"إيلاف" من جدة: كشفت دراسة لجمعية أمراض القلب الأميركية في بحوث استقصائية ومخبرية تتناول الجلطة بأن استهلاك الإنسان لنسب، ولو كانت معتدلة من المشروبات الروحية، يؤدي الى ضمور حجم الدماغ في شرائح عمرية متوسطة.
وأكدت الدراسة أن تناول نسب معقولة من الكحول لا يؤدي إلى تقليص احتمالات التعرض لمخاطر الجلطة كما هو معروف في نتائج أبحاث سابقة.
وأجمع باحثون من خمس جامعات ومعاهد طبية أن تناول الكحوليات يرتبط بضمور الدماغ، وهو المحور الذي أكدته الجمعية الاميركية لأمراض القلب، حيث أوضحت الدراسة أن تعاطي الكحول يطور من احتمالات ضمور الدماغ البشري.
وأوضح الدكتور جينجونج دينج وهو عنصر قيادي بكلية بلومبيرج بقسم الصحة العامة التابع لجامعة هوبكنز بولاية بالتيمور أن ضمور الدماغ البشري يرتبط أساسا بتدني الإدراك وتراجع الأداء الوظيفي للتفكير.
ومن ناحية أخرى تشير دراسات بهذا الصدد بوجود علاقة قوية ومتبادلة بين تعاطي الكحول ومخاطر التعرض الإصابة بالجلطة، ناهيك عن تلفيات أنسجة الدماغ.
وعلى أية حال تختلف تأثيرات الكحول على الدماغ البشري من حالة إلى أخرى. فقد كشفت نتائج بحثية أن تعاطي الكحول يرتبط بتقليل احتمالات التعرض للإصابة بالجلطة، فيما تؤكد نتائج الجمعية الأميركية لأمراض القلب على نفي هذه العلاقة من عدمه.
إحدى الدراسات قد كشفت، في نتائج لها بناءا على تجارب أجريت على أشخاص تتراوح أعمارهم من 65 عاما فأكثر يتناولون مشروبات روحية باعتدال، عن وفاق مع صحة ما جاء في ملخصات الجمعية.
إذ&أثبت الأطباء المشرفون على تقييم الموقف الصحي لأدمغة هؤلاء المرضى بتراكم انسدادات تتألف من خلايا ميتة داخل عموم أدمغة الفئات التي أخضعت لهذا النوع من التجارب.
ومن هنا تدخل هذه الانعكاسات في عداد شواهد تؤكد العلاقة التبادلية بين تأثيرات الكحول وضمور الدماغ داخل الجمجمة البشرية.
غير أن الدكتور دينج وفريقه الطبي أجروا تقييما استقصائيا لعلاقة التأثير الكحولي باضطرابات الدماغ في شرائح عمرية متوسطة، واستخلصوا لاحقا أن تدني مستويات الإدراك هو القاسم المشترك بوصفه المعيار الأكثر توافرا&بين مستهلكي المشروبات الروحية بغض النظرعن المتغيرات في الحجم الاستهلاكي من فئة إلى أخرى.
ومن هنا يعتقد الدكتور دينج في أبحاثه الأخيرة أن توجهاته الحصرية للفئة العمرية المتوسطة هو أفضل وأنسب مؤشر بإمكانه من خلال اعتماده معيارا لبحثه، الإفادة منه على نحو تعميمي.
لقد اعتمد الدكتور دينج في فحصوصاته المخبرية تكنيك التصوير لمنطقة الدماغ باستخدام الرنين المغناطيسي المعروف على مستوى التشخيص التطبيقي ب (MRI ) وذلك بهدف قياس الانسدادات داخل أدمغة المستهلكين. وقد لاحظ الدكتور دينج، إلى جانب عملية القياس، تغييرات في مادة الدماغ نفسها.
ولوجود أبحاث طبية سابقة كشفت بدورها عن مسؤولية هذه الانسدادات حيال مخاطر الجلطة. فمن هنا تتضح العلاقة أكثر فأكثر وفق مبدأ الدكتور دينج بين استهلاك المشروبات الروحية والجلطة بانعكاساتها المختلفة على صحة الإنسان.