في الأسبوع الماضي تحدثت عن أحد أسباب قوة بني إسرائيل رغم ضآلة عددهم الذي لا يتجاوز 13 مليون نسمة في مقابل أكثر من مليار مسلم. قلت إن اليهود أمة واحدة وفلسطين المحتلة قبلتهم السياسية بالإضافة إلي المركز الديني لعاصمتهم أورشليم أو القدس السليبة ! نجد الأمريكي الذي ينتمي إلي بني إسرائيل يهودياً أولاً من رأسه حتي أخمص قدميه! ويقدم ولاءه لقومه علي حبه للدولة التي يعيش فيها! وهكذا اليهود في كل مكان.. فماذا عن العرب المسلمين؟ هل تستطيع أن تعتبرهم يداً واحدة ضد كل من عداهم؟ وأن مكة هي قبلتهم السياسية بالإضافة إلي مكانتها الدينية؟؟ الإجابة معروفة! وفي تونس أوشك مؤتمر القمة العربي علي الانتهاء! واجتماع القادة العرب كان في حد ذاته معجزة! فتفرقهم هو الأصل!! ووحدتهم استثناء! وأخشي أن تكون قرارات القمة حبراً علي ورق كما هي العادة!
وأعتقد أن هناك سبباً دينياً وآخر دنيوياً لهذه الخيبة! فلا دين ولا دنيا!!
وإذا أردت أن تفهم ما أعنيه علي وجه الدقة فأرجوك أن تعود إلي كتاب الله.. ستجد القرآن الكريم يخاطب العرب باعتبارهم كتلة واحدة تنتمي إلي أمة المسلمين.. فالوحي لم يخاطب المصريين أو السوريين أو غيرهم! وإنما نظر إليهم باعتبارهم أمة واحدة يجمعهم الإسلام.. وما أكثر الآيات القرآنية الدالة علي ذلك.
"وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَي النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا" (البقرة)
"كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ" (آل عمران)
"وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ" (آل عمران)
"إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ" (الأنبياء)
"وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ" (المؤمنون)
وهذه الآيات إذا بحثت عنها في حياتنا فلن تجدها! وكذلك العديد من تعاليم الدين! والغالبية العظمي من المسلمين تريد العودة إلي الإسلام المتكامل الذي ينظم حياتها.. لكن هناك فريقين يقفون عقبة كأداء أمام هذا الحلم:
المتشددون ولهم فهم محدود وصعب لتعاليم ديننا! وهؤلاء أساؤوا إلي إسلامنا الجميل أبلغ إساءة! خاصة في أوروبا وأمريكا! فالإسلام عند رجل الشارع هناك مقترن بالإرهاب والجمود وسحق المرأة، ومحاربة الفن، والحكم المستبد! ورفض النظام الديموقراطي! والأصل عند هؤلاء المتزمتين هو الحرام إلي أن يثبت العكس!
تطرّف من نوع آخر يتمثل في العلمانيين الذين يريدون فصل الإسلام عن الحياة! وهؤلاء أطياف شتي مثل المتأثرين بالثقافة الغربية والأقليات! وأنصار الاستبداد السياسي.. وبهذه المناسبة أقول إن الدنيا تغيرت عن زمان.. في الماضي كان الحكم الديكتاتوري ذا طابع ديني! وما زال هذا النوع من الاستبداد قائماً في بعض الدول! لكن في عصرنا الحديث طغي الطابع العلماني علي أنظمة بالروح والدم نفديك يا ريس! أو حكم الفرد الذي يري في التيار الإسلامي عدوه الأول! فلا مكان للإسلام السياسي كما يطلقون عليه في دولة الزعيم الملهم.
