ناصر العتيبي من الكويت: أثارت اوراق الشيخ سعود الناصر عن الغزو والتحرير التي نشرتها "القبس" على حلقات ردات فعل في الوسط السياسي داخل الكويت وخارجها.
وتلقت "القبس" سيلا من الاتصالات تثني على ما ورد في اوراق الشيخ سعود عندما كان سفيرا للكويت لدى الولايات المتحدة، كما اكد عدد من الوزراء والنواب والمسؤولين أن اوراق سعود الناصر سبرت اغوار حقبة مهمة من تاريخ الكويت وكشفت حقائق لا بد ان تحتل ركنا مهما في الذاكرة الكويتية لأن التاريخ اثبت صحة مقولة ان التاريخ يعيد نفسه. كما كانت هناك مطالبة بضرورة فتح ملف مواقف الاسلاميين اثناء فترة الغزو.
وقد كان لافتا الضجة التي اثيرت بشأن دور "الاخوان المسلمين" اثناء فترة الغزو اذ كشف الشيخ سعود عن موقف هذا التيار السياسي المعارض لاستخدام القوة لتحرير الكويت، وعلق د. طارق سويدان الذي كان ضمن اعضاء الوفد اثناء الاجتماع العاصف مع سعود الناصر في السفارة الكويتية في واشنطن نافيا ان يكون الوفد الذي ضم ايضا د. اسماعيل الشطي وشخصا من آل العتيقي قد طلب 50 مليون دولار لتسويق شعار لا "لاستخدام القوة لتحرير الكويت". وقد رد السفير عبدالعال القناعي الذي كان حاضرا اللقاء، مؤكدا ما ذكره الشيخ سعود. بينما اشار د. علي الطراح الذي كان يدير المكتب الثقافي في ذلك الوقت باختصار شديد الى لقاء جمع الوفد الشعبي الكويتي مع مساعد وزير الخارجية الاميركي كيلي وظهر فيه تباين المواقف بشأن استخدام القوة.
الى ذلك علمت "القبس" ان السفير الاردني محمد القرعان التقى مدير ادارة الوطن العربي السفير فيصل المشعان وبحث معه ما ورد في اوراق الشيخ سعود الناصر.
وذكرت المصادر ان لقاء القرعان بالمشعان كان للاستفسار منه فقط، مع التأكيد على حرية الصحافة في الكويت، وان ما جاء بحق الملك الاردني الراحل حسين بن طلال من شخص لا يمثل الحكومة الآن يمثله ويمثل آراءه الشخصية.
واشارت المصادر الى ان الاردن ليس منزعجا وانما لقاء القرعان واستفساراته من باب العتب الذي هو على قدر المحبة.
وتلقت "القبس" من رئيس الهيئة التنفيذية للاتحاد الوطني لطلبة الكويت طارق الكندري التعليق التالي على اوراق الشيخ سعود الناصر عن الغزو والتحرير. وفي الآتي نص بيان اتحاد الطلبة:
"لما كان قد نشر في صحيفتكم الموقرة بتاريخ 7/3/2004 عدد رقم 11040 الذي تضمن لقاء للشيخ سعود الناصر الصباح تحت عنوان "الشيخ سعود الناصر يكشف اوراقه عن الغزو والتحرير" تطرق فيه لدور الحركة الطلابية الكويتية بالتشويه والافتراء، ونحن اذ نحفظ حقنا في الرد على ما ورد باللقاء نتقدم اليكم بهذا الخطاب مرفقا به الرد برجاء التكرم بالنشر وفقا لقانون النشر وحرية الرأي.
بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير خلق الله محمد بن عبدالله وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين.. اما بعد..
يؤسف الهيئة التنفيذية في الاتحاد الوطني لطلبة الكويت ما ورد من عبارات ومعلومات على لسان الشيخ سعود الناصر الصباح الوزير السابق والسفير الاسبق في الولايات المتحدة الاميركية اثناء الغزو العراقي الغاشم، حول دور الحركة الطلابية الكويتية متمثلة بالاتحاد الوطني لطلبة الكويت فرع الولايات المتحدة الاميركية اثناء الغزو العراقي الآثم على البلاد.
ففي الوقت الذي تتفاخر فيه الدولة بدور ابنائها الطلبة ممثلين بالاتحاد الوطني لطلبة الكويت عبر فروعه المختلفة في العالم سياسيا وثقافيا وعلميا، وفي الوقت الذي تتفاخر الدولة امام المحافل الدولية والعالمية بدور ابنائها البررة في حماية ارضهم والدفاع عن عرضهم وحمل رسالة الوطن ومناهضة الاحتلال داخل الكويت وخارجها.
وفي الوقت الذي تتوج البلاد بدماء ابنائها الشهداء والاسرى من الشهداء.
في هذا الوقت وبعد 13 عاما من التحرير و41 عاما على الاستقلال يخرج علينا سعود الناصر بادعاءات وتهم باطلة جملة وتفصيلا، يشوه فيها ومع الاسف امام الملأ دور الحركة الطلابية الكويتية الريادي الذي لايزايد فيه احد اثناء الاحتلال العراقي الآثم على دولتنا الحبيبة الكويت وانتصارا للحركة الطلابية الكويتية وأبنائها ودحضا لما ورد على لسان الشيخ سعود الناصر الصباح في لقائه في صحيفة القبس نورد الآتي من الحقائق التي يفخر بها كل كويتي كان بالخارج في دور الحركة الطلابية الكويتية في الولايات المتحدة الاميركية وكافة فروعه اثناء الغزو العراقي الغاشم، ان الاتحاد الوطني لطلبة الكويت بقيادته هو اول جهة شعبية اصدرت بيانا مستنكرا الغزو الآثم في الساعة التاسعة من صباح اليوم الاول للغزو في مقر الاتحاد الوطني لطلبة الكويت ببريطانيا، ان مقر الاتحاد الوطني لطلبة الكويت في بريطانيا كان مقرا للحكومة الكويتية.
وان الاتحاد هو اول من قام بمؤتمر في الولايات المتحدة الاميركية اثناء الاحتلال هدف من ورائه تجميع الجهود الكويتية في الخارج وتوحيد رسالتهم امام العالم، وانه في 28/9 قاد تظاهرة كويتية طلابية شعبية في واشنطن امام الرئىس الاميركي تأييدا للامير صاحب السمو الشيخ جابر الاحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه وبحضور سمو رئىس مجلس الوزراء الحالي الشيخ صباح الاحمد، ولا ننسى ان اعضاء الاتحاد الوطني لطلبة الكويت قد تركوا دراستهم، وهذا واجبهم، وانخرطوا في تجميع الجهود لنصرة القضية الكويتية العادلة.
وان الاتحاد اول من عرض فيلما وثائقيا عن الكويت امام العالم واكثر من 50 منظمة في الولايات المتحدة، ونؤكد للتاريخ انه لم تخل دفعات الفرق الاميركية لخوض حرب التحرير من عضو واكثر من اتحاد الطلبة في الولايات المتحدة، وان الاتحاد الوطني لطلبة الكويت هو من قام باعداد استمارات التطوع للكويتيين في صفوف الجيش الاميركي، وان الاتحاد اقام حفل تكريم للمتطوعين من الطلبة الكويتيين في الجيش الاميركي.
ورغم كل ذلك وللاسف فقد نسي الشيخ سعود الناصر كل هذه الحقائق واكثر، ولم يتذكر انه وفي اليوم الاول من التحرير بدلا من ان يبارك السفير المحترم للطلبة الكويتيين على تحرير ارضهم وبلادهم من دنس العدو فقد قام برفع سماعة الهاتف مطالبا الاتحاد بالخروج من السفارة وحمل حاجياتهم خارج السفارة وهل نسي الشيخ سعود الناصر انه قد قام بوقف رواتب الطلاب اثناء الاحتلال مخالفا لقرار الطائف وارغم بإعادة الرواتب للطلبة فان كان هو قد نسي فتاريخ الحركة الطلابية الكويتي المشرف لم ينس وستظل المواقف البطولية المشرفة الناصعة لا تقبل مجالا للشك، والتي توجت بعدة لقاءات مع صاحب السمو امير البلاد اثنى فيها على جهود الاتحاد اثناء الغزو وكذلك برقية سمو ولي العهد الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح للاتحاد الوطني لطلبة الكويت مثمنا جهوده ودوره المشرف اثناء فترة الاحتلال.
وفي الختام..تؤكد الهيئة التنفيذية للاتحاد الوطني لطلبة الكويت انها لن تصمت امام سطور حاول قائلها تشويه صورة الحركة الطلابية الكويتية، وان الهيئة التنفيذية تحتفظ بحقها الكامل امام القضاء الكويتي العادل الذي سيحفظ حق ابناء الحركة الطلابية الكويتية من سطور الكذب والتشويه، ولكن ما عسانا ان نقول ان كان ابناء الحركة الطلابية الكويتية قد وقعوا فريسة لاحقاد وتداعيات سابقة للشيخ سعود النصار مع الاسلاميين في مواقف مختلفة.
وتلقت القبس ايضاحا من حسين القطان نيابة عن عائلة القطان حول ما ورد في الحلقة الرابعة لاوراق الشيخ سعود الناصر وجاء في الايضاح ما يلي:
لاشك في ان صحيفتكم رائدة في مجال كشف الحقائق للقراء ومداومة على ايصال المعلومة الى متابعيها جلية واضحة لا يشوبها اي دفن للحقائق او طمس للوقائع.
ولا شك ايضا انكم على دراية بأهمية الدقة في تحرير الكلمات والانباء من افواه اصحابها لا يغطيها اي رداء تضليل او حجاب تشويه، خصوصا اذا كانت هذه الكلمات تؤرخ لمرحلة سياسية فاصلة في تاريخ شعبنا الحديث، وان مرحلة الغزو العراقي لبلادنا تمثل علامة فارقة ليس في مسيرة تطورات الاحداث في الكويت والعراق والشرق الاوسط، بل في العالم كله.
من هنا احببت انا حسين علي ناصر القطان، نيابة عن عائلة القطان الكرام (الشعب) ان اقف في ردي هذا الذي اتمنى منكم نشره، وقفة توصل لكل ذي حق حقه، وتنسب الى احد رجال مقاومتنا الباسلة ابان احتلال الوطن ما يجب ان ينسب اليه من بسالة وشجاعة وقوة عزيمة وشدة بأس في مواجهة الاخطار مهما عظمت، لانه يعلم ان حماية الوطن اعظم.
ورد في حديث الشيخ سعود ناصر الصباح في الحلقة الرابعة من فتحه لاوراق الغزو والتحرير كلام في الفقرة الاولى يفيد بالتالي: "اثناء الاحتلال كان لنا اتصالات شبه يومية مع المقاومة الكويتية في الداخل وذلك عن طريق اجهزة اتصالات خاصة قمنا بشرائها من اميركا وارسلناها الى المقاومة عبر السعودية، وكنت على اتصال بشقيقي صباح والاخ الشيخ علي السالم الذي كان ضمن افراد المقاومة، كما كان هناك اتصال بين وسائل الاعلام الاميركية وعلي السالم لاطلاعهم على حجم الدمار الذي كان يحل بالكويت والوحشية التي مارسها النظام العراقي ضد الكويتيين".
ما سلف كان افادة واردة على لسان سعود الناصر في عدد صحيفتكم الصادر في تاريخ 2 مارس 2004 في الصفحة العاشرة.
من حيث المكان والشخصيات يظهر ان سعود الناصر قد اغفل في سرده لرواية مهمة تتعلق بكيفية الاتصال بين المقاومة والقيادة الكويتية في الخارج والقوات الاميركية، اذ كان ابن اخي مصطفى ناصر علي القطان، وهو شاب مبدع في مجال الاتصالات، حائز على شهادة البكالوريوس في الهندسة الالكترونية، اول من اقترح فكرة استخدام جهاز اتصال بواسطة الاقمار الصناعية يخص شخصيات يستخدم عند سفرهم الى البلدان التي لا تملك اتصالات دولية.
