. لذلك لا يتخيل وجود حضارة لا تركز علي الإنسان.. اهتماماً بواقعه.. وتحسيناً لأحواله المعيشية والصحية والتعليمية، واحتراماً لحقوقه الأساسية حتي ينشط للحركة والسعي ويتطلع للريادة ويعمل للتغيير.
ونظرة إلي واقعنا نجد تسيطر عليه حضارات تمتلك رصيداً مادياً ضخماً.. لكنها تعاني فراغاً روحياً كبيراً.. يتطلب من المسلمين معرفة المدخل الحضاري المناسب لتقديم الحاجة المفقودة لاستعادة إنسانية الإنسان وتحقيق سعادته لأنه معيار الحضارة الحقيقي.
ومن الشروط الواجب توافرها لتحقيق الريادة الحضارية إطلاق النظر الاجتهادي من قيود الجمود والتقليد.. وتوسيع دائرة الحراك الفكري والرأي.. وتقديم أهل الخبرة والرسوخ.. وتحريك العقول والتحاور والتشاور حتي يحرك رواكد الأمة، ويطلق طاقاتها المعطلة، ويشحذ همتها، وينقلها من موقع المتلقي إلي موقع المساهمة والعطاء الحضاري.. فالحضارة ليست حكراً علي أحد وإنما هي مشترك إنساني وإرث عام وتراكم معرفي.. والأصلح هو الأقدر علي تحديد وجهتها.. العقيدة الإسلامية أوكلت إلي الإنسان مهمة التغيير والبناء.. وكلفتة بتحقيق الخلافة علي هذه الأرض.
لكن المتأمل إلي واقعنا الحاضر يجد أن كثيراً من المسلمين حولوا أنظارهم من اتباع السنن إلي خرقها.. ومن التفاعل مع السنن الجارية إلي إضاعة الوقت والجهد.. فمعرفة سنن الله في النفس والمجتمعات عامل رئيسي في الوصول إلي الشهود الحضاري.
التعليقات