&
بغداد- احيا الصحافيون العراقيون الذكرى الـ132 لصدور صحيفة "الزوراء" اول صحيفة في العراق صدرت في 1869، في ظل حظر مستمر منذ حوالي احد عشر عاما اضطرت السلطات العراقية الى وقف صدور اكثر من مئة نشرة وتقليص حجم الصحف اليومية.
ودعت نقابة الصحافيين العراقيين التي يرئسها منذ حوالي اربعة اعوام عدي صدام حسين النجل الاكبر للرئيس العراقي في هذه المناسبة الصحافيين العرب وغيرهم الى "التضامن مع الشعب العراقي في مواجهة وفضح المؤامرة الاميركية الخبيثة لما يسمى بمشروع العقوبات الغبية ومواجهة التضليل الاعلامي المعادي".
وناشدت النقابة في بيان اصدرته في هذه المناسبة "النقابات والاتحادات والجمعيات العربية والعالمية النظيرة ادانة عمليات الابادة الجماعية والمجازر الوحشية التي ترتكبها العصابات الصهيونية المجرمة بحق شعبنا الفلسطيني".
وكانت السلطات العراقية لجأت الى خفض عدد النشرات الدورية وتقليص حجم الصحف اليومية وتعطيل العاملين فيها يومين اسبوعيا بهدف تقنين استهلاك الورق وضمان صدور الصحف لاطول فترة ممكنة في ظل الحظر المفروض على العراق منذ آب (اغسطس) 1990.
ورغم استمرار الحظر، قال عدد من الصحافيين لوكالة فرانس برس انهم يشعرون اليوم انهم "يتمتعون بوضع افضل مهنيا وماديا مما كانوا عليه في السنوات الماضية".
وكان الرئيس العراقي امر قبل سنتين بمنح الصحافيين العراقيين اراضي، كل في مسقط رأسه ومخصصات وزيادات على رواتبهم الشهرية لتمكينهم من مواجهة اعباء المعيشة نتيجة لاستمرار الحظر.
واوضح احد هؤلاء الصحافيين ان "التوسع في صدور الصحف الاسبوعية وصحف المحافظات الثقافية والفنية اسهم في توفير فرص عمل اوسع للصحافيين وبالتالي الحصول على مداخيل اكبر من تلك التي كانوا يحصلون عليها في بداية التسعينات".
وقد اقامت نقابة الصحافيين العراقيين مساء امس الجمعة احتفالا في نادي الصحافة قدمت فيه مكافآت لافضل صحافيين في سبعة مجالات هي المقال والتحقيق والخبر ورسوم الكاريكاتير والتصميم والتصوير والاخراج.
وتصدر في العراق حاليا سبع صحف يومية هي "الثورة" و"الجمهورية" و"بابل" و"القادسية" و"العراق" و"بغداد اوبزرفر" باللغة الانكليزية و"البعث الرياضي"، الى جانب 24 صحيفة اسبوعية تصدرها النقابات والمنظمات والاتحادات والمحافظات.
وقبل الحظر كانت تصدر في العراق اكثر من عشر صحف يومية.
وتحصل الصحف الرسمية على الورق لطباعة اعدادها باسعار مدعومة، بينما تعتمد الصحف التي تصدرها النقابات والاتحادات والمحافظات على القطاع الخاص في الحصول على الورق والطبع.
وقد احتفلت هذه الصحف بمناسبة صدور اول صحيفة في العراق، باصدار اعداد خاصة وملاحق تناولت فيها دور الصحافيين العراقيين في الدفاع عن العراق وعن قضايا المواطنين في السنوات الماضية.
وذكرت صحيفة "الزمن" الاسبوعية في عددها الخاص ان "اكثر من مئة صحافي عراقي استشهدوا في الحرب العراقية الايرانية" التي استمرت ثماني سنوات (1980-1988).
يذكر ان صحيفة "الزوراء" صدرت في عام 1869 في عهد الوالي العثماني مدحت باشا الذي قام بنقل مطبