&
بيروت: سهى زين الدين
سهام عسيلي بطلة العرب في الفروسية وابنة الرئيس السابق لاتحاد الفروسية اللبناني بيار عسيلي. امرأة في الثلاثين من العمر تحدت الرجل وسرقت منه لقب الفروسية الذي احتكره طويلا إلى جانب فوزها بمسابقات محلية وإقليمية عديدة، لتخوض التحدي الثاني مع نفسها ومحيطها الراقي بأن تدخل عالم الأعمال للمرة الأولى في حياتها.
&
فارسة "بالوراثة"
ترعرعت سهام في منزل جعل الخيل شغله الشاغل "فوالدتي فارسة دانماركية عثرت على شريك حياتها اللبناني العاشق للخيل بدوره لأرث عنهما شغفهما بهذا الحيوان".
وحيدة على شابين لم تستهويهما الفروسية، تقول: "علق والداي آمالهما على الصبيين لكن أنا من نجح في النهاية وصارت الفروسية لذتي في الحياة. أحب الحصان كحيوان وكل ما يتعلق
به من صور ومقتنيات".
شعرت الشابة بأن ركوب الخيل وحده لا يكفي "فكان من الضروري ترجمة ما اعرفه بالمشاركة في المسابقات ثم البطولات ولاسيما في غياب أماكن التنزه".
جربت الركض في السباق بميدان بيروت مرتين.. "حماسة وخوف وجو رائع لكن تركيزنا ينصب على القفز في النوادي".

&
"الفارسات قليلات.. وغلبت الاميرة هيا"&&
تلفت سهام إلى عدد& قلة الفارسات الحقيقيات في العالم العربي، ولاسيما في شبه الجزيرة العربية التي كانت نساؤها من أبرز الفارسات في العصور القديمة. تقول: "هناك بضعة فتيات يمتطين الخيل في دبي، كذلك في الشرق الأوسط يحتسبن على الأصابع في وقت ينصب فيه الأهالي على حصر هذه الرياضة بأبنائهم لا ببناتهم". وعن كونها والأميرة هيا بنت الحسين ألمع فارستين تقول: "الأميرة هيا بارعة.. لكني تغلبت عليها في أكثر من مناسبة". في ما يتعلق بنظرة الفارس العربي إليها بعد عند إحرازها لقب العرب العام الماضي تقول: "مهما بدا اللبناني والشرق أوسطي متحضرا فهو في النهاية عربي لا يمكنه تجاوز عقليته الرافضة لتفوق المرأة. فلا يمكن وصف ملامحهم لحظة أفوز عليهم محليا ثم عربيا".

&
مدللة تدخل عالم الأعمال في سن الثلاثين
سهام عسيلي لم تمارس مهنة في حياتها، لتفكر اليوم جديا بخوض عالم العمال. عملت مدة قصيرة في إدارة شركة لبنانية شهيرة لتقرر اليوم المضي بمشروع خاص بها كافتتاح& مطعم أو مقهى عصري.
عن أول مرة عملت فيها قبل 8 أشهر قالت: "كنت فتاة مدللة لديها كل ما ترغب به ولم أشعر بحاجة إلى العمل.. جميع أصدقائي لم يصدقوا مواظبتي واستيقاظي باكرا يوميا خصوصا وأني من النوع الذي يكره الروتين ويرفض فكرة وجود مدير فوق رأسه".
وتؤكد الفارسة الشابة على انه بالعمل "صار لوجودي معنى وبت أشعر بذاك التحدي .. حتى أن طريقة التعاطي مع الناس اختلفت ونوعية الأحاديث والمحيط وما إلى ذلك. للمرة الأولى في حياتي أهتم لأمر غير الخيل".
يشار الى ان عسيلي التي لم& تكن تتدرب سوى في نهاية الأسبوع في الشتاء عادت إلى دنيا الخيل مع عودة الصيف".

&
طفلة في الميدان
تتذكر سهام المسابقة الأولى التي شاركت فيها: "كنت في الثانية عشر من العمر وكان جميع المشاركين يكبرونني سنا..أصغرهم في العشرينات.
ومن بين 33 فارسا ورغم الخوف والرهبة التي شعرت بهما حققت المركز الثالث وهو ممتاز لطفلة في أول مشاركة لها. إنه أهم فوز في حياتي ولن أنساها طالما حييت".
ثم كان فوزها عام 1999 ببطولة العرب للفروسية في الأردن. نقول: "إحرازي اللقب جاء كالحلم فلم أتمرن كفاية ولم أكن أنوي الاشتراك في القفز العالي إلا أنني دونت اسمي في اللحظة الأخيرة وفزت".
يشار إلى أنه للحسناء المدللة مشاركة في الصحراء: "شاركت في سباق 120 كيلومترا في دبي وبرغم مشقة الرحلة التي استمرت 9 ساعات لم نشعر بالتعب ولا بالملل".

&عشم العرب بالعالمية..
وعما اذا كان بإمكان فارسة عربية بلوغ العالمية تقول: "من المستحيل أن نشارك في بطولات عالمية سواء نحن الفارسات أو الفرسان. ينقصنا المال والمدرب الممتاز، كما يتوجب علينا العيش في الخارج وأن يكون لدينا أكثر من حصان.. في الخارج ثمة تفرغ للفروسية وتدريبات قاسية وسفر من بلد إلى
آخر للحاق بالمسابقات في حين ننشغل نحن بأعمالنا واهتماماتنا اليومية. وحده الفريق السعودي وصل إلى الألعاب الأولمبية لامتلاكه خيلا بمليون دولار للحصان الواحد، بينما لا يتجاوز ثمن الحصان في لبنان 30 ألف دولار. أعطني خيلا مثل خيلهم ومدربا مثل بيسوا لأعطيك أفضل النتائج العالمية. الاحتراف يقوم على التدرب طيلة الوقت في حين لا يتدرب الفارس لدينا سوى ساعات معدودة".
وتلفت إلى أنه لو حصل وتبناني أحدهم للاحتراف "أتخلى عن كل شيء وأتبعه.. فالخيل هو شغفي".&