عادل حزين
&
&
&
قل سقط طاغية، ولا تقل سقط الطاغية.
ما كان صدام إلا طاغية خلت من قبله الطغاة ولا زالوا على اتساع مساحة وطننا الأشم، ما كان مبتدعا وانما خير خلف لأسوأ أسلاف. ولا يوجد إطلاقا ما يشير الى أن غير صدام كان ليسلك على غير منهاجه...بل وأسوأ.
انظر حولك...لقد ذهب صدام واحد وباقى صداميون كثر وإن اختلفت الاسماء، فصدام لم يكن اسما بل فعلا، ماضيا وحاضرا ومستقبلا، فشعوينا الاعرابية - والحق يقال- ولادة، كل أب وأخ وإبن هو صدام فى محيطه الأسرى والعائلى والعشائرى والقبلى،نعم كان صدام زعيما لعصابة أعضاءها هم كل آل يعرب، لا نستثن منهم إلا من رحم ربى. وهل كان حكام أمة الإعراب إلا صداميون منذ ما قبل البعثة النبوية بزمان وحتى هذا الزمان؟ إلا بضع عشرات من السنين تؤكد القاعدة بأكثر مما تنفيها؟
يقولون فى العامية المصرية "عندما تقع البقرة تكثر سكاكينها" وقد وقع صدام بن حسين فتكاثرت عليه السكاكين، فكم من أبقار أخرى لا تزال ترعى الأخضر واليابس من أراضينا ولا تتركها حتى بعد أن أصبحت خرابا يبابا، فصرنا نشحذ حتى الكلأ؟
شعوبنا العربية تحلم بغد أفضل، ولكنها لا تأمل به، وبين هلوسة الحلم بظهور رسول آخر بعد أن اختتمت الرسالات، ويقين الأمل الذى هو علم وتخطيط ووسائل تؤدى الى تحققه، يضيع الماضى والحاضر والمستقبل، ونظل بين كل حين وآخر نلعن كل صدام ظنناه رسولا، وما كان إلا شيطانا رجيما.
ولله الأمر من قبل ومن بعد.

نيويورك