&

غيرسند رامبورغ من&واشنطن: تدل الصور المروعة التي بثتها محطات التلفزة للاميركيين الاربعة الذي قتلوا في الفلوجة ومثلت الجموع بجثثهم على توجه متزايد للاستعانة بالمدنيين في مهمات امنية في العراق بما يسمح للقوات الاميركية من تخفيف عديدها تدريجا في هذا البلد.
&وقد بدأ دور هؤلاء المدنيين الذين تستخدمهم شركات متخصصة يتسع بشكل غير مسبوق منذ احتلال العراق في نيسان/ابريل 2003 وهم في معظمهم شرطيون او جنود سابقون في القوات الخاصة يسعون وراء مكاسب كبيرة واجور تزيد عن 15 الف دولار شهريا.
&لكن الاستعانة بهؤلاء المدنيين مهمة محفوفة بالمخاطر كما يرى العديد من خبراء الدفاع، فهم عموما اقل دراية من العسكريين بالمخاطر التي يواجهونها والمناطق التي يتعين عليهم تجنبها مع انهم يواجهون الغضب نفسه كقوات احتلال من قبل المقاومة العراقية.
&الخبير الدفاعي الستير موريسون الذي يعمل لشركة كرول الاميركية المتخصصة في امن المؤسسات في الاماكن الخطرة (مركزها لندن) يقول "بدأ المدنيون في الاسابيع الاخيرة يتحولون الى اهداف .. للساعين الى زعزعة الاستقرار، لانهم يساعدون الاميركيين المحتلين".
&والضحايا الاربعة الذين قتلوا في كمين الاربعاء ومثلت الجموع بجثثهم كانوا يعملون لشركة بلاكووتر سيكوريتي كونسلتينغ التي تؤمن الحماية لقوافل الغذاء وتفكيك العبوات الناسفة او توفير الحماية للحاكم المدني الاميركي بول بريمر.
&وقد تاسست هذه الشركة عام 1996 في كارولاينا الشمالية من قبل جندي اميركي سابق في البحرية الاميركية وهي مدينة بنجاحها لوزارة الدفاع الاميركية البنتاغون التي راحت تستعين اكثر فاكثر بالمدنيين في العديد من مهامها.
&ومنذ 2002 تمكنت الشركة من نيل عقود بقيمة 57 مليون دولار وفق الصحف الاميركية التي نقلت هذه الارقام عن مصادر حكومية.
&وقد اخذت ظاهرة استعانة الجيش الاميركي بالمدنيين وتيرة متسارعة في السنوات العشر الماضية مع انتهاء الحرب الباردة ثم مع حرب العراق كما يؤكد لوكالة فرانس برس لورنس كورب المساعد السابق لوزير الدفاع الاميركي في ظل رئاسة رونالد ريغان.
&ويوضح كورب "الامر يبدو اقل كلفة للحكومة لانها توفر كل النفقات الاضافية فيما لو كان المستخدمون عسكريين كما انه يتيح مرونة اكبر ويريح القوات المسلحة من طرح السؤال الدائم هل يجب خفض عديد الجيش .. فالمدنيون ينهون عقودهم وينصرفون وهذا كل شيء".
&وعلى سبيل المثال فان شركة هاليبرتون هي التي تتولى حاليا اطعام الجيش الاميركي ما يسمح للعسكريين الذين كان يفترض ان يعملوا في المطبخ العمل في الوحدات المقاتلة.
&واستنادا الى كروب نفسه فان 15 مليار دولار من اصل الثمانية عشر مليارا التي رصدت في الموازنة الاخيرة لجهود اعادة الاعمار تذهب للامن. وحاليا هناك واحد من كل عشرة اميركيين في العراق مدني اي ان هناك بين 10 الاف و 15 الف غالبيتهم يعملون في مجال الامن.
&ويشير كورب الى ان هناك دوافع سياسية ايضا وراء استبدال المدنيين بالعسكريين "فالصدمة على بشاعتها ليست نفسها على الراي العام لو كان الاميركيون الذين قتلوا ومثل بجثههم في الفلوجة عسكريين، فالمدنيون لم يرسلوا الى هناك كالعسكريين وانما توجهوا الى العراق بملء ارادتهم".
&ورسميا لا تحتسب وزارة الدفاع ضحايا المتعاقدين المدنيين بين ضحايا الحرب التي تخوضها.
&ويشير بيتر سنغر الخبير لدى بروكينغ انستتيوشن الذي اصدر كتاب "المحاربون المدنيون" الى ان ثلاثين من هؤلاء على الاقل قتلوا واصيب 180 ثمانون اخرون بجروح منذ اذار/مارس 2003 بدء الحرب على العراق.