وأنتقل إلي السبب الدنيوي الذي كان يمكن أن يكون إنقاذاً للعامل الديني من التردي! وما أقصده في هذا المقام، الديموقراطية والحريات العامة. وإذا كانت "أمة أمجاد يا عرب أمجاد" قد خرجوا صفر اليدين من مونديال كأس العالم لكرة القدم وتم اختيار جنوب أفريقيا لتنظيم تلك المسابقة العالمية بعد ست سنوات أو في سنة 2010م فالعرب يستحقون صفرين وليس صفراً واحداً في النظام الديموقراطي واحترام حقوق الإنسان!
وفي يقيني أنه إذا كانت هناك حريات حقيقية وتداول للسلطة! فالإسلام المعتدل سيكون له شأن عظيم في واقع حياتنا وتتقارب الشعوب العربية كما حدث بين الأوروبيين! وفي عالمنا العربي المنكوب أنظمة تقليدية تري الانتخابات بدعة وإطلاق الحريات ومحاسبة الحكام وبرلماناً قوياً رجساً من عمل الشيطان! لكن معظم الأنظمة العربية تتشدق بالديموقراطية بشرط أن تكون علي مقاسهم!.. يعني تدور في فلك النظام الحاكم! ولا تمنع رأس الدولة من الحكم مدي حياته وأن يحصد 99% من أصوات الأحياء والأموات!! واكتساح حزبه للانتخابات البرلمانية فلا يبقي إلا الفتات للمعارضة بشرط أن تكون مستأنسة، يعني مهذبة وتسمع الكلام فلا تتجاوز الخطوط الحمراء المحددة لها!
من حقك أن تسأل: كيف استطاعت أوروبا توحيد صفوفها وبناء قوة عظمي وفشل العرب في ذلك برغم أن هؤلاء لهم من مقومات الوحدة التي تجمع بينهم أكثر من الأوروبيين وكانت بين هؤلاء حروب دامية مع تعدد لغاتهم ومنابع ثقافتهم؟؟
والرد لا يحتاج إلي بحث عميق أو ذكاء كبير! الخواجة الأوروبي اعتمد الديموقراطية منهجاً لحياته! فلا مكان للأنظمة الديكتاتورية في أوروبا الموحدة! وهيهات أن تنتسب بلد أوروبي إلي تلك الوحدة الشامخة وليس فيها تداول للسلطة بين أحزابها! والقوة العظمي الجديدة الصاعدة اعتمدت علي وحدة الشعوب قبل الحكمحمد عبد القدوس:
أمة العرب..
لا دين ولا دنيا!!
في الأسبوع الماضي تحدثت عن أحد أسباب قوة بني إسرائيل رغم ضآلة عددهم الذي لا يتجاوز 13 مليون نسمة في مقابل أكثر من مليار مسلم. قلت إن اليهود أمة واحدة وفلسطين المحتلة قبلتهم السياسية بالإضافة إلي المركز الديني لعاصمتهم أورشليم أو القدس السليبة ! نجد الأمريكي الذي ينتمي إلي بني إسرائيل يهودياً أولاً من رأسه حتي أخمص قدميه! ويقدم ولاءه لقومه علي حبه للدولة التي يعيش فيها! وهكذا اليهود في كل مكان.. فماذا عن العرب المسلمين؟ هل تستطيع أن تعتبرهم يداً واحدة ضد كل من عداهم؟ وأن مكة هي قبلتهم السياسية بالإضافة إلي مكانتها الدينية؟؟ الإجابة معروفة! وفي تونس أوشك مؤتمر القمة العربي علي الانتهاء! واجتماع القادة العرب كان في حد ذاته معجزة! فتفرقهم هو الأصل!! ووحدتهم استثناء! وأخشي أن تكون قرارات القمة حبراً علي ورق كما هي العادة!
وأعتقد أن هناك سبباً دينياً وآخر دنيوياً لهذه الخيبة! فلا دين ولا دنيا!!
