اعرب الرئيس السوداني الفريق عمر حسن البشير والعاهل الاردني عبد الله الثاني في ختام محادثاتهما في الخرطوم اليوم عن "قلقهما ازاء تدهور الاوضاع الامنية في العراق" واكدا ضرورة عقد القمة العربية "في اقرب فرصة"، اما في بغداد اعتبرت هيئة علماء المسلمين ان ما يجري في العراق من عمليات عسكرية ضد المدنيين في المدن السنية والشيعية هو "وصمة عار" في جبين قوات الائتلاف.و مجلس الحكم يصدر غدا بيانا حول "جميع ملابسات" اعتقال مساعد مقتدى الصدر.
ففي&بيان مشترك صدر في ختام زيارة العاهل الاردني التي استغرقت 24 ساعة للخرطوم ان البشير والملك عبد الله اعربا عن "قلقهما ازاء تدهور الاوضاع الامنية في العراق" وعن أملهما في "انهاء معاناة الشعب العراقي وانهاء حالة الاحتلال واعادة الاستقرار لكي يعود العراق الي موقعه الطبيعي في الساحة العربية".
وناشد العاهل الاردني والرئيس السوداني "جميع فئات العشب العراقي العمل على تعزيز وحدة العراق الوطنية ورص الصفوف في وجه جميع المحاولات الرامية الى غرس بذور الفتنة والخلافات بين مكونات الشعب العراقي".
واكدا اهمية قيام الامم المتحدة "بدور محوري في العملية السايسية في العراق لاسيما في ما يتعلق بانهاء الاحتلال والاشراف على عملية تسليم السلطة للعراقيين".
كما شدد البيان على ان "الاوضاع العربية الراهنة والتحديات المحدقة بالامة تتطلب موقفا عربيا موحدا ينبع من رؤية مشتركة لعقد القمة العربية في اقرب فرصة ممكنة لتعزيز وحدة الصف (...) في هذه الظروف الصعبة التي تهدد امن وسلامة جميع الدول العربية".
كما جددا "موقفهما المبدئي تجاه مكافحة الارهاب والتعاون مع المجتمع الدولي لاجتثاث عناصرة" لكنهما اكدا ضرورة "الاتفاق على تعريف محدد ودقيق لمفهوم الارهاب".
وفي بغداد اعتبرت هيئة علماء المسلمين ان ما يجري في العراق من عمليات عسكرية ضد المدنيين في المدن السنية والشيعية هو "وصمة عار" في جبين قوات الائتلاف.
وقالت الهيئة في بيان& "ما يجري الان في بغداد في الاعظمية والكاظمية ومدينة الثورة والشعلة والنجف الاشرف وفي الفلوجة وفي مدن عراقية اخرى من استهداف المدنيين من ابناء وطننا وحصارهم بالدبابات وقذفهم بحمم الطائرات لهو وصمة عار على قوات الاحتلال".
وطالبت الهيئة قوات الائتلاف ان "تكف يدها عن ابناء وطننا في هذه المدن كافة".
ودعت دول العالم والدول العربية منها خصوصا الى "ادانة الاعمال العدوانية للاميركيين والوقوف جنبا الى جنب مع الشعب العراقي في محنته".
كما دعت الهيئة الاخضر الابراهيمي مبعوث الامين العام للامم المتحدة كوفي انان ان "يكون له موقف واضح من هذه الاحداث الجسام ولاسيما وقد ساقه القدر الالهي ليكون شاهدا عليها".
وطالبت الهيئة من العراقيين "مناصرة بعضهم بعضا والتزام سبيل الوحدة واللجوء الى الله بالدعاء من خلال القنوت في الصلاة ليكشف الله عنهم ظلم الظالمين".
وقد اكد مسؤولون في مجلس الحكم الانتقالي في العراق اليوم&ان بيانا سيصدر خلال 24 ساعة لتوضيح جميع ملابسات عملية اعتقال مصطفى اليعقوبي مساعد رجل الدين الشيعي المتشدد مقتدى الصدر والتي اشعلت المواجهة بين انصار الصدر وقوات الائتلاف.
وقال عضو مجلس الحكم غازي عجيل الياور للصحافيين ان "بيانا سيصدر خلال الاربعة والعشرين الساعة القادمة من جهات قضائية يوضح جميع ملابسات موضوع اعتقال مصطفى اليعقوبي، احد مساعدي مقتدى الصدر".
واضاف ان "اليعقوبي شخص مشتبه به والتهمة ليست ثابتة بحقه لان المحكمة لم تقرر ذلك بعد".
واوضح الياور ان "التحقيقات تعود للشهرين الماضييين لكنهم لم يتمكنوا من القبض عليه الا قبل ايام قليلة".
وقال "نحن في مجلس الحكم اطلعنا اليوم عن الموضوع عن كثب وبالتفاصيل ولسنا جهة تؤثر بسير القضاء ولا نتدخل في التحقيقات ولايجوز لنا ان نتدخل فيها لاننا اردنا فهم خلفيات الموضوع".
واضاف "كنا نتمنى ان لا تصل الامور الى هذا الحد لان مقتدى الصدر كان خلال المدة الماضية يقود الامور ببراعة وباسلوب سلمي ونحن لا نمانع ان يخرج الجميع ويعبروا عن رأيهم بشرط عدم استخدام العنف والاعتداء على حريات الاخرين".
واشار الياور الى ان "هذه الامور ستؤذي العراق وليس قوات التحالف". واضاف "نحن اليوم تحت الاحتلال وسلطة التحالف هي الحاكم في البلد وكل الناس تدري ان اي قانون لا يكون ساريا الا بعد توقيعه من قبل رئيس سلطة الائتلاف (بول بريمر)".
&وقال ان "السيد مقتدى من عائلة كريمة ونتمنى ان يكون مشارك داخل المضمار وليس من خارجه".
ومن جهته، اكد اياد علاوي عضو مجلس الحكم ورئيس اللجنة الامنية ان "من يحترم السيادة عليه ان يركن للهدوء ولا يفرض امر واقع تحت وطأة السلاح واراقة الدماء".
واوضح ان "الشعب العراقي هو الذي سيقرر في صناديق الاقتراع من يريد ان يحكمه لانه لم يتبق للانتخابات سوى ستة اشهر".
وفيما اذا كان هذا الكلام يعني ان لا حوار مع الصدر ، قال علاوي "طبعا، كيف نتحاور، نحن رفضنا التحاور مع صدام فنحن قوى سياسية قاتلت في شوارع العراق واعدم منا مئات الاف الشهداء".
واشار علاوي الى ان "هناك ارهابيين يحاولون النيل من العراق ونحن لن نسمح لهم بتحقيق ذلك فنحن ناضلنا من اجل العراق طويلا ولن يخيفنا شيء من هذا القبيل".
واكد ان "من يريد التظاهر بشكل سلمي فاهلا وسهلا به اما من يريد ان يؤذي العراقيين فهناك كلام اخر".
وتساءل علاوي يقول "هل اعترض احد على التظاهرات السلمية العديدة التي حصلت منذ سقوط نظام صدام؟".&