نصـر المجالي من لندن: قال المطالب بعرش ليبيا الأمير محمد الحسن الرضا المهدي السنوسي الذي يعيش في المنفى البريطاني أنه على استعداد لخوض معركة انتخابات برلمانية ديموقراطية في ليبيا برعاية دولية ولكن ليس تحت سيطرة العقيد معمر القذافي، الذي أطاح انقلاب عسكري قاده في العام 1969 بحكم العائلة الملكية السنوسية الشرعية.
وفي تصريحات أمام "إيلاف" اليوم قال الأمير محمد الثلاثيني العمر أن خطوة الولايات المتحدة وبريطانيا تجاه حكم العقيد القذافي "شبه ناقصة" وهي لن تكتمل فصولا "إلا بالطلب إلى العقيد التنحي عن الحكم لإفساح المجال أمام حكومة ليبية ديموقراطية عبر انتخابات تشريعية حرة".
وقال الأمير محمد الذي يعيش في المنفى البريطاني منذ الانقلاب العسكري الذي قاده الملازم أول إشارة (العقيد) معمر القذافي معلنا بعد ذلك الحكم الثوري الجماهيري الشعبي، أن إفساح المجال لإجراء انتخابات ديموقراطية حرة ومباشرة على غرار ما يجري في الكويت والأردن والمغرب ودول غربية أخرى هو السبيل الوحيد للتخلص من الحكم الديكتاتوري الرابض "على قلب الشعب الليبي لخمس وثلاثين من السنين".
وأضاف الأمير المنفي "هنالك تجارب دولية حصلت في كل من ليبيريا وجنوب إفريقيا وكمبوديا، والآن نعتقد أن التجربة ممكن تطبيقها في ليبيا".
وفي تعقيبه على قرار العقيد القذافي بنزع أسلحة الدمار الشامل التي كان يحاول حيازتها على مدى ثلاثة قرون من الزمان، قال الأمير محمد بن الحسن الرضا المهدي السنوسي الذي يطالب بعرش أجداده من منفاه في لندن "استغرب الترحيب الدولي بقرار الحاكم الليبي القذافي، ويبدو أن لا أحد يدرك معاناة الشعب الليبي طوال العقود الماضية تحت حكم العقيد".
وأضاف "نحن نرى أن المشكلة ديموقراطية في الأساس، وإذا كانت الولايات المتحدة وبريطانيا راغبتين في أن تكون إلى جانب الشعوب فعليها تنفيذ ذلك والعمل على ترسيخ الديموقراطية في العالم لا أن تقف إلى جانب الحكام الديكتاتوريين والمتعسفين ضد شعوبهم، مثل العقيد معمر القذافي".
وقال الأمير محمد الرضا المهدي السنوسي "هنالك مفارقة عجيبة، في الموقف البريطاني الأميركي وكأنهم يكيلون بمكيالين، ففي العراق تبحثان حتى الآن عن أسلحة الدمار الشامل وشنتا حربا ضد هذا البلد العربي وأزالتا رأس النظام لا بل النظام كله، ولم يجدوا شيئا إلى اللحظة من تلك الأسلحة، وشنوا حربا مدمرة على ذلك البلد العربي، واعتقلوا صدام حسين في هذه الصورة المذلة المهينة، وبالمقابل نجد أن القذافي يقوده في الليل وشخصيا إلى أماكن ومنشآت أسلحته النووية لدرجة أن أجهزة الاستخبارات البريطانية والأميركية ذاتها فوجئت بكميات هذه الأسلحة التي انفق عليها مليارات الدولارات من أموال الشعب الليبي المسحوق".
وتابع الأمير محمد بن الحسن الرضا السنوسي الذي توفي والده ولي عهد ليبيا السابق في المنفى البريطاني العام 1991 عاهدا إليه بولاية العهد للمطالبة بالعرش الليبي القول "كان على العقيد القذافي أن يعتذر إلى الشعب الليبي وإلى كل من لحقه أذى من جراء أفعاله قبل أن يعتذر إلى الغرب، لعل مثل هذا الاعتذار أن يشكل صفحة بيضاء في تاريخه وسجله الأسود دائما".
وكشف الأمير في حديثه لـ "إيلاف" عن أنه لولا "مشاهدة العقيد معمر القذافي ما حدث لصدام حسين لحظة اعتقاله، لما كشف للبريطانيين والأميركيين عما عنده من ترسانة أسلحة نووية". وقال "صحيح أنه ليس السبب المباشر للكشف عن هذه الأسلحة ما جرى في العراق، ولكن كعادته يظل القذافي يراوغ ولندن وواشنطن تعرفان ذلك جيدا".
وردا على سؤال عن مدى ذهابه إلى للمشاركة في انتخابات ديموقراطية حرة مباشرة في ليبيا بدل المطالبة بالعرش وإعادة الحكم الملكي، قال الأمير محمد بن الحسن الرضا المهدي السنوسي "نعم انا جاهز لذلك، ولكن شريطة أن لا تتك الانتخابات تحت حكم القذافي الذي مطلوب منه التنحي لإفساح المجال أمام انتخابات حرة تحت إشراف دولي وسيشارك فيها الجميع لتقرير نوع الحكم الذي يريده جميع الليبيون".
ووصف الأمير المطالب بعرش ليبيا دستور العام 1951 الذي أقرته الأمم المتحدة من بعد استقلال هذا البلد العربي الشمال إفريقي بأنه من "أفضل الدساتير في العالم وهو مستمد في مرجعيته الفقهية من الشريعة الإسلامية والأعراف العربية ودساتير متمدنة كثيرة". وقال أنه دستور "لا يزال يتناسب مع طبيعة الواقع الليبي بكل معطياته التاريخية والحديثة سواء بسواء".
وتصادف غدا (24 ديسمبر) الذكرى الثالثة والخمسين لقرار الأمم المتحدة بالاعتراف في ليبيا كبلد مستقل وبإصدار دستورها الذي ألغاه العقيد القذافي العام 1969 .
وردا على سؤال حول ما إذا كان له اتصالات مع قوى ضاغطة بريطانيا وأميركيا، قال الأمير السنوسي لـ "إيلاف" نعم نحن على اتصال مع جهات كثيرة في هاتين العاصمتين وعواصم اخرى، كما أننا على اتصال مستمر مع الداخل الليبي وحركات المعارضة الليبية داخليا وخارجيا لتوحيد الجهد انتظار لمستقبل مشرق لبلدنا.
وقال "اتحادنا هو لجهة إنهاء حكم العقيد معمر القذافي"، وكشف النقاب عن أنه من خلال معلوماته "فإنه لا توجد ضمانات أميركية لبقاء العقيد القذافي الحكم، وكان سيف الإسلام نجل الرئيس الليبي، قال أمس أن هنالك ضمانات أميركية أن لايحصل في ليبيا مثلما حصل في العراق إن كشفت طرابلس عن برنامجها لتحصيل أسلحة الدمار الشامل.
وفي الختام، قال وريث العرش الليبي الأمير محمد بن الحسن الرضا المهدي السنوسي لـ"إيلاف" الآتي : "إذا كانت الولايات المتحدة تعتقد أن تعاملها مع العقيد القذافي صحيحا ويخدم مصالحها فعليها أن تطلق على الفور الرئيس العراقي صدام حسين لأنها اعتقلته وشنت حربا أطاحت حكمه لسبب لم يؤيد بعد وهو أسلحة الدمار الشامل التي لم توجد بعد في الراضي العراقية رغم كل فرق التفتيش الأميركية وتقارير أجهزتها الاستخبارية والعالمية أيضا".