وإذا أردت أن تفهم ما أعنيه علي وجه الدقة فأرجوك أن تعود إلي كتاب الله.. ستجد القرآن الكريم يخاطب العرب باعتبارهم كتلة واحدة تنتمي إلي أمة المسلمين.. فالوحي لم يخاطب المصريين أو السوريين أو غيرهم! وإنما نظر إليهم باعتبارهم أمة واحدة يجمعهم الإسلام.. وما أكثر الآيات القرآنية الدالة علي ذلك.
"وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَي النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا" (البقرة)
"كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ" (آل عمران)
"وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ" (آل عمران)
"إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ" (الأنبياء)
"وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ" (المؤمنون)
وهذه الآيات إذا بحثت عنها في حياتنا فلن تجدها! وكذلك العديد من تعاليم الدين! والغالبية العظمي من المسلمين تريد العودة إلي الإسلام المتكامل الذي ينظم حياتها.. لكن هناك فريقين يقفون عقبة كأداء أمام هذا الحلم:
المتشددون ولهم فهم محدود وصعب لتعاليم ديننا! وهؤلاء أساؤوا إلي إسلامنا الجميل أبلغ إساءة! خاصة في أوروبا وأمريكا! فالإسلام عند رجل الشارع هناك مقترن بالإرهاب والجمود وسحق المرأة، ومحاربة الفن، والحكم المستبد! ورفض النظام الديموقراطي! والأصل عند هؤلاء المتزمتين هو الحرام إلي أن يثبت العكس!
تطرّف من نوع آخر يتمثل في العلمانيين الذين يريدون فصل الإسلام عن الحياة! وهؤلاء أطياف شتي مثل المتأثرين بالثقافة الغربية والأقليات! وأنصار الاستبداد السياسي.. وبهذه المناسبة أقول إن الدنيا تغيرت عن زمان.. في الماضي كان الحكم الديكتاتوري ذا طابع ديني! وما زال هذا النوع من الاستبداد قائماً في بعض الدول! لكن في عصرنا الحديث طغي الطابع العلماني علي أنظمة بالروح والدم نفديك يا ريس! أو حكم الفرد الذي يري في التيار الإسلامي عدوه الأول! فلا مكان للإسلام السياسي كما يطلقون عليه في دولة الزعيم الملهم.
وأنتقل إلي السبب الدنيوي الذي كان يمكن أن يكون إنقاذاً للعامل الديني من التردي! وما أقصده في هذا المقام، الديموقراطية والحريات العامة. وإذا كانت "أمة أمجاد يا عرب أمجاد" قد خرجوا صفر اليدين من مونديال كأس العالم لكرة القدم وتم اختيار جنوب أفريقيا لتنظيم تلك المسابقة العالمية بعد ست سنوات أو في سنة 2010م فالعرب يستحقون صفرين وليس صفراً واحداً في النظام الديموقراطي واحترام حقوق الإنسان!
وفي يقيني أنه إذا كانت هناك حريات حقيقية وتداول للسلطة! فالإسلام المعتدل سيكون له شأن عظيم في واقع حياتنا وتتقارب الشعوب العربية كما حدث بين الأوروبيين! وفي عالمنا العربي المنكوب أنظمة تقليدية تري الانتخابات بدعة وإطلاق الحريات ومحاسبة الحكام وبرلماناً قوياً رجساً من عمل الشيطان! لكن معظم الأنظمة العربية تتشدق بالديموقراطية بشرط أن تكون علي مقاسهم!.. يعني تدور في فلك النظام الحاكم! ولا تمنع رأس الدولة من الحكم مدي حياته وأن يحصد 99% من أصوات الأحياء والأموات!! واكتساح حزبه للانتخابات البرلمانية فلا يبقي إلا الفتات للمعارضة بشرط أن تكون مستأنسة، يعني مهذبة وتسمع الكلام فلا تتجاوز الخطوط الحمراء المحددة لها!