وبعد الغزو العراقي لوطننا داومنا على عقد اجتماعات صباحية ومسائية في ديواننا نتباحث فيها ما يمكننا تنفيذه من اعمال مقاومة وتقديمه من مساعدة لاهل الوطن، وفوجئنا يوما بدخول الشيخ علي السالم وخالد الوزان والوزير والنائب السابق علي احمد البغلي الذين ابدوا استعدادهم وعزمهم على الاشتراك في أي اعمال تفيد الوطن وتضرب الغزاة، وهنا طرح ابن اخي الاسير حاليا والذي كان يعمل قبل الغزو في وزارة المواصلات في محطة ام العيش، فكرة الاستعانة بجهاز اتصال يعمل بالارتباط مع الاقمار الصناعية، وكان مصطفى القطان يتذكر ان واحدا من الاجهزة في البلاد كان متواجدا في بيت بنت الشيخ مشعل الاحمد الصباح في النزهة، وفعلا توجه مصطفى القطان والشيخ علي السالم الى البيت في النزهة وطلبا من احد خدمه تسليمهم الجهاز، وبعد ان حصلا عليه نقله مصطفى القطان في سيارته الى بيت رضا علي نقي في منطقة مشرف، كان مصطفى القطان الوحيد الذي يعرف طريقة فك الشيفرة لتشغيل الجهاز وارسال المكالمات والفاكسات والتلكسات منه واستقبالها عبره، فنجح في الاتصال بحكومة الكويت في السعودية واستقبل منه مكالمات وفاكسات مهمة وفتح بذلك قناة اتصال مع الحكومة والقوات الاميركية والاعلام المتعطش حينها لمعرفة ما يدور في الكويت، انتقل مصطفى القطان بالجهاز من بيت الى اخر حيطة منه وحذرا من توصل الغزاة الى مكانه لما كان يشكله هذا الجهاز من اهمية في التواصل مع القيادة خارج البلاد، الى ان اجرى منه الشيخ سالم العلي اتصالا مع قناة CNN الاخبارية، وحينها ثار غضب القوات العراقية على اعلى مستوياتها فسعوا جاهدين لمعرفة كل من يملك خبرة في مجال تشغيل مثل هذه الاجهزة.
كان صيت مصطفى القطان في مجال الاتصالات ومهارته في الصناعات الالكترونية كبيرا، وخصوصا انه معروف بين اوساط كبيرة في بلدنا الصغير انه شارك في دورة متخصصة بهندسة الاتصالات السلكية واللاسلكية في اليابان، وكان هذا الخيط الذي امسك به العراقيون واستدلوا منه على ان لا شك في ان مصطفى القطان هو من يتكفل بتشغيل هذا الجهاز، وهي معلومة قدمها الى اجهزة المخابرات العراقية شخص فلسطيني الجنسية يدعى "يوسف" الموالي لجيش صدام كان يعمل في الوزارة.
من كثرة شغف مصطفى وحرصه على تحقيق فائدة جمة من هذا الجهاز الذي كان يعتبر وقتها سلاحا فتاكا اكثر من اي نيران تصوب الى العراقيين كان يتجول بسيارته ويرسم مخططات للنقاط العسكرية العراقية والمعسكرات الثابتة ومواقع انتشارهم ويبعثها عبر الجهاز الى السعودية حيث كانت تتسلمها منه جهات كويتية متخصصة وعدنان القبندي شقيق الاسيرة اسرار.
في ليلة التاسع من نوفمبر عام 1990 وتحديدا في الساعة الحادية عشرة ليلا، حاصر حوالي اربعين عسكريا من الجيش والمخابرات العراقية منزلي، انا حسين القطان عم الاسير مصطفى في منطقة الشعب، وكانوا مدججين بكل انواع الاسلحة، لم يجدوا مصطفى ابن اخي في منزلي بعد تفتيشه، توجهوا الى منزل اخي والد الاسير واقتحموه وصعدوا الى الطابق الثاني وسألوا مصطفى عن هويته فلم يخف عنهم من يكون واقتادوه بملابس النوم بعدما احكموا اغلاق عينيه بعصابة سوداء ولم يكتب لعيوننا ان تراه الى اليوم.
ونحن ندعو الله تعالى ان يفرج اسره وكل كويتي لا يزال قابعا تحت نير السجن والفقدان، ولكن والله لا نجزع من نبأ انضمامه الى موكب الشهداء، فإنما هو هدية نقدمها الى تراب هذا البلد الغالي لنوفيه بعضا من حقه، ونحتسب الله تعالى ونصبر ليوفينا اجور الصابرين، ولكن ما يزعجنا ويدمي قلوبنا اكثر مما هي نازفة على غياب ولدنا العزيز ابن اخي طوال هذه السنين بخس حق من حقوقه وتجاوز اسمه عند تدوين لائحة باسماء ابطال المقاومة كل في موضعه وحسب شأنه وخبرته.
صحافة أردنية: نزوة.. لن تفسد القضية
وكان لأوراق الشيخ سعود الناصر التي كشفت عن دور للملك الراحل حسين في غزو الكويت صدى في الصحافة الاردنية، وقد علق الكاتب سمير الحياري على اوراق سعود الناصر في مقال "ذكريات الشيخ سعود.. النبش المغلوط والمشبوه".
واعتبر انه "في عرفنا الحديث من قاموس سيدنا عبدالله الثاني، سنعتبر ما قيل نزوة.. والمكاشفة لا تفسد للود قضية".
&(القبس) الكويتية













التعليقات