"إيلاف"&من القاهرة: تلقى الرئيس المصري حسني مبارك مساء الجمعة رسالة من عاطف عبيد قدم فيها استقالة حكومته، وفي ما يلي نص الرسالة :
السيد الرئيس محمد حسني مبارك
رئيس الجمهورية
تحية احتراما ..وشكرا على تفضلكم باتاحة الفرصة لي وزملائي اعضاء الحكومة ان نعمل تحت قيادتكم لتنفيذ تكليفاتكم من اجل مواصلة النهضة التي تتحقق في عهدكم في جميع القطاعات.
حققتم ياسيادة الرئيس لمصر نهضة غير مسبوقة في التاريخ واكدتم الريادة لها في العالم العربي والافريقي وحافظتم على النسيج الوطني ودعمتم الامن والامان لجميع المواطنين واضفتم لمصر مساندة متواصلة من العالم اجمع ودافعتم عن الحقوق المشروعة للشعوب العربية.
يشرف المجلس والمنعقد اليوم الجمعة 9 يوليو 2004 برفع استقالته لسيادتكم.
دمتم لمصر وحفظكم الله ودعاء للمولى ان يتم عليكم الصحة
رئيس مجلس الوزراء
د.عاطف محمد عبيد
----------
وجاء في برقية قبول الاستقالة التي بعث بها الرئيس مبارك إلى الدكتور عبيد بمناسبة استقالة حكومته وفيما يلي نصها:
السيد الدكتور / عاطف عبيد
تحية طيبة وبعد ,
تلقيت ببالغ التقدير رسالتكم المؤرخه 9 يوليو 2004 التي رفعتم فيها استقالة الحكومة، وإذ أبلغكم بقراري قبول هذه الاستقالة , أود أن أشيد بالاداء المتميز الذي قدمتموه في موقعكم كرئيس للوزراء , وبالجهد المضاعف الذي بذلته الحكومة تحت رئاستكم في كافة المجالات نحو تحقيق أهدافنا القومية في النهوض بالوطن وضمان الرفعة والرخاء لابنائه.
فقد قامت حكومتكم بواجباتها بأمانة وصدق في ظروف دولية واقليمية وداخلية متشابكة فقدمتم خير مثل على البذل والعطاء المتجدد وساهمتم من خلال رؤاكم الواضحة وعملكم الصادق واستجابتكم الواعية لامال الجماهير في تحقيق أهداف خططنا الطموحة للتنمية ودفعتم معنا نحو التنفيذ المتكامل لرؤيتنا الذاتية للتطوير والتحديث والتجديد في كافة مجالات العمل الوطني بهدف مواكبة روح العصر والتغلب على تحدياته وتجاوز عقباته وتحقيقا لصالح الوطن والمواطن .
وإذ أعرب لكم ولاعضاء حكومتكم عن خالص شكري لما بذلتموه من جهد وتقديري لما قدمتموه من عطاء للوطن , فإني أتمنى لكم موفور الصحة ودوام التوفيق .
مع أسمي إعتباري
محمد حسني مبارك
رئيس جمهورية مصر العربية
&
خطاب تكليف الرئيس المصري لأحمد نظيف بتشكيل الحكومة الجديدة خلفا لحكومة عبيد
فيما يلي نص رسالة الرئيس مبارك إلى الدكتور نظيف :
السيد الدكتور احمد محمود محمد نظيف
تحية طيبة وبعد
فتعلمون ان الدولة قد حرصت خلال العقود الماضية على السير على نهج التنمية والاصلاح الاقتصادي والسياسي والاجتماعي الشامل باسلوب علمي قائم على التخطيط مع الالتزام باولويات الاهداف القومية والتجاوب مع المصالح العليا للوطن والمتطلبات الضرورية لجماهير الشعب وخاصة الفئات ذات الدخل المحدود في اطار رؤية شاملة للمصلحة الوطنية العامة، وفي هذا الاطار الواضح تم تحقيق انجازات ملموسة لاتنكر في ظل ظروف بالغة الصعوبة، وهو ما ضاعف عزمنا على الاستمرار في خوض غمار الاصلاح والتقدم بخطى ثابتة ورؤية واضحة، ومن دواعي اعتزازنا أن شعبنا الاصيل قد اثبت مرة أخرى انه قادر تماما على ان يكون على مستوى التحدي في كل الظروف ثم واجه العالم ومنطقة الشرق الاوسط بصفة خاصة تحديات جديدة ومسئوليات متعاظمة ممايفرض علينا جميعا ان نعمل بكل مانملك من جهد وطاقة للاسراع بمعدلات الاصلاح والتجديد وتهيئة الاوضاع للدخول في مرحلة جديدة نبني فيها على ماتحقق حتى الان ونضيف إليه مايتناسب مع الظروف المتغيرة والحقائق المتجددة في مجالات عديدة يمكن ان ينعقد حولها وفاق وطني يضع المصالح العليا للوطن فوق كل اعتبار ويقوم على انكار الذات وتغليب المصلحة القومية في سبيل عزة مصر ومكانتها في العالمين.