من حقك أن تسأل: كيف استطاعت أوروبا توحيد صفوفها وبناء قوة عظمي وفشل العرب في ذلك برغم أن هؤلاء لهم من مقومات الوحدة التي تجمع بينهم أكثر من الأوروبيين وكانت بين هؤلاء حروب دامية مع تعدد لغاتهم ومنابع ثقافتهم؟؟
والرد لا يحتاج إلي بحث عميق أو ذكاء كبير! الخواجة الأوروبي اعتمد الديموقراطية منهجاً لحياته! فلا مكان للأنظمة الديكتاتورية في أوروبا الموحدة! وهيهات أن تنتسب بلد أوروبي إلي تلك الوحدة الشامخة وليس فيها تداول للسلطة بين أحزابها! والقوة العظمي الجديدة الصاعدة اعتمدت علي وحدة الشعوب قبل الحكام والتدرج والتخطيط السليم، ولعب العامل الاقتصادي دوراً أساسياً في النجاح إلي جانب الديموقراطية!
وإذا جئنا إلي بلاد العرب والمسلمين الذي نصّ القرآن علي أنهم أمة واحدة!! نجد اختفاء عوامل النجاح التي أدّت إلي ازدهار الوحدة الأوروبية.. فالأنظمة المستبدة هي الأصل عندنا! ومحاولات الوحدة اعتمدت علي عبقرية زعمائنا!! ودور الشعوب كان ثانوياً وما زال! فهم بمثابة "كومبارس" في خدمة البطل بالمفهوم السينمائي! والشعارات هي اللغة السائدة بعيداً عن كلام العقل! فالعرب هم ملوك الخطابة!! وحتي هذه اللحظة لا تجد أي تخطيط واقعي سليم في اتجاه الوحدة، بل تسمع فقط خطباً رنانة! ورأينا حاكماً اشتهر بأطواره الغريبة يعلن فجأة إيمانه بالوحدة الأفريقية بعدما كفر بالوحدة العربية! والجنون فنون كما يقولون!! وإذا رأيت حاكماً في السلطة منذ سنوات وسنوات! فليس هذا دليلاً علي صحة هذا الشعب العربي! بل مؤشر واضح علي إصابته بتصلب الشرايين!
ولا يعني كلامي أنني مصاب بيأس قاتل!! عندي دائماً أمل كبير في خالق السماوات والأرض! وقدرته علي تغيير الأحوال! لكن الله لا يغير ما بقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم! وهذا صحيح! وبالإسلام وحده ينصلح حالنا! وكل ما يؤدي إلي بناء الفرد المسلم والمجتمع الصالح أراه بمثابة خطوة في رحلة الألف ميل.. وتبقي الخطي الهادئة الثابتة المستمرة أفضل من سياسة القفز نحو المجهول! وقد جربناها وذقنا مرارة الفشل.ام والتدرج والتخطيط السليم، ولعب العامل الاقتصادي دوراً أساسياً في النجاح إلي جانب الديموقراطية!
وإذا جئنا إلي بلاد العرب والمسلمين الذي نصّ القرآن علي أنهم أمة واحدة!! نجد اختفاء عوامل النجاح التي أدّت إلي ازدهار الوحدة الأوروبية.. فالأنظمة المستبدة هي الأصل عندنا! ومحاولات الوحدة اعتمدت علي عبقرية زعمائنا!! ودور الشعوب كان ثانوياً وما زال! فهم بمثابة "كومبارس" في خدمة البطل بالمفهوم السينمائي! والشعارات هي اللغة السائدة بعيداً عن كلام العقل! فالعرب هم ملوك الخطابة!! وحتي هذه اللحظة لا تجد أي تخطيط واقعي سليم في اتجاه الوحدة، بل تسمع فقط خطباً رنانة! ورأينا حاكماً اشتهر بأطواره الغريبة يعلن فجأة إيمانه بالوحدة الأفريقية بعدما كفر بالوحدة العربية! والجنون فنون كما يقولون!! وإذا رأيت حاكماً في السلطة منذ سنوات وسنوات! فليس هذا دليلاً علي صحة هذا الشعب العربي! بل مؤشر واضح علي إصابته بتصلب الشرايين!
