"إيلاف" من عمان: تعتبر الحركة الإسلامية في الأردن أن الولايات المتحدة تقود أخطر حملة في تاريخ الأمة العربية ضد قوى المقاومة والتحرر وضد كل من يعكر صفو وجودها غير الشرعي في المنطقة وضد الإسلام كعقيدة وحضارة.
ويقول حمزة منصور الأمين العام لحزب جبهة العمل الإسلامي إن ظاهر هذه الحملة هو المطالبة بالإصلاح السياسي والاقتصادي وتحت شعارات مختلفة من قبيل نشر الديمقراطية وتعزيز الحريات المدنية والسياسية وحقوق المرأة ومحاربة نفوذ الإسلام المتطرف وبخط مواز مخطط إعادة هيكلة المنطقة سياسياً واقتصادياً وثقافياً فضلاً عن التواجد العسكري الأميركي الهائل في المنطقة.
ويضيف قائلا: "إننا نعيش مرحلة تاريخية مصيرية، فإما أن نعيش أحرارا كراماً على أرضنا وإما ان نتحول الى عبيد في مزارع اليهود والأميركيين" على حد تعبيره.
وقال إن إدارة بوش تستهدف حالياً منابر المساجد باعتبارها أصبحت مفرخة للإرهاب محذراً من إقصاء خطباء المساجد في البلدان العربية لتحل محلهم دمي لا صلة لها بالحياة والأوطان التي أصبحت مستباحة لعملاء المخابرات الأميركية.
ودعا منصور إلى رفض الاملاءات الخارجية المتمثلة في تغيير الخطب المسجدية والتدخل في قضايا الأسرة التي تلبسها زوراً وبهتاناً أثواب الحرية والحقوق الإنسانية في الوقت الذي تجري فيه الاستعدادات على وقدم وساق لتغيير المناهج الدراسية.
ورفض أمين عام الحزب في مهرجان خطابي الحملة الغربية على العرب والمسلمين التي تستهدف سلخهم من هويتهم العربية والإسلامية وآخرها الموقف من الحجاب الذي يعتبر اعتداء على حقوق الإنسان وتحدياً لأمر الهي واجب التنفيذ.
وفي هذا السياق التقى وفد من رئاسة القطاع النسائي في حزب جبهة العمل الإسلامي سفير فرنسا في عمان لتسليم مذكرة موجهة للرئيس الفرنسي جاك شيراك تنتقد فيها القرار الفرنسي القاضي بمنع ارتداء المسلمات الفرنسيات للحجاب.
ونظم القطاع النسائي مؤخراً في الحزب ملتقى للهيئات النسائية ضم الاتحاد النسائي الاردني واتحاد المرأة طالب توجيه هذه المذكرة والتي تضم ما يزيد عن 30 ألف توقيع.
وتدعو المذكرة الرئيس الفرنسي للعدول عن قرار منع الحجاب في المدارس والجامعات وتشير الى التناقض في مواقف الحكومة الفرنسية، ففي الوقت الذي تعتبر فيه غطاء الرأس للمسلمة خطرا على العلمانية، ترى ان ارتداء المرأة للملابس المخالفة للآداب، من الحريات العامة.
كما أنتقد مجلس المنظمات والجمعيات الإسلامية في عمان فتوى شيخ الأزهر محمد سيد طنطاوي الداعية لضرورة امتثال المسلمات في فرنسا لقرار الدولة الفرنسية.
وقال بيان للمجلس ان فتوى الشيخ طنطاوي أعطت الضوء الأخضر لجميع دول العالم غير المسلمة لإصدار قانون مماثل يمنع غطاء الرأس.
وأضاف ان المسلمين في جميع أرجاء العالم غضبوا من القرار الأميركي المنحاز دائما الى إسرائيل واحتلالها للعراق وسعيها الحثيث لتغيير المناهج التربوية في المدارس، فجاء القرار الفرنسي مؤكدا ان لا فرق بين أميركا وفرنسا في محاربة الإسلام ومحاولات طمس تعاليمه.