هل سيبقي بنا الحال علي ما نحن عليه بين مطرقة المطالب والاملاءات الأميركية المتلاحقة وبين سندان الواقع العربي الذي يحتاج إلي قدر كبير من الجسارة والمبادرة لتبديل الواقع الكالح الذي نحياه؟..
بيدي لا بيد عمرو.. هذا ما نتمناه ونأمله ونصلي من أجله.. الأنظمة العربية تعلم في قرارة نفسها أن هناك أخطاء متعمقة متجسدة في واقعنا، وتعلم أننا كشعوب عانينا الكثير من الظلامات من عسف الأجهزة ومن انتشار الفساد ومن غياب العدالة، حقائق واقعنا المعاش تطالبنا أن نتحرك إلي الأمام وأن نخطو خطوات واثقة وجسورة لانشاء دولة القانون والمؤسسات، ليس شعارا نتغني به وانما واقع نعيشه ونتفيأ ظلاله.
المسرحية الأميركية التي أخرج بها اعتقال الرئيس العراقي السابق صدام حسين تشكل بكل المقاييس صورة مهينة ومذلة للأمة العربية وهي صورة نتمني ألا تتكرر في أي عاصمة عربية، غير أن جملة حقائق الواقع الراهن وبعيدا عن توجهات وأجندة الجماعة القابضة علي رسن القرار في الادارة الأميركية، تفرض علينا أن نخطو إلي الأمام وأن نبادر إلي اصلاح الخلل القائم وأن نتسلح بشجاعة النقد الذاتي لمعالجة الاختلالات الفاضحة علي أكثر من صعيد، ونحن أعلم بها.
قلت عبر الفضائية القطرية في حوار ذكي أداره الصديق طلال السادة وساهم فيه ثلاثة من أهل الاختصاص من بغداد وواشنطن والقاهرة عبر برنامج آفاق أننا كشعوب لا نختلف مع المطالب التي تدعونا اليها الادارة الأميركية للسير باتجاه الديمقراطية وتوسيع قاعدة المشاركة الشعبية واعتماد الشفافية ومكافحة الفساد واعادة النظر في المناهج التعليمية، ولكن خلافنا معهم هو حول الوسائل والأساليب، وقد يقول قائل أنها كلمة حق يراد بها باطل، وما يحدث في العراق يقف شاهدا علي ذلك، واتفق مع هذا القول، غير أن المسألة برمتها تحتاج إلي نظر، فواقعنا بدون مطالب من أية جهة يحتاج إلي تمعن ونظر، بقدر حاجته إلي إرادة وجرأة.
أنا حزين وكثيرون غيري يشاطرونني هذا الحزن علي واقعنا العربي، كما أن ما يخرج من العواصم العربية من أخبار وتحليلات لا تسر ولا ترضي ولا تبشر.. استمرار حالنا علي هذا المنوال يدفع بالأنظمة لتتحول إلي سندان لمطالب شعوبها ونحن لا نريد ذلك وانما نأمل أن يتحقق التحول الديمقراطي من خلال الاقتناع واقتران الأقوال بالأفعال حتي لا تتحول الشجاعة إلي يأس.
أدعو أهل الفكر في عالمنا العربي أن يخرجوا من سباتهم العميق ويساهموا في تنوير الأمة واقتراح البدائل في ذات الوقت الذي أصلي فيه من أجل أن تتوفر الارادة السياسية لقادتنا وزعمائنا
التعليقات