ولا يعني كلامي أنني مصاب بيأس قاتل!! عندي دائماً أمل كبير في خالق السماوات والأرض! وقدرته علي تغيير الأحوال! لكن الله لا يغير ما بقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم! وهذا صحيح! وبالإسلام وحده ينصلح حالنا! وكل ما يؤدي إلي بناء الفرد المسلم والمجتمع الصالح أراه بمثابة خطوة في رحلة الألف ميل.. وتبقي الخطي الهادئة الثابتة المستمرة أفضل من سياسة القفز نحو المجهول! وقد جربناها وذقنا مرارة الفشل.
وأعتقد أن هناك سبباً دينياً وآخر دنيوياً لهذه الخيبة! فلا دين ولا دنيا!!
وإذا أردت أن تفهم ما أعنيه علي وجه الدقة فأرجوك أن تعود إلي كتاب الله.. ستجد القرآن الكريم يخاطب العرب باعتبارهم كتلة واحدة تنتمي إلي أمة المسلمين.. فالوحي لم يخاطب المصريين أو السوريين أو غيرهم! وإنما نظر إليهم باعتبارهم أمة واحدة يجمعهم الإسلام.. وما أكثر الآيات القرآنية الدالة علي ذلك.
"وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَي النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا" (البقرة)
"كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ" (آل عمران)
"وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ" (آل عمران)
"إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ" (الأنبياء)
"وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ" (المؤمنون)
وهذه الآيات إذا بحثت عنها في حياتنا فلن تجدها! وكذلك العديد من تعاليم الدين! والغالبية العظمي من المسلمين تريد العودة إلي الإسلام المتكامل الذي ينظم حياتها.. لكن هناك فريقين يقفون عقبة كأداء أمام هذا الحلم:
المتشددون ولهم فهم محدود وصعب لتعاليم ديننا! وهؤلاء أساؤوا إلي إسلامنا الجميل أبلغ إساءة! خاصة في أوروبا وأمريكا! فالإسلام عند رجل الشارع هناك مقترن بالإرهاب والجمود وسحق المرأة، ومحاربة الفن، والحكم المستبد! ورفض النظام الديموقراطي! والأصل عند هؤلاء المتزمتين هو الحرام إلي أن يثبت العكس!
تطرّف من نوع آخر يتمثل في العلمانيين الذين يريدون فصل الإسلام عن الحياة! وهؤلاء أطياف شتي مثل المتأثرين بالثقافة الغربية والأقليات! وأنصار الاستبداد السياسي.. وبهذه المناسبة أقول إن الدنيا تغيرت عن زمان.. في الماضي كان الحكم الديكتاتوري ذا طابع ديني! وما زال هذا النوع من الاستبداد قائماً في بعض الدول! لكن في عصرنا الحديث طغي الطابع العلماني علي أنظمة بالروح والدم نفديك يا ريس! أو حكم الفرد الذي يري في التيار الإسلامي عدوه الأول! فلا مكان للإسلام السياسي كما يطلقون عليه في دولة الزعيم الملهم.
وأنتقل إلي السبب الدنيوي الذي كان يمكن أن يكون إنقاذاً للعامل الديني من التردي! وما أقصده في هذا المقام، الديموقراطية والحريات العامة. وإذا كانت "أمة أمجاد يا عرب أمجاد" قد خرجوا صفر اليدين من مونديال كأس العالم لكرة القدم وتم اختيار جنوب أفريقيا لتنظيم تلك المسابقة العالمية بعد ست سنوات أو في سنة 2010م فالعرب يستحقون صفرين وليس صفراً واحداً في النظام الديموقراطي واحترام حقوق الإنسان!