ومن الواضح ان المجالات التي يجب التركيز عليها في الحقبة القادمة هي تلك التي تتصل اساسا بتمكين الفئات محدودة الدخل من مواجهة تكإلىف الحياة الضرورية وتوفير فرص العمل المنتج لكل مصري قادر على العطاء والابداع والارتقاء بمستوى الدخل الفردي .
وكل هذا يتطلب - في المقام الاول -ان يتزايد اهتمامنا بالسيطرة على مشكلة التزايد السكاني بمايؤدي إلى استفادة كل مصري - في مراحل عمره المختلفة - من ثمار التنمية والاصلاح سواء بتوفير التعليم الذي يتفق مع معايير العصر الحديث ومتطالبته او فيما يتصل بمضاعفة الاهتمام بتكثيف المعرفة ووسائل حفظ المعلومات واستخدامها بمايحقق الارتقاء بالملكات الابداعية الخلاقة للافراد وللمجتمع ككل او فيما يتصل بالنهوض بالخدمات الصحية لكل مواطن في كل انحاء البلاد .
كذلك تحتل قضية الاستثمار والتوظيف اولوية كبيرة في تلك المرحلة تبني على ماتحقق من انجازات وتفتح الباب امام الطاقات الوطنية والعربية والاجنبية للاستثمار في شتى مجالات الاقتصاد الوطني، ويرتبط بهذا الاستمرار في تحقيق طفرة ملموسة في التصدير بمايتطلبه هذا من تهيئة المناخ المناسب لزيادة تنافسية المنتج المحلي في الاسواق العالمية وفتح اسواق جديدة امام المنتجات المصرية.
ويتصل بكل هذا رفع كفاءة الجهاز الاداري للدولة في شتي المستويات المركزية والمحلية خاصة في القطاعات التي يتصل عملها بالجماهير مباشرة وتلك التي تختص بمسائل الاستثمار والانتاج مما يتطلب توفير الكوادر اللازمة من المختصصين في الادارة الحديثة وتمكينها من تيسير الاجراءات الحكومية وازالة القيود والعقبات القائمة في طريق العمل الوطني .
ونظرا لما لمسناه فيكم من كفاءة ومقدرة عالية وادراك واع لمتطلبات تحقيق النهضة الكبرى التي تعقب مرحلة الاصلاح والتطوير، فقد رأينا تكليفكم بتشكيل مجلس وزراء جديد قادر على النهوض بأعباء تلك المرحلة، بكل مايتطلبه هذا من علم وخبرة، وقدرة على العمل بروح الفريق الواحد المتضامن، والتنسيق الكامل مع المجالس التشريعية والاستشارية المختصة، واتاحة الفرصة للمواطنين والمؤسسات الاهلية، للمشاركة بالرأي والخبرة والاسهام بالعمل النافع والتجربة الثريه في تعبئة جميع الطاقات المتاحة لتحقيق هذا الهدف.
وكلي ثقة في أنكم تدركون ان الرؤية اللازمة لمواصلة عملية الاصلاح والتطوير في الفترة القادمة ترتكز على الاستمرار في ترسيخ دولة المؤسسات القائمة على احترام القانون والحريات العامة للمواطنين وتعزيز استقلال قضاء مصر الشامخ .
وانني على ثقة من أنكم سوف تبذلون قصارى الجهد لتحقيق تلك الاهداف الطموحة بالحركة المنسقة الواعية والاحساس العميق بتضامن كل المصريين في سبيل خدمة المصالح العليا للوطن.
وأسال الله تعالى أن يوفقكم في أداء مهمتكم الوطنية في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخنا المجيد
والسلام عليكم ورحمة الله
حسني مبارك