نصـر المجالي من لندن: تزامنا مع الاحتفالات الوطنية التي تقيمها استذكارا لاستقلالها في السادس عشر من ديسمبر (كانون الأول) الحالي، فإن مملكة البحرين التي اختطت منهاجا إصلاحيا سياسيا واجتماعيا وديموقراطيا في العام الأخير تحيي أيضا ذكرى حضارة سادت لكنها بادت وهي حضارة "دلمون"، الأقدم في منطقة الشرق الأوسط، والتي تسبق حضارة بابل في وادي الرافدين.
وتبدأ فعاليات العيد الوطني لمملكة البحرين ابتداء من 16 ديسمبر الحالي وتستمر لأيام ثلاثة، وحسب وكالة أنباء البحرين الرسمية، فإن البرنامج الاحتفالي يشتمل على العديد من الحفلات والبرامج المعدة مسبقا والتى تتضمن العديد من الألعاب النارية والسحرية وعروض الليزر المختلفة والتي لم يسبق استخدامها إذ تم استيرادها من الخارج.
وسيصاحب ذلك سوق شعبي محلي وفرق شعبية بالإضافة إلى إقامة شاشة تلفزيونية عملاقة ضخمة لعرض هذه الألعاب على الجمهور في أماكن أخرى ليتمكن الكل من متابعة الفعاليات، وستكون هذه الشاشة بعرض 20 مترا وارتفاع 8 أمتار كما ستعرض فوقها رسائل المهنئين بالعيد الوطني وصور وثائقية عن الاحتفالات الوطنية للأعوام السابقة وعرض صور ومعالم النهضة الحديثة في مملكة البحرين، ويعد إنشاء مثل هذه الشاشة بموقع الفعاليات المرة الأولى في تاريخ احتفالات مملكة البحرين.
من جانب آخر، قالت "وكالة أنباء البحرين" الرسمية أن مشاركة المحافظات في مملكة البحرين باحتفالات هذا العام تشكل عنصرا جديدا في المساندة والتعاون الشعبي في المناسبة الوطنية الكبيرة، وهذه المحافظات ستشارك في إقامة بعض العروض التراثية والأسواق الشعبية بمختلف المناطق وهناك تعاون كبير مع المحافظات من أجل إنجاح مهرجان هذا العام، كما تم تزيين الشوارع والمناطق بالتعاون مع البلديات.
وتزامنا مع المناسبة الوطنية في البحرين، فإن هذه المملكة الخليجية الصغيرة ستحتفل أيضا باليوبيل الذهبي لاكتشاف حضارة دلمون العريقة التي سقت حضارة وادي الرافدين لقرون خلت.
وبتوجيه من وزير الإعلام نبيل بن يعقوب الحمر، أعلنت وزارة الإعلام فى مملكة البحرين عن اعتزامها إقامة احتفالية تشترك فيها مملكة الدنمارك والجمهورية الفرنسية بمناسبة مرور نصف قرن منذ بداية التنقيبات الآثارية فى البحرين واكتشاف حضارة دلمون.
وتجرى الاستعدادات فى البحرين حاليا من أجل الاحتفال بهذه الذكرى ، ومن المقرر أن يشمل الاحتفال فعاليات عديدة من أبرزها إقامة متحف جديد بموقع قلعة البحرين الأثري تحت مسمى متحف قلعة البحرين.
وقد وضعت الخطط و التصاميم للبدء في إقامة المتحف والذي من المتوقع أن يكون من المعالم التاريخية الأثرية التي ستساهم بزيادة إيرادات السياحة الثقافية فى البحرين بنسبة تزيد عن 20 بالمائة. ويقع المتحف بحسب ما خطط له على الواجهة البحرية بجانب قلعة البحرين ويتكون من طابقين بحيث يشمل العديد من القاعات والمعالم الأثرية.
وتقدر تكلفة المشروع نحو مليون دينار بحريني ويتوقع أن يبدأ العمل به خلال السنة القادمة وسينتهي نصف المشروع في نوفمبر 2004 ليفتتح بشكل غير رسمي ثم يتم الانتهاء بشكل كلي من العمل فى المتحف في يوليو 2005 حيث سيطابق المتحف كل الشروط والمواصفات العالمية.
وأخيرا، فإنه إضافة إلى ذلك تتضمن فعاليات الاحتفال باليوبيل الذهبي لاكتشاف حضارة دلمون إقامة احتفال خاص بالمناسبة بموقع قلعة البحرين الأثري ومعرض توثيقي عن العمل الأثري بمتحف البحرين الوطني إضافة إلى إقامة أمسية موسيقية لموسيقى من عمل أحد أعضاء البعثة الدانماركية التي عملت بالبحرين وتنظيم ندوة علمية آثارية عالمية تحت عنوان المكتشفات الأثرية في البحرين خلال الخمسين عاما يشارك فيها عدد ممن أسهم في اكتشاف معالم حضارة دلمون العريقة.