"ايلاف"&دبي: اجتمع بعض وزراء النفط العرب وآخرون ممثلون لدول نفطية اخرى حول العالم مع الادارة الامريكية اليوم وسيجتمعون غدا ايضا، لحسم مسألة ارتفاع اسعار النفط والغاز المسال، في وقت تتعطش فيه الولايات المتحدة الى الغاز لتزويد مصانعها الضخمة التي يقال انها تأثرت من القفزة الاخيرة في اسعار الغاز المسال.
واذا كان للولايات المتحدة اجندتها الخاصة التي طرحتها في الاجتماع الذي يستمر الى يوم غد، فان بعض الوزراء الخليجيين ومعهم وزير النفط السعودي علي النعيمي لديهم اجندتهم الخاصة ايضا، وهي طرح مخاوفهم وقلقهم بشأن ضعف الدولار الذي ترتبط به عملات كل دول مجلس التعاون الخليجي وتأثيره على سلة نفوط "اوبك"، هذا ما قاله مسؤول خليجي ل"ايلاف".
وحتى تحل الولايات المتحدة ازمتها المتعلقة بالغاز المسال الذي تعدت اسعاره حاجز سبعة دولارات لكل مليون وحدة وارتفاع اسعار النفط، دعت الى الاجتماع الذي يعقد في واشنطن 24 وزيرا للنفط، عرب وغيرهم، بينهم ممثلين للدول الاعضاء في منظمة "اوبك".&
&
ويرى محللون اقتصاديون انه اذا كانت الولايات المتحدة تعاني من ارتفاع اسعار النفط والغاز المسال، فان دول المنطقة تلقت ضربتين في الرأس من جراء الانزلاق غير المسبوق في سعر صرف الدولار مقابل جميع العملات العالمية الاخرى، ساحبا معه كل العملات الخليجية المرتبطة به الى الهاوية.
واشاروا الى انه بما ان نفوط "اوبك" مسعرة بالدولار فقط، فان قيمتها انخفضت، رغم ارتفاع اسعاره، خصوصا وان معظم واردات دول المنطقة تأتي من اوروبا وآسيا، وهي التي ارتفعت فاتورتها على دول المنطقة 37 في المائة عما كانت عليه قبل عامين.
واوضحت المصادر ان تدهور سعر عملات المنطقة مقابل جميع العملات العالمية لارتباطها بالدولار، هبط بقيمة نفط "اوبك" اكثر من الثلث وهذا ما يثير قلق المسؤولين بالمنطقة، خصوصا وان النفط يمثل الدخل الرئيسي لمعظم دول الخليج التي يبلغ اجمالي دخلها من النفط والغاز نحو 140 مليار دولار سنويا.
واشارت المصادر الى ان تدهور الدولار افقد نفوط اوبك اكثر من ثلث قيمتها الحقيقية منذ بدأ مشوار الهبوط للدولار قبل عامين، على رغم المكاسب التي حصلت عليها الدول المصدرة للنفط من ارتفاع اسعار النفط.
وقالت المصادر انه على الرغم من ارتفاع اسعار النفط والغاز الامر الذي من شأنه ان يعود بالمكاسب لدول المنطقة، ولكن انخفاض سعر الدولار حول المكاسب الى خسائر بسبب فقدان قيمة النفط.
وفي الوقت الذي تعاني فيه المنطقة من انخفاض قيمة النفط، فان الولايات المتحدة وغيرها من الدول المستوردة للنفط تلوم الدول المنتجة للنفط والغاز كلما ارتفعت اسعارهما، وطالما دافع المسؤولون في اوبك عن ان المضاربين في الغرب هم الذين يدفعون بالاسعار الى الارتفاع.

ولكن يبدو ان هذه المرة تختلف، اتهم الوزراء العرب خلال اجتماع واشنطن اليوم صدام حسين على اعتبار انه هو الذي دفع باتجاه عدم الاستقرار في اسعار النفط والغاز، اذ نقلت وكالات الانباء عن شكيب خليل وزير النفط الجزائري قوله بان اعتقال الرئيس العراقي المخلوع قبل يومين دفع باتجاه مزيد من عدم الاستقرار في اسعار النفط والغاز، مشيرا الى ان الارتفاع الحالي باسعار النفط والغاز.
ويذكر ان اسعار النفط انخفضت عقب القاء القبض على صدام حسين، ولكنها عادت اليوم الى الانخفاض من جديد بعد تعرض انابيب الشمال للتخريب من قبل ما يسمى ب"المقاومة" العراقية.