&
الدار البيضاء: دلال الصديقي
تعرف المرأة المغربية بأناقتها وحسن اختيارها لملابسها، تتبع دائما آخر صيحات الموضة والأزياء العالمية، فما أن تخرج مجموعة جديدة للوجود حتى ترتديها المرأة المغربية ، كل واحدة حسب سنها وطبيعة انشغالها، ومن المستحيل أن نلمس فرقا بين فتاة من طبقة غنية وأخرى من طبقة فقيرة، يساعدها على ذلك انفتاح السوق المغربية على مختلف الأسواق الأوربية والأمريكية مما يجعل الشركات المصنعة للملابس تكتسب مهارة دقيقة في تقليد أحدث التصاميم وبالتالي تستوعب السوق المغربية الأزياء المستوردة والمصنعة داخل البلاد على حد سواء وينتج عن ذلك تفاوت في الأسعار يمكن الكل من اقتناء نفس التصاميم حسب إمكانياته المادية.
ورغم كل مغريات الأزياء العصرية، إلا أن المرأة المغربية تتشبث أكثر بالزي التقليدي وتوليه اهتماما كبيرا في الأفراح والمناسبات والأعياد الدينية بالخصوص، تقول سميرة مديرة العلاقات العامة "أحرص على ارتداء الزي التقليدي المغربي يوما في الأسبوع على الأقل ، وبخاصة يوم الجمعة، يوم عيد المسلمين".

وغالبا ما تستثمر المرأة المغربية أموالا لا بأس بها في تجهيز ملابسها التقليدية "قد أقتني زيا تقليديا ب 10.000 درهم (ما يعادل 1000 دولار)، ولن أنفق أزيد من 1000 درهم (100 دولار) لاقتناء زي عصري" تؤكد فردوس، ربة بيت.
ويبقى الزي التقليدي المغربي بكل أنواعه : جلابة، قفطان، جبادور...، مصدر افتخار كل المغاربة يتنافس مصممو الأزياء في تطويره،
ولعل عرض "قفطان 2001" الذي نظم مؤخرا بمدينة الدار البيضاء لخير دليل على ذلك، شارك فيه خيرة مصممي الأزياء المغاربة وأشهرهم لتقديم الزي التقليدي في أبهى حلله من تنوع في التطريز والفصالة والحياكة، ويحضره مجموعة من المهتمين العالميين يشهدون بأناقة وجمال الزي التقليدي المغربي.
الزي التقليدي بالنسبة للمغاربة موضة لا تبلى، فهو منصة لأكثر من خطاب وأكثر من رسالة، يعبر عن تراثنا الوطني، الغني بالتطريزات التطوانية والفاسية والبربرية، والوفي للطابع المغربي الجميل والأنيق.
وتحية لرقة المرأة وروعتها قد يمزج الزي المغربي بين القفطان والفستان، وبين أثواب الطافطا والستان وأوركونزا الحرير. وقد نجد قفطانا يرمز إلى التاريخ والحضارة، يحمل خيم القادة والمحاربين وآخر تطرز عليه أسوار المدن العتيقة وكل ذلك لإعادة رسم معالم مرت عليها أزمان.
كما لا ننسى استخدام المواد الطبيعية كخليط الحناء والرمان والشب الذي يضفي على الزي تناغم ألوان الشفق وغروب الشمس وجدران المدينة القديمة.وبهذا سيظل الزي التقليدي المغربي ينطلق من عمق الثقافة المغربية الأصيلة ولن يتردد في الإبتكار والتجديد على أن يحترم خصوصياته التي ينفرد بها.