&
طارق ضاهر من بيروت: حصرياً على "ميلودي" جديد مروى "مطرب حمبولي".. حسناً لنتابع.. كيف سيكون هذا الحصري وبماذا سيختلف عن "أمّا نعيمة" ومن بعده "ما اشربش الشاي". قدمان أنثويتان تدخلان إلى ما يشبه الحانة. وبشكل تصاعدي، تبدأ الكاميرا بتعريف المشاهد شيئاً فشيئاً على صاحبة
"القد الممشوق"، لتبدأ بعدها الوصلة الغنائية الراقصة التي تقدّمها وحيدة بين جموع الرجال المتواجدين في الداخل.
لماذا دخلت إلى ذلك المكان وماذا تفعل كأنثى وحدها بين هذا الجمع؟، لا أحد يعلم إلا إذا أعلنوا عن مسابقة عنوانها "إحزر واربح". وقد تتطوّر للإعلان عن جائزة كبرى تفوق الأولى إذا استطاع
أحد أن يفسّر الكلمات التي ترددها الفنانة التي حظيت بعرض حصري على قناة موسيقية هامة. "مطرب حمبولي" هما الكلمتان الوحيدتان اللتان يستطيع أن يخرج بهما مشاهد الفيديو كليب وهو على ثقة عمياء بأنهما تشيران إلى عنوان الأغنية، وغير ذلك فعليه الاعتماد على، إما سرعة بديهته التي لن تُفلح على ما يبدو مئة بالمئة، أو على حظه تاركاً الأمور تسير "على الله".
المرة الأولى من مرور الكليب.. "سامبا ورومبا" هما الحصيلة الأولية لفهم كل ما يدور في الأغنية من كلام بعد التعرّف على عنوانها وصاحبتها.. لا بد من إعادة التجربة فور مرورها مرة أخرى.. ها هي من جديد.. قليل من التركيز رجاءً.. "سامبا ورومبا".. لم يتغير شيء.. هل من حاجة لمرة ثالثة؟.. حسناً لتكن الثالثة علها تكون ثابتة.. لا فائدة.. المقدرة الذهنية لا تستوعب أكثر من الكلمتين السابقتين.. أي مفتقر لأصول الكلام الفني أنا!..
حسناً.. لندع الكلام جانباً، فقد يكون الحل في مراقبة الأداء الذي يمكنه أن يوصل الرسالة بطريقة أسهل وأسرع. السيدة في الحانة. لباسها شعبي. الرجال كثيرون. ترقص بينهم و"الدلع" ينقط منها حتى الطوفان. تعطي هذا "هزة وسط"، وتلقي على ذاك "نظرة غنج". فكّها لم يعد لها. الكلمات تنساب من شفتيها "بالعافية". ليكن الله بعونها في كل شيء.. حتى في قدرتها على تحمّل الثوب الوحيد الذي ارتدته طوال فترة التصوير وكاد أن يخنقها لشدة التصاقه بجسدها.
ديوك تتصارع وسط حماسة المشجعين، وهي طبعاً تقف بينهم، لكنها غير مكترثة. هل هو إيحاء ما بأن الديوك تتصارع من أجلها؟.. ربما.. فهي "سكّر".. أستحق التهنئة هنا، فقد استطعت أن أحفظ كلمة جديدة تضاف إلى السابقتين "السامبا والرومبا"، وأصبحت جملتي الجديدة "سامبا ورومبا وسكّر".. ربما أجد العسل في المرة المقبلة وأفتح محلاً للبقالة عندها.. هذا هو الحل إذن.. أن أعيد المشاهدة أكثر وأكثر حتى أستطيع فك الرموز.. لن تستغرق العملية، على أقل تقدير، أكثر من عشرين إلى ثلاثين مرة من إعادة المشاهدة.. وعندها يكون حلّها ألف حلّال.
لنسلّم جدلاً أن الفرد استطاع أن يتفوّق على نفسه وشاءت الأقدار أن يحفظ الأغنية ويفهم معانيها، ولكن هل سيستطيع مع ذلك ان يفهم المغزى من الفيديو كليب؟.. أو المغزى الأكبر من الطريقة التي تؤدي بها مروى الأغنية؟.. تلك الطريقة التي لم تتخلى عنها منذ انطلقت إلى الساحة الفنية وأثارت معها عاصفة من ردود الفعل حول الحصيلة النهائية لأعمالها، خصوصاً إذا عدنا إلى ما تناولته الصحف سابقاً عن بوادر خلاف ظهرت في الافق بين الفناة الكبيرة ليلى نظمي الشهيرة بأغنياتها الشعبية، وبين مروى حول اغنية "اما نعيمه". وتردد أنه بعدما شاهدت نظمي فيديو كليب مروى في اغنية "اما نعيمه" اعتبرت ان هذا ليس من حقها، وهو اعتداء واستغلال لنجاح الاغنية.
ومع هذا الأداء الغريب لمروى، نتفاجأ بالكلمات التي تُعرّف بها في الموقع الالكتروني الخاص بها على أنها "نجمة تسطع في دنيا الفن والأغنية العربية ، صوتها جميل هادىء يحمل في نبراته روعة الإطلالة وحلاوة الأداء . لها حضور لافت وطلة فاتنة وضحكة ساحرة .
مروى تغني الطرب الشعبي وكأن في صوتها العذب جرح لا ينتهي يشتعل بالعاطفة والحنان ويمتلىء بالأحاسيس الدافئة . برزت موهبتها الفنية وهي في الثامنة من عمرها من ضمن النشاطات الموسيقية المدرسية حيث كانت تعزف على آلة الأكورديون وقد شجعها والدها في بداية مشوارها . بدأت مروى تغني لشاديا وليلى نظمي ووردة الجزائرية وقد شبه بعض الملحنين صوتها بصوت ليلى نظمي وشادية . لكن مروى تميزت بلونها الخاص بعد أن ثقلت صوتها ونمّت موهبتها بالدراسة الموسيقية على يد الأستاذ فؤاد عواد لتنطلق بحلّة جديدة متميزة بالرقة والعفوية والقدرة على الأداء لتستطيع أن تؤدي اللون الخليجي واللبناني والمصري وحتى الأجنبي. وتعلمت العزف على آلة الأكورديون والبيانو والساكسوفون . وتحب تصميم الأزياء وتنسيق الألوان والتمثيل . هواياتها : الرسم وركوب الخيل والسفر والقراءة . شعارها في الحياة : ما أراه هو ما أحققه، " "What I see is what I get. حكمتها في الحياة : لسانك حصانك إن صنته صانك".
فالصفات المذكورة تبدو بعيدة عما تُظهره الفنانة التي ما زالت تخطو خطواتها الأولى، وإذا كانت الحقوق الحصرية هي السبيل الحقيقي للنجاح، فلتعُد إلى حقوقها المكتوبة في موقعها الخاص علّها تظهر بالحلة الصحيحة.
&