&
يضرب الارهاب ضربته بطريقة احادية الجانب، فعادة ما يكون وحده سيد الموقف اثناء العملية الارهابية، لانه يضرب حيث لا يكون الخصم مسلحا او قادرا على ان يرد عليه ويردعه، ويفاجئ الطرف الاخر المقصود بالعملية وقد انتهت وعلى اشلائها يجري البحث عن الجناة.
فالارهاب يعتبر وسيلة سياسية تكمن قيمتها الوحيدة في فعاليتها، فإما نرضخ صاغرين لواقعه المحتوم دون ان يكون لنا مناص من ذلك، واما ان نرفضه بوسيلته نفسها بمعنى الارهاب المضاد ويظل البحث عن الجناة امرا محيرا، حيث انه في اكثر الاحيان يختلط الحابل بالنابل ويصبح البحث في وقتها عشوائيا.. واذا ما تكررت العمليات الارهابية يكون الامر اكثر تعقيدا.
فالارهاب السياسي فعله نفسي اكثر من ا نه يستعمل العنف ضد اناس قد لا يقصدهم بحد ذاتهم، بل لينزل الرعب في النفوس، فيستعمل العنف بشكل منسق ليخيفها وينزل اليأس فيها ويزعزع امنها، ومن ذلك المنطلق فانهم يمشون وفق مخطط محدد ويتبعون رؤوسا لها اهداف وافكار يسيرون من خلالها لتنفيذ خططهم، فلم يكن الارهاب يوما من الايام بلا هدف، ومن خلال الارهاب كفكرة متشعبة تتبع شبكات ممتدة تتولد منها العصابات على شكل مجموعات هنا وهناك، تتوزع لتنفيذ ما خطط لها وهي مرحلة من مراحل الحرب التقليدية، فالعصابة هي المجموعة الصغيرة المسلحة التي قد تتبع لنضال جماهيري كما في فلسطين او تتبع لارهابيين مقاصدهم التخريب لتحقيق اهداف هم ينادون بها قد تكون فكرية او سياسية.
ففي مختلف الحالات يبدو العنف محورا رئيسيا للارهاب لانه يترجم بضحايا وبأدوات نفذت على مرأى الجميع، فهو ليس عنصرا طارئا او عابرا، فلا يمكن بأي شكل من الأشكال تصور الارهاب المسالم الذي يستخدم في ارهاب الدولة او لفت نظرها ليسقط الابرياء ضحايا، والمواقف والمبادئ تتدحرج من بين سفوح الدماء، متناسين المتفرجون على المآسي أن وراء تلك العمليات الارهابية منظمات واهدافا وخططا لا بد من كشف النقاب عنها لا يمكن مواجهتها بالارهاب نفسه، ومن المؤسف ان ما نتج عن ذلك حرب العصابات، كيف؟ ان لها اهدافا ومطالب وتحركها منظمات.. فالجري وراءهم مهمة صعبة لا يستهان بها فكلما تصدت لها الدولة من ارهاب مماثل زادت تعنتا وعصيانا لانها تزداد بتكثيف من يناصرونهم يالشحن النفسي وقد يزحف ذلك الفكر لخلايا المجتمع ومن خلال الفئات المتطوعة المسلحة وما يعتقدونه بأنه نضال الضعفاء ضد الاقوياء.. فدائما حرب العصابات الاضعف. ومن هذا المنظور يبدو عموما ان الارهاب مذموم من قبل الشعب حتى ولو كان مؤيدا للقضية السياسية او القومية التي "يناضل" من اجلها عند هذه النقطة يرتسم الحد الفاصل بين الارهاب وحرب العصابات، فمثلا النضال العربي الفلسطيني والعمليات التي يقومون بها تعتبر لدى اليهود ومن يناصرهم ارهابا، بينما يعتبره المواطن الفلسطيني عملا قوميا لاسترجاع حقوقه المسلوبة. انه النضال الجماهيري لحقوق باتت موقوفة لاجل غير مسمى.. ان ركيزتها لذلك العمل الدعم الشعبي نتج عنه المواقف المحبطة لاستشهاد العديد من شباب هذه الامة رجالا ونساء، كذلك احداث 11 سبتمبر تعد ارهابا بكل المقاييس.. كيف؟ هذا ما يبحثه الساسة الاقوياء، فالذي وصل للدولة العظمى ليس بعاجز على ان يصل هنا وهناك.. انها شبكة لتغيير فكر امة بكاملها، فما حدث في أفغانستان والعراق، والله اعلم من يكون الثالث، لا يعد ارهابا يحللونه عليهم ويحرمونه على الغير، إنا لله وانا اليه راجعون.. فان الله من وراء القصد.. والله المستعان.
ü ü ü
وقفات شفافة:
> تحز في النفس الحوادث إنما ما يحدث من حدث إلا بمسبب.
ü ü ü
> ما كنت اقصد عزيزا بوقفتي لكن فكري ابى الا ان يتصدرا.
ü ü ü
> كل وقفة تأتي بوقتها لم آخذها من كتاب ولا من معلم.
> ومن كان يسأل فليبحث فلن يجد لمثل وقفاتي المشابها.
> هذا جواب قد اجبت سؤاله فيا اهل السؤال خذوا مني جوابيا.