"إيلاف"&من لندن: تعقد في لندن اليوم أولى جلسات محاكمة كاثرين غان الموظفة البريطانية في مقر المراقبة العامة بتهمة افشاء اسرار الدولة. وكانت غان خبيرة اللغة الصينية في المؤسسة الاستخبارية قد اعتقلت في أذار )مارس( الماضي اثر اجراء تحقيق عن تسريب مذكرة سرية من الاستخبارات الاميركية الى نظيرتها البريطانية تقول إنها صعدت بشدة من عملياتها ضد اعضاء في مجلس الامن الدولي وانها بحاجة الى معونة بريطانية.
وتكتسب جلسة اليوم اهمية خاصة بعد ان كشفت صحيفة الاوبزرفرالبريطانية أمس الاحد أن دبلوماسيين من دول المكسيك وتشيلي قدموا أدلة جديدة على حالات تجسس على بعثتيهما في مخالفة صريحة للقانون الدولي.
ونقلت الصحيفة عن ادلفو اغوبلار زينار المبعوث المكسيكي السابق في الامم المتحدة قوله إن مسؤولين اميركيين في الامم المتحدة وقبل ايام فقط من شن الحرب ضد العراق تدخلوا في المفاوضات السرية التي كانت تتم للتوصل الى قرار وسط يتيح للمفتشين الدوليين وقتا أطول لاكمال مهمتهم.
وقال اغوبلار زينار إن ذلك لم يكن ليتم الا بالتجسس على اجتماع دبلوماسي سري كان يجري فيه الاعداد لمشروع القرار، واضاف ان من الواضح أن الاميركيين كانوا يعلمون بإجراء مناقشات سرية، وانهم حين علموا قالوا لنا "يجب ان تعرفوا أننا لا نحب ما تفكرون فيه ولا نريدكم أن تطرحوه".
وأضاف ان مشاورات الدبلوماسيين من ست دول من الدول الاعضاء غير الدائمين في مجلس الامن الدولي كانت في مراحلها الاولى " فلم نكن بعد قد حاولنا الحصول على موافقة حكوماتنا"، وانه لم يكن أحد يعلم بمحتوى الوثيقة عدا من حضر الاجتماع. و فاجأتنا سرعة تدفق المعلومات الى مقر البعثة الاميركية. اذ" كان الاجتماع في المساء ، وفي الصباح اتصلوا بنا قبل اجتماع لمجلس الامن ليقولوا لنا " نحن نقدرسعيكم لوضع افكار جديدة، لكن هذه ليست فكرة جيدة ابدا. قلنا لهم شكرا، حسن منكم ان تبلغونا بذلك. فقط كنا نحاول التوصل الى حل وسط ، فقالوا لنا لا تحاولوا ذلك".
ويأتي تصريح المبعوث المكسيكي السابق في أعقاب اعلان جوان فالداس مبعوث تشيلي السابق لدى الامم المتحدة بأنه قد وجد دليلا قويا على التنصت على بعثة بلاده في نيويورك في أذار(مارس) الماضي.
وتتضافر هذه التصريحات لتزيد من حرج الحكومة البريطانية خاصة مع عجزها حتى الآن رغم محاولاتها المستميتة عن اخماد التساؤلات في البلاد حول اسلحة الدمار الشامل في العراق .
وعلمت الاوبزرفر أن مسؤوليين حكوميين يدرسون جديا اسقاط التهم الموجهة الى كاثرين غان خوفا من أن تكشف محاكمتها عن اسرار تحرج الحكومة واجهزة الاستخبارات البريطانية، او أن تضطر الحكومة الى الكشف عن المشورة القانونية التي شنت على اساسها الحرب ضد العراق ، وهي مشورة (ملتبسة) على أحسن تقديرعلى حد تعبير أحدهم للصحيفة.
كذلك تخشى اوساط حكومية من ان ينظر الشعب الى المترجمة الشابة على انها انسانة وطنية تحركت عن مبدأ لكشف عملية غير قانونية لا كمواطنة افشت اسرار الدولة، خاصة وان عددا من الشخصيات العالمية قد تبنت قضيتها ومن بينها نجوم في هوليوود ومدافعون عن الحقوق المدنية وأعضاء في مجلس الكونغرس الامريكي، ومن بين هؤلاء الممثل الامريكي شون بن الذي وصف غان بأنها بطلة الروح الانسانية.
وكانت الحكومة المكسيكية قد أكدت الاسبوع الماضي انها تقدمت باستفسارات دبلوماسية الى جاك سترو وزير الخارجية البريطاني تطالب فيها بتوضيح ما اذا كان لمقر الاستخبارات صلة بالتجسس على حلفاء في الامم المتحدة، وأنها لا تزال في انتظار الرد.
وامتنعت وزارة الخارجية عن الرد على تساؤلات "ايلاف" حول القضية على اساس انها لا تعلق على مسائل استخبارية. غير أن مينزس كامبل مسؤول الشؤون الخارجية في حزب الاحرار الديموقراطيين ثالث اكبر حزب في البلاد طالب وزير خارجية بلاده بتوضيح دور بريطانيا في مسالة الاستخبارات هذه على اساس انه اذا كان يدري بها وانها تمت بتفويض من وزارته فتلك مصيبة واذا كان لم يدر فمن رخص بها اذن.
ومع قرار المبعوث المكسيكي السابق وضع كتاب عن خبراته أثناء عمله في الامم المتحدة والذي يتوقع ان يكشف تفاصيل اخرى عن الممارسات الامريكية البريطانية في الشهور السابقة على الحرب، فان جهود توني بلير لحرف الانظار عن العراق بالتركيز على الشؤون الداخلية في البلاد تبدو محكوما عليها بالفشل .













التعليقات