تبدأ القمة الخليجية أعمالها اليوم في الكويت، وسط ظروف بالغة الصعوبة ، بسبب الزلزال الذي ضرب المنطقة، واقتطع العراق من الجسد العربي الواهن، محوّلاً إياه إلى بلد تحت الاحتلال! وجه الصعوبة هو في أن المحتل دولة غير عادية، وإنما هي أكبر دولة في العالم. والأمر كذلك، فإنه لن يكون بمقدور قمة اليوم أن تتعاطى مع شئونها وشجونها، إلاّ من منظور أمريكي، وهو أمر سيزيد من حراجة وحساسية الدول الخليجية، التي رأت جارها يسقط أمامها وهي عاجزة عن أن تصنع شيئا من أجله، وهو ما يعني أن قراراتها لن تكون خارج دائرة منطوق المثل القائل: "العين لا تعلو على الحاجب"..!
وإذا كان لنا أن نغامر بالحديث عن واقع دول مجلس التعاون، فإن من الحق أن يقال، بأن هذا التجمع الخليجي الذي أنيط به العديد من الآمال العريضة في بداية نشأته، لم يقدّم إلاّ أقل القليل لشعب المنطقة... بل إنه لم يقدم له شيئاً البتة في المنعطفات التاريخية الخطيرة التي كانت تطوّح به ذات اليمين وذات الشمال، كالحرب العراقية الإيرانية، والحرب العراقية الكويتية.. وأخيراً تفجيرات 11 سبتمبر في واشنطن ونيويورك التي تركت بصماتها السلبية على مجمل الوضع في المنظومة الخليجية، وأعاقت مسيرتها السياسية والاقتصادية..! ومع ذلك، فإن هناك بصيصاً من أمل، في أن تخرج علينا قمة اليوم، بشيء ملموس يراه الشعب الخليجي رأي العين ويلمسه لمس اليد... تعويضاً له عن سنوات القحط والجفاف التي مرّ بها على مدى أكثر من عقدين.