"إيلاف" من دبي: يبدو أن إعتقال الرئيس العراقي المخلوع عمل المعجزات في الأسواق العالمية، فأسعار المعدن الأصفر الذي كان من المتوقع أن تواصل صعودها الصاروخي تراجعت، واسعار "الذهب الاسود" فعلت الشىء نفسه، كذلك الدولار الذي كان في امس الحاجة الى من يمد له يد العون من الإنزلاق غير المسبوق في أسعار صرفه.
فقد صدقت توقعات المحللين، اذ تراجعت اسعار النفط في الاسواق الفورية العالمية كردة فعل لإلقاء القبض على الرئيس السابق صدام حسين، وهو ما دفع باتجاه زيادة ثقة المستثمرين وتجار النفط بالاسواق، وهم الذين عادة ما يتابعون التطورات السياسية والاقتصادية عن كثب ويتخذون قرار الشراء والبيع بناء عليها.
ففي أسواق الطاقة العالمية، تراجعت أسعار النفط مع تصاعد آمال المستهلكين أن يؤدي باعتقال صدام الى تراجع اعمال التخريب التي تستهدف المنشآت النفطية في العراق. اذ تراجع سعر خام برينت بمقدار 52 سنتا للبرميل وذلك بنسبة 1,4 في المائة ليصل الى 29,85 دولار للبرميل، وفي نيويورك تراجع سعر البرميل بمقدار 63 سنتا ليصل الى 32,41 دولار للبرميل.
ويبدو أن "الذهب الاسود" ليس هو الوحيد الذي رحب باعتقال صدام بالإنخفاض، فان المعدن الاصفر الذي يرتفع خلال التوترات الاسياسية باعتباره ملاذا آمنا خلال الازمات، شعر هو الاخر بان التهديد قد زال، اذ تراجع سعر الاونصة ثلاث دولارات دفعة واحدة، وهي التي كانت التوقعات تشير الى انها سترتفع الى مستويات قياسية قبل ان ينتشر خبر القاء القبض على الرئيس العراقي.
أما الدولار الذي تعرض لنكسات غير مسبوقة مقابل جميع العملات العالمية الاخرى، فقد غير مساره التصاعدي وارتفع من ادني مستوياته على الاطلاق مقابل اليورو، في ظل اجواء النشوة التي اجتاحت المجتمع الامريكي بمجرد اعتقال صدام حسين.
والأسهم العالمية ليست استثناء، وهي التي كانت في حاجة الى من يعطيها دفعة الى الامام، فقد إرتفعت الى أعلى مستوياتها في عام 2003، وهذا شمل جميع أنواع البورصات، الأوروبية والأمريكية والآسيوية، التي تعتمد على أسهم الاقتصاد القديم أو الجديد.
ولكن، يتوقع المحللون أن تعود الاسواق الى سابق عهدها، بعد أن يتيقن المستثمرون بأن إعتقال صدام لن يوقف عمليات التخريب، وأن تحقيق النصر بالقاء القبض عليه لا يزال ناقصا ما دام زعيمي "القاعدة" و"حركة طالبان" طليقين.
التعليقات