صدام حسين ليس شخصا واحدا. انه تركيبة معقدة من عدة اشخاص. ولذلك يصعب الحكم عليه الا بعد تفكيكه لعناصره الاساسية، حتى يكون الحكم عليه عادلا.
صدام السياسي.. كان فاشلا، وقع في حبائل سياسات دفعته الى ارتكاب اخطاء قاتلة. صدام السياسي، قاد السياسة من خلال صدام الرجل، وصدام الرمز.
صدام الحاكم.. كان ديكتاتورا دمويا، قاسيا، قاد الحكم من خلال صدام الرجل العراقي الذي تربى في ظل ثقافة دم لطخت تاريخ هذا البلد العظيم في تناقضاته.
صدام الرجل.. في المفهوم العربي للرجولة، كان رجلا، عربيا، شجاعا، شهما، كريما، صلبا، منعته رجولته من الانحاء لمتطلبات السياسة، او لاملاءات الحكم. لو كان صدام حسين تاجرا، لتهافت الجميع للتعامل معه.
صدام الرمز.. كان ناجحا، تطلع له الشعب العربي المقهور في عيشه، المجروح في كرامته، المقاوم لاعدائه. كان رمزا للرفض، عندما اصبح الرفض غائبا، ورمزا للأمل، عندما كان الأمل خائبا.
رسالة معتقليه المدروسة اعلاميا بعناية فائقة اقنعتنا ان صدام السياسي، وصدام الحاكم قد انتهيا. لكن هذه الرسالة نفسها بعثت رسائل اخرى عندنا، ادركنا من خلالها، مقدار بشاعة نفسيات معتقليه، وان صدام الرمز لا يمكن اعتقاله، لانه يعيش حرا محروسا داخل كل عربي مقهور، مظلوم، مسروق، محتل، رافض للهزيمة، آمل بالنصر، أكان داخل العراق أم خارجه.
(الرأي الأردنية)