وفي يقيني أنه إذا كانت هناك حريات حقيقية وتداول للسلطة! فالإسلام المعتدل سيكون له شأن عظيم في واقع حياتنا وتتقارب الشعوب العربية كما حدث بين الأوروبيين! وفي عالمنا العربي المنكوب أنظمة تقليدية تري الانتخابات بدعة وإطلاق الحريات ومحاسبة الحكام وبرلماناً قوياً رجساً من عمل الشيطان! لكن معظم الأنظمة العربية تتشدق بالديموقراطية بشرط أن تكون علي مقاسهم!.. يعني تدور في فلك النظام الحاكم! ولا تمنع رأس الدولة من الحكم مدي حياته وأن يحصد 99% من أصوات الأحياء والأموات!! واكتساح حزبه للانتخابات البرلمانية فلا يبقي إلا الفتات للمعارضة بشرط أن تكون مستأنسة، يعني مهذبة وتسمع الكلام فلا تتجاوز الخطوط الحمراء المحددة لها!
من حقك أن تسأل: كيف استطاعت أوروبا توحيد صفوفها وبناء قوة عظمي وفشل العرب في ذلك برغم أن هؤلاء لهم من مقومات الوحدة التي تجمع بينهم أكثر من الأوروبيين وكانت بين هؤلاء حروب دامية مع تعدد لغاتهم ومنابع ثقافتهم؟؟
والرد لا يحتاج إلي بحث عميق أو ذكاء كبير! الخواجة الأوروبي اعتمد الديموقراطية منهجاً لحياته! فلا مكان للأنظمة الديكتاتورية في أوروبا الموحدة! وهيهات أن تنتسب بلد أوروبي إلي تلك الوحدة الشامخة وليس فيها تداول للسلطة بين أحزابها! والقوة العظمي الجديدة الصاعدة اعتمدت علي وحدة الشعوب قبل الحكمحمد عبد القدوس:
أمة العرب..
لا دين ولا دنيا!!
في الأسبوع الماضي تحدثت عن أحد أسباب قوة بني إسرائيل رغم ضآلة عددهم الذي لا يتجاوز 13 مليون نسمة في مقابل أكثر من مليار مسلم. قلت إن اليهود أمة واحدة وفلسطين المحتلة قبلتهم السياسية بالإضافة إلي المركز الديني لعاصمتهم أورشليم أو القدس السليبة ! نجد الأمريكي الذي ينتمي إلي بني إسرائيل يهودياً أولاً من رأسه حتي أخمص قدميه! ويقدم ولاءه لقومه علي حبه للدولة التي يعيش فيها! وهكذا اليهود في كل مكان.. فماذا عن العرب المسلمين؟ هل تستطيع أن تعتبرهم يداً واحدة ضد كل من عداهم؟ وأن مكة هي قبلتهم السياسية بالإضافة إلي مكانتها الدينية؟؟ الإجابة معروفة! وفي تونس أوشك مؤتمر القمة العربي علي الانتهاء! واجتماع القادة العرب كان في حد ذاته معجزة! فتفرقهم هو الأصل!! ووحدتهم استثناء! وأخشي أن تكون قرارات القمة حبراً علي ورق كما هي العادة!
وأعتقد أن هناك سبباً دينياً وآخر دنيوياً لهذه الخيبة! فلا دين ولا دنيا!!
وإذا أردت أن تفهم ما أعنيه علي وجه الدقة فأرجوك أن تعود إلي كتاب الله.. ستجد القرآن الكريم يخاطب العرب باعتبارهم كتلة واحدة تنتمي إلي أمة المسلمين.. فالوحي لم يخاطب المصريين أو السوريين أو غيرهم! وإنما نظر إليهم باعتبارهم أمة واحدة يجمعهم الإسلام.. وما أكثر الآيات القرآنية الدالة علي ذلك.
"وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَي النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا" (البقرة)
"كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ" (آل عمران)
"وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ" (آل عمران)
"إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ" (الأنبياء)
"وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ" (المؤمنون)
وهذه الآيات إذا بحثت عنها في حياتنا فلن تجدها! وكذلك العديد من تعاليم الدين! والغالبية العظمي من المسلمين تريد العودة إلي الإسلام المتكامل الذي ينظم حياتها.. لكن هناك فريقين يقفون عقبة كأداء أمام هذا الحلم:
المتشددون ولهم فهم محدود وصعب لتعاليم ديننا! وهؤلاء أساؤوا إلي إسلامنا الجميل أبلغ إساءة! خاصة في أوروبا وأمريكا! فالإسلام عند رجل الشارع هناك مقترن بالإرهاب والجمود وسحق المرأة، ومحاربة الفن، والحكم المستبد! ورفض النظام الديموقراطي! والأصل عند هؤلاء المتزمتين هو الحرام إلي أن يثبت العكس!
تطرّف من نوع آخر يتمثل في العلمانيين الذين يريدون فصل الإسلام عن الحياة! وهؤلاء أطياف شتي مثل المتأثرين بالثقافة الغربية والأقليات! وأنصار الاستبداد السياسي.. وبهذه المناسبة أقول إن الدنيا تغيرت عن زمان.. في الماضي كان الحكم الديكتاتوري ذا طابع ديني! وما زال هذا النوع من الاستبداد قائماً في بعض الدول! لكن في عصرنا الحديث طغي الطابع العلماني علي أنظمة بالروح والدم نفديك يا ريس! أو حكم الفرد الذي يري في التيار الإسلامي عدوه الأول! فلا مكان للإسلام السياسي كما يطلقون عليه في دولة الزعيم الملهم.
وأنتقل إلي السبب الدنيوي الذي كان يمكن أن يكون إنقاذاً للعامل الديني من التردي! وما أقصده في هذا المقام، الديموقراطية والحريات العامة. وإذا كانت "أمة أمجاد يا عرب أمجاد" قد خرجوا صفر اليدين من مونديال كأس العالم لكرة القدم وتم اختيار جنوب أفريقيا لتنظيم تلك المسابقة العالمية بعد ست سنوات أو في سنة 2010م فالعرب يستحقون صفرين وليس صفراً واحداً في النظام الديموقراطي واحترام حقوق الإنسان!
وفي يقيني أنه إذا كانت هناك حريات حقيقية وتداول للسلطة! فالإسلام المعتدل سيكون له شأن عظيم في واقع حياتنا وتتقارب الشعوب العربية كما حدث بين الأوروبيين! وفي عالمنا العربي المنكوب أنظمة تقليدية تري الانتخابات بدعة وإطلاق الحريات ومحاسبة الحكام وبرلماناً قوياً رجساً من عمل الشيطان! لكن معظم الأنظمة العربية تتشدق بالديموقراطية بشرط أن تكون علي مقاسهم!.. يعني تدور في فلك النظام الحاكم! ولا تمنع رأس الدولة من الحكم مدي حياته وأن يحصد 99% من أصوات الأحياء والأموات!! واكتساح حزبه للانتخابات البرلمانية فلا يبقي إلا الفتات للمعارضة بشرط أن تكون مستأنسة، يعني مهذبة وتسمع الكلام فلا تتجاوز الخطوط الحمراء المحددة لها!
من حقك أن تسأل: كيف استطاعت أوروبا توحيد صفوفها وبناء قوة عظمي وفشل العرب في ذلك برغم أن هؤلاء لهم من مقومات الوحدة التي تجمع بينهم أكثر من الأوروبيين وكانت بين هؤلاء حروب دامية مع تعدد لغاتهم ومنابع ثقافتهم؟؟
والرد لا يحتاج إلي بحث عميق أو ذكاء كبير! الخواجة الأوروبي اعتمد الديموقراطية منهجاً لحياته! فلا مكان للأنظمة الديكتاتورية في أوروبا الموحدة! وهيهات أن تنتسب بلد أوروبي إلي تلك الوحدة الشامخة وليس فيها تداول للسلطة بين أحزابها! والقوة العظمي الجديدة الصاعدة اعتمدت علي وحدة الشعوب قبل الحكام والتدرج والتخطيط السليم، ولعب العامل الاقتصادي دوراً أساسياً في النجاح إلي جانب الديموقراطية!
