عبد الستار رمضان

&
&
الذي يبحر في عالم الانترنت ويتصفح المواقع والجرائد والمجلات الموجودة على الشبكة سوف يشعر بالتعب والإجهاد يدب فيه بعد فترة من هذا البحث المتواصل خصوصا للذين يبدؤن علاقة جديدة مع جهاز الكومبيوتر أو الحاسوب الذي إذا ما دخل أي بيت فان الترحيب والتقدير له سوف يقل مع مرور الايام من سيدات البيوت اللواتي يرون فيه منافسا لهن و يبدئن بالغيرة منه وربما سنجد بعد فترة من الزمن جمعيات نسائية تناضل من اجل استرداد حقوق لهن اغتصبها او تجاوز عليها هذا الجهاز.
ومع كثرة المعروض من المواقع وضيق الوقت الذي يملكه الإنسان مع توسع مشاغله واهتماماته والهجوم الذي يقوم به التلفزيون بقنواته الفضائية التي اغلبها تعرض الأخبار حسب أهوائها دون اعتبار للحقيقة يكون لزاما عليه ان يحدد زياراته وتصفحه للبعض منها ويجد نفسه بعد فترة مضطرا إلى استخدام فاصلة (اجعلها صفحتك الرئيسية ) ويختار واحدا من عشرات أو مئات المواقع التي زارها وتعرف على نوافذها ومحتوياتها وطبعا لابد ان يكون الموقع الذي اختاره كي يكون أول من تقع عليه عينيه ويطالعه كلما يفتح الجهاز جميلا مشوقا مفيدا سهلا عذبا رقيقا صادقا دقيقا متنوعا في معلوماته وآرائه ساحرا في صوره ومناظره يرتاح إليه كل أفراد العائلة ويجدون فيه ما يريدون ويتمنون ان يضمهم إليه ويضمونه أليهم تلك هي إيلاف... الصبية الجميلة التي يعشقها الجميع فأبوابها ونوافذها مشرعة مفتوحة لكل قادم جديد وبضغطة زر تنقلك إلى العالم الذي تريد عالم الأخبار من كل الاقطاروالامصار والتي تتجدد لحظة بلحظة كأنك في مطعم خمسة نجوم والحساب بالنسبة أليك مدفوع من شخص لاتحمل إليه ودا او بينك وبينه حساب قديم ظل نائما عليه واليوم يومك والميدان ميدانك والطعام إمامك فكل ما تريد وتمتع بأي صنف واستزيد، إما التحقيقات والمقابلات فحدث عنها ولاحرج فكل من هو في دائرة الضوء أو في طريقه لها تجده في إيلاف يكشف المخفي والمستور ويزودك بالأخبار كأنك في مجلس شهرزاد التي لاتحكي إلا ماهو مشوق ومسلي إلى شهريار والتي تنقطع عن الكلام المباح إذا مااشرق الصباح لكنك مع إيلاف دوما شهريار ولكن في كل الأوقات، ومع نساء إيلاف تجد ما تشتهي من النساء بيض شقر سمر من كل البلاد فلا تجد فكاكا منهن حتى لوكان هناك خبر عاجل ومع جريدة الجرائد تطوف سائحا بين مختلف المدارس والأفكار ممن وقع عليها الاختيار من مقالات من شتي البلدان ومع الثقافة والرياضة وكل ما يخطر على البال تجد له في إيلاف مثال تستطيع ان تزوره وتستفيد من علومه غير أني أجد حاجة للأطفال من ألعاب وبرامج للتعليم والمسليات غير موجودة في إيلاف ويجعلها غير مطروقة الباب منهم ونتمنى ان يراعي القائمون عليها هذا الأمر ويحيطونه بالعناية والاهتمام.
وهكذا تبقى على هذا الحال متجولا مسافرا سائحا مع إيلاف حتى تكل العيون أو تشعر بالأوجاع فلاتجد بدا من البعاد عنها قليلا لقضاء حاجة أو أمر تزن عليه أم العيال والتي لا تتذكر طلباتها الاعندما تراك مع إيلاف كأنها اصبحت ضرة لها أو حماة تنكد عليها عيشتها وأنت مجبر على المداراة بين إيلاف وأم العيال وشتان مابين الاثنتين تم تعود ثانية وثالثة إلى إيلاف فهي الصبية التي عشقتها والعشق لابد ان يفضح صاحبه مهما حاول الكتمان.
محام وكاتب عراقي مقيم في الدنمارك
[email protected]