باتريك بارت من&جنيف: يوقع عدد من الاسرائيليين والفلسطينيين غدا&في جنيف على خطة سلام غير رسمية لاحياء امل التوصل الى حل للنزاع في الشرق الاوسط في حين ما زالت المفاوضات بين حكومتي ارييل شارون وياسر عرفات معرقلة بعد ثلاثة اعوام من اندلاع الانتفاضة.&وستنطلق "مبادرة جنيف" التي كشف عنها في تشرين الاول/اكتوبر الماضي بعد ثلاثة اعوام من المفاوضات السرية بين وزراء سابقين من الطرفين، غدا رسميا خلال حفل يشارك فيه 700 مدعو من بينهم شخصيات دولية مثل الرئيس الاميركي السابق جيمي كارتر مهندس اتفاقات كامب ديفيد بين الاسرائيليين والمصريين.
ورفضت الحكومة الاسرائيلية هذه الخطة المتضمنة في نحو خمسين صفحة التي تعطي تفاصيل مختلف جوانب الحل في الشرق الاوسط، رفضا قاطعا في حين ايدها الرئيس عرفات بتحفظ.&واعرب مندوب منظمة التحرير الفلسطينية في سويسرا انيس القاق "لاول مرة هناك خطة مفصلة تظهر ما يمكن ان تتمخض عنه المفاوضات".&الا ان الوثيقة لم تلق اجماعا لدى الطرف الفلسطيني لا سيما لدى الحركات المتشددة مثل حركة المقاومة الاسلامية (حماس) حتى ان حوالى 300 متظاهر حاولوا اليوم الاحد منع وفد فلسطيني من مغادرة قطاع غزة للمشاركة في حفل التوقيع.
من الجانب الاسرائيلي حذر مسؤول اليوم الاحد الولايات المتحدة من دعم "مبادرة جنيف" مؤكدا ان مثل هذه الخطوة "لا يمكن الا ان تشجع الارهاب".&وقال مسؤول في رئاسة الحكومة الاسرائيلية رفض الكشف عن هويته لوكالة فرانس برس، "هناك آراء مختلفة في واشنطن. الا انه يجب ان يكون واضحا ان لقاء الذين سيحتفلون في جنيف يشكل خطأ، لان هذا لا يمكن الا ان يشجع الارهاب ويلحق الضرر بخارطة الطريق".&ومن دون ان يذهب الى حد دعم هذه المبادرة وجه وزير الخارجية الاميركي كولن باول رسالة تشجيع الى واضعيها وزير العدل الاسرائيلي السابق يوسي بلين ووزير اعلام الفلسطيني ياسر عبد ربه.
وكان الوزيران اجريا عبثا اخر لقاء رسمي في طابا بمصر عندما كانا يتوليان مهامهما في كانون الثاني/يناير 2001 في اخر محاولة للمصالحة، حيث اندلعت الانتفاضة وتولي شارون السلطة.&وتندرج مبادرة جنيف في سياق هذه المفاوضات وتنص على تنازلات كبيرة من الطرفين حيث تنسحب اسرائيل من كامل الضفة الغربية تقريبا وتتقاسم السيطرة على القدس بينما يتخلى الفلسطينيون عن حق عودة اللاجئين الذين يقدر عددهم بنحو 8،3 مليون نسمة.
وتقول اسرائيل انها تتمسك، على غرار الاسرة الدولية، بخارطة الطريق، خطة السلام التي اعدتها اللجنة الرباعية المتكونة من الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي والامم المتحدة وروسيا والتي ترجئ الى مفاوضات لاحقة حل القضايا المتشعبة مثل وضع القدس ومصير المستوطنات اليهودية في الاراضي المحتلة. ويعتبر واضعوا مبادرة جنيف ان وثيقتهم "مكملة" لخارطة الطريق.
وتاتي المبادرة على الرغم من استياء الحكومة الاسرائيلية، في ظرف بدات فيه الحكومتان تبديان مؤشرات تقارب بعد ثلاثة اعوام من نزاع اسفر عن سقوط اكثر من&3600 شخص. ويتوقع ان يلتقي مسؤولون من الطرفين اليوم الاحد تحضيرا لقمة محتملة بين شارون ونظيره الفلسطيني احمد قريع.&وشارك عمري شارون نجل رئيس الوزراء الاسرائيلي الخميس في "ندوة عمل" مع عدد من كبار المسؤولين الفلسطينيين في لندن.&واكد القاق ان مبادرة جنيف تتحدى الحكومة الاسرائيلية ان تبرهن للاسرة الدولية والراي العام في بلدها انها مستعدة للتفاوض مع الفلسطينيين.&واوضح القاق "ان شارون وضع نفسه في مأزق" مضيفا "عندما انتخب وعد بتوفير الامن لاسرائيل في غضون مئة يوم لكن اسرائيل اليوم ليس لها سلام ولا امن، وبالتالي فعليه ان يبرهن انه انجز شيئا ما من اجل السلام".