وإذا جئنا إلي بلاد العرب والمسلمين الذي نصّ القرآن علي أنهم أمة واحدة!! نجد اختفاء عوامل النجاح التي أدّت إلي ازدهار الوحدة الأوروبية.. فالأنظمة المستبدة هي الأصل عندنا! ومحاولات الوحدة اعتمدت علي عبقرية زعمائنا!! ودور الشعوب كان ثانوياً وما زال! فهم بمثابة "كومبارس" في خدمة البطل بالمفهوم السينمائي! والشعارات هي اللغة السائدة بعيداً عن كلام العقل! فالعرب هم ملوك الخطابة!! وحتي هذه اللحظة لا تجد أي تخطيط واقعي سليم في اتجاه الوحدة، بل تسمع فقط خطباً رنانة! ورأينا حاكماً اشتهر بأطواره الغريبة يعلن فجأة إيمانه بالوحدة الأفريقية بعدما كفر بالوحدة العربية! والجنون فنون كما يقولون!! وإذا رأيت حاكماً في السلطة منذ سنوات وسنوات! فليس هذا دليلاً علي صحة هذا الشعب العربي! بل مؤشر واضح علي إصابته بتصلب الشرايين!
ولا يعني كلامي أنني مصاب بيأس قاتل!! عندي دائماً أمل كبير في خالق السماوات والأرض! وقدرته علي تغيير الأحوال! لكن الله لا يغير ما بقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم! وهذا صحيح! وبالإسلام وحده ينصلح حالنا! وكل ما يؤدي إلي بناء الفرد المسلم والمجتمع الصالح أراه بمثابة خطوة في رحلة الألف ميل.. وتبقي الخطي الهادئة الثابتة المستمرة أفضل من سياسة القفز نحو المجهول! وقد جربناها وذقنا مرارة الفشل.ام والتدرج والتخطيط السليم، ولعب العامل الاقتصادي دوراً أساسياً في النجاح إلي جانب الديموقراطية!
وإذا جئنا إلي بلاد العرب والمسلمين الذي نصّ القرآن علي أنهم أمة واحدة!! نجد اختفاء عوامل النجاح التي أدّت إلي ازدهار الوحدة الأوروبية.. فالأنظمة المستبدة هي الأصل عندنا! ومحاولات الوحدة اعتمدت علي عبقرية زعمائنا!! ودور الشعوب كان ثانوياً وما زال! فهم بمثابة "كومبارس" في خدمة البطل بالمفهوم السينمائي! والشعارات هي اللغة السائدة بعيداً عن كلام العقل! فالعرب هم ملوك الخطابة!! وحتي هذه اللحظة لا تجد أي تخطيط واقعي سليم في اتجاه الوحدة، بل تسمع فقط خطباً رنانة! ورأينا حاكماً اشتهر بأطواره الغريبة يعلن فجأة إيمانه بالوحدة الأفريقية بعدما كفر بالوحدة العربية! والجنون فنون كما يقولون!! وإذا رأيت حاكماً في السلطة منذ سنوات وسنوات! فليس هذا دليلاً علي صحة هذا الشعب العربي! بل مؤشر واضح علي إصابته بتصلب الشرايين!
ولا يعني كلامي أنني مصاب بيأس قاتل!! عندي دائماً أمل كبير في خالق السماوات والأرض! وقدرته علي تغيير الأحوال! لكن الله لا يغير ما بقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم! وهذا صحيح! وبالإسلام وحده ينصلح حالنا! وكل ما يؤدي إلي بناء الفرد المسلم والمجتمع الصالح أراه بمثابة خطوة في رحلة الألف ميل.. وتبقي الخطي الهادئة الثابتة المستمرة أفضل من سياسة القفز نحو المجهول! وقد جربناها وذقنا مرارة الفشل.
التعليقات