ربى كبارة من&بغداد: أجمع علماء دين وأئمة مساجد سنة في بغداد على أن الحل الوحيد للحؤول دون تهميش دورهم في عراق ما بعد صدام حسين هو تشكيلهم "مرجعية دينية عليا" تطالب بدور سياسي للطائفة، كما أعلنوا أمس الخميس.
وقال الشيخ مهدي ابن أحمد ابن صالح الأمين العام للهيئة العليا للدعوة والإرشاد والفتوى:"دورنا مهمش كليا بسبب تمسكنا بمبادىء ديننا في الامتناع عن التعامل مع المحتل خلافا&لأطياف أخرى وضعت يدها بيد المحتل".
وذلك في إشارة إلى الطائفة الشيعية والأكراد الذين يتمتعون بحضور مهم في مجلس الحكم الإنتقالي.
وكان ممثلون عن السنة أعلنوا أمس تشكيل "مجلس شورى لأهل السنة والجماعة" يضم مندوبين عن مختلف تيارات السنة من القوميات العربية والكردية والتركمانية من أجل الحفاظ على دور الطائفة في عراق ما بعد صدام حسين.
وشارك في المؤتمر التأسيسي الذي عقد في جامع أم القوى في وسط بغداد 130 شخصية تمثل "تيار الإخوان المسلمين والتيار السلفي والتيار الصوفي إضافة إلى ممثلين للجمعيات الخيرية وشخصيات مستقلة فعالة" كما أوضح محمد أحمد الراشد المتحدث الرسمي باسم المجلس.
من جهته، قال الشيخ أحمد الدباش إمام وخطيب أحد مساجد حي الحرية (شمال بغداد) بعد صلاة الجمعة إن "حقوق أهل السنة منتهكة، فتمثيلنا في مجلس الحكم الإنتقالي مجحف كما أننا لا نشارك في المجالات الإقتصادية والتجارية".
وأضاف "تم تهميشنا لأننا لم نرض بالإحتلال ورفضنا التعامل معه فيما ابتعد الشيعة والأكراد عن هذه المفاهيم".
وتابع:"نحن كطائفة ندفع ضريبة مقاومتنا للإحتلال سواء سلميا أو بالعمليات العسكرية. لكننا ارتأينا تشكيل مرجعية دينية عليا لنطالب بدورنا السياسي رغم كل شيء".
وأضاف "الظروف حتمت علينا ذلك. نريد دورا في السلطة والوزارات والإلتزامات حتى لا يتقاسمها الشيعة وقسم من الأكراد".
من جهته، أكد الشيخ فاروق البطاوي إمام وخطيب مسجد أحباب المصطفى في الحي ذاته أن "السنة سينعدم دورهم لو لم يشكلوا مرجعية تطالب بحقوقهم السياسية والإقتصادية والإجتماعية".
وقال:"حتى في أيام صدام حسين كان للشيعة مرجعيتهم وكنا محرومين من تشكيل مرجعية. ولو برز أي شيخ للعب دور ما، وإن بشكل محدود، فسرعان ما كان سيصبح عرضة للإغتيال".
وأضاف أن "صفة الوهابية أطلقها النظام السابق على المتدينين السنة الذين قتل منهم في ليلة واحدة 360 شخصا في محافظة الأنبار عام 1994".
وفي مسجد أم الطبول في حي اليرموك (وسط بغداد)، أوضح الشيخ صالح أن تشكيل المرجعية هو كذلك "لضمان عدم التشتت والضياع وحماية للشخصيات السنية من الإغتيالات التي يتعرضون لها&لمبررات مختلفة من قبل عملاء وخونة".
وقال:"لا نريد تكرار تجربة عهد نظام صدام حسين. كنا مهمشين كطائفة باستثناء قلة منا. الآن يعاودون الكرة ويسعون لتهميشنا".
بدوره، قال عقبة السالم (18 عاما) طالب الشريعة في إحدى الكليات الخاصة إن "الشيعة والأكراد الذين دخلوا على ظهور الدبابات الأميركية يريدون الإستفراد بحكم العراق، لذا علينا مواجهتهم سياسيا".
وقال الطبيب رجب السيد (35 عاما) "بدون مرجعية سنبقى خارج إطار الحكم الذي يرسمه حاليا الأميركيون. بالتالي نعيد تجربة الشيعة عام 1920 عندما قاطعوا المؤسسات التي أقامتها سلطة الإحتلال البريطاني".
وكان الدباش قد أوضح الخميس لدى الإعلان عن تشكيل "مجلس شورى لأهل السنة والجماعة" أن المجلس "يضم جميع أهل السنة في العراق من عرب وأكراد وتركمان" وأنه "ليس مجرد تجمع طائفي وإنما يسعى لتوحيد كلمة العراقيين".
ومن أهم القضايا التي سيواجهها المجلس في القريب العاجل خصوصا في إطار نقل السلطة إلى العراقيين، الإنتخابات وتشكيل حكومة موقتة ووضع دستور إنتقالي.
يذكر أن مجلس الحكم الإنتقالي وقع في منتصف تشرين الثاني(نوفمبر) مع سلطة التحالف الأميركي-البريطاني إتفاقا لنقل السلطة بحلول نهاية 2005.
ونص الإتفاق على أن يتم بحلول نهاية شباط(فبراير) المقبل وضع قانون لإدارة الدولة يتم على أساسه تشكيل مجلس إنتقالي في نهاية أيار(مايو) 2004 على أن ينتخب المجلس حكومة عراقية موقتة في نهاية حزيران(يونيو) 2004 تمارس السلطة السياسية وتكون ذات سيادة ومعترف بها دوليا.
التعليقات