نصـر المجالي من لندن: خطت الهند وإسرائيل خطوة جديدة متقدمة في مجال تعاونهما المشترك منذ أكثر من خمسين عاما في مجال الفضاء والدفاع الجوي حين وقعتا اتفاقا تقنيا جديدا يسمح للهند بالانطلاق نحو الفضاء بتقنية إسرائيلية عالية. والاتفاق الجديد هو نتيجة للزيارة التي قام بها آرييل شارون رئيس الوزراء الإسرائيلي للهند في أيلول (سبتمبر) الفائت.
وتعتبر الهند صديقة لكل من الدول العربية وإسرائيل في آن واحد معا، بينما لا تعترف جارتها باكستان بالدولة العبرية إلى هذه اللحظة منذ قيام الكيانين في العام 1947 (باكستان) و1948 (إسرائيل).
وتذكر المراجع التاريخية أن الزعيم الهندي الراحل نهرو حاول التوسط في منتصف الخمسينيات بين الزعيم المصري الراحل جمال عبد الناصر ورئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك ديفيد بن غوريون، لكن الوساطة لم تنجح حيث رفض عبد الناصرعرض شريكه في تأسيس حركة عدم الانحياز نهرو.
وفي التفاصيل، فإن الاتفاق الهندي ـ الإسرائيلي يتعلق بتزويد وكالة علوم الفضاء الإسرائيلية لنظيرتها الوكالة الهندية بتلسكوب ضخم دقيق تفاصيل الرؤية لتحميله على قمر اصطناعي جديد ستطلقه الهند لاقتحام آفاق الفضاء لغايات علمية وتقنية.
وتم توقيع الاتفاق بين الطرفين أمس في مقاطعة بانغالور الهندية بين الوكالتين بحضور وزير التكنولوجيا والعلوم الإسرائيلي اليعازار ساندبيرغ، وهو يحقق للبلدين أكثر مشاركة للتعاون في ما بينهما في علوم الفضاء.
وقالت وكالة (آسيوشيتد برس) أن القمر الاصطناعي الهندي سيرتفع إلى علو 36 ألف كيلومتر في الفضاء عن الأرض لاستقصاء خفايا المجموعة الشمسية ومكوناتها، إضافة وحركة الكواكب ثم محاولة كشف أسرار الثقوب السوداء في المجرة الشمسية.
يذكر أن برامج للتعاون الفضائي والدفاعي والهند يجري تنفيذها منذ سنوات عديدة، وفي تشرين الأول (أكتوبر) الماضي وقع الجانبان عقدا لتزيد الهند برادارات محمولة جوا من صناعة إسرائيلية، حيث سيتم تركيبها على طائرات عملاقة للرقابة الجوية كانت اشترتها الهند من روسيا، وبلغت قيمة العقد 1,3 مليار دولار.
وإذ ذاك، فإن المعلومات التاريخية تقول أن الزعيم الهندي الراحل نهرو كان نقل إلى الزعيم العربي الراحل جمال عبد الناصر مشروعا وساطة يقضي بالبدء من جانب القاهرة بدراسة أو تطبيق تجربة المزارع الجماعية "الكيبوتسات" التي بدأت إسرائيل تنفيذها منذ قيامها من أجل الاكتفاء الذاتي زراعيا واستقطاب الكفاءات اليهودية الشابة إليها من جميع أنحاء العالم.
وتقول المعلومات أن عبد الناصر "أعجب كثيرا بالفكرة" لكنه رفض التعامل معها كونه تلك السنوات كان يقوم بمشروعه القومي على صعيد العالم العربي "الذي يعتبر مناقضا لأي تعامل مع إسرائيل التي قامت على أرض عربية هي فلسطين".