طرابلس (لبنان) - تعتبر الحمى الشرائية التي تشمل جميع انواع البضائع في العراق نعمة بالنسبة للبنان حيث تشهد المرافىء نشاطا قياسيا هو الاول منذ العصر الذهبي لبلد الارز الذي كان سيدا للتجارة في منطقة المشرق.
وشهد نشاط مرفأ بيروت زيادة بنسبة 22% في تشرين الثاني(نوفمبر) مقارنة مع العام الماضي خصوصا بسبب النشاط الكثيف في ميناء العقبة (الاردن).&ويعتبر مرفأ طرابلس (شمال) المستفيد الاكبر اذ تكثفت النشاطات فيه منذ مطلع الصيف وبات ينقل الى العراق سلعا على انواعها، من سيارات مرسيدس جديدة الى الخشب والاسمدة.
واعلن مسؤول في المرفأ لوكالة فرانس برس ان النشاط ازداد خلال شهر تشرين الاول/اكتوبر بنسبة 42% مقارنة مع العام الفائت.&ويحصل مرفأ طرابلس على حصة الاسد في هذه المعادلة كونه اقرب منفذ بحري من شمال العراق ومن بغداد.
وقالت الهام سالم، من سكان طرابلس، لوكالة فرانس برس انه في "العام الماضي، كنت احتاج في نهاية الاسبوع الى اقل من ساعة لقطع مسافة 40 كلم للوصول الى بلدة بينو مسقط رأسي في عكار (شمال لبنان). اما اليوم فاحتاج الى 30 دقيقة اضافية بسبب حركة الشاحنات التي تنقل جميع انواع البضائع خصوصا السيارات باتجاه الحدود السورية".
ويشهد المرفأ حركة ذهاب واياب مستمرة للشاحنات التي تملكها شركات عربية، لبنانية وسورية وعراقية واردنية، وتنقل مئات السيارات يوميا الى العراق عبر الحدود السورية مستفيدة من عدم وجود رسوم جمركية.&وتعمل الرافعات دون هوادة لافراغ حمولة السفن وتحمل الشاحنات ببضائع على انواعها من خشب وحديد وحبوب واسمدة.
وتشكل حركة الترنزيت الى العراق القسم الاكبر من نشاط المرفأ، ولمواجهة ارتفاع الطلب، سيخصص مبلغ قدره نحو 25 مليون دولار العام المقبل لتوسيعه.&وقال جورج صايغ، وهو سائق شاحنة ينقل بضائع بين بيروت وحلب، "لم اشاهد عندما كنت سائق سيارة اجرة هذا الكم الهائل من الشاحنات".
وافادت سلطات المرفأ ان النشاط في ازدياد مستمر منذ ثلاثة اشهر ويتوقع ان يستمر بهذه الوتيرة لسنوات بسبب حاجات العراق الهائلة.&واكد مسؤول في المرفأ انه من النادر نقل بضائع تتجاوز 500 الف طن سنويا.&وارتفع نشاط مرفأ طرابلس خلال الاشهر العشرة الاولى من السنة الحالية بنسبة 23،6% الى 711900 طن في مقابل 575600 طن للفترة نفسها من العام الماضي.
&وقال المسؤول ان "خمسة الاف سيارة تنقل شهريا الى العراق".
والطلب كبير ايضا على بضائع اخرى. واضاف المصدر ذاته ان "واردات الخشب التي تمر عبر طرابلس زادت الى الضعف في تشرين الثاني(نوفمبر) ووصلت الى 20 الف طن مقارنة مع ما كانت عليه قبل سقوط بغداد".&وفجاة، اصحبت السوق المحلية في لبنان تشهد نقصا في الخشب.
وقال داوود صاحب محل نجارة ان "الزبائن ينعتوننا بالكذابين لكن هذه الظاهرة غير مسبوقة لاننا عاجزون عن تأمين حاجاتنا من الخشب لتلبية طلباتهم".&وهناك تهافت ايضا على الاسمنت اللبناني بسبب الصعوبات التي تلاقيها مصانع الاسمنت العراقية نتيجة انقطاع التيار الكهربائي بحسب ما اعلن بشير عاشو مدير شركة لمعدات البناء واحدى اكبر شركان النقل في لبنان.
ومنذ مطلع الصيف، وبعد توقف استمر 15 عاما، زادت صادرات الاسمنت الى العراق تدريجا وقام اكبر مصنعين للاسمنت في شكا وسبيلن بتأمين 68 الف طن للعراق في خلال ستة اسابيع .&وقال عاشو ان "هذه الاوضاع غير مسبوقة".&وعلى الرغم من ذلك، فان هذه الكميات غير كافية لسد حاجات السوق العراقية الهائلة (25 مليون طن سنويا) ويتم ايضا الاستعانة بكميات من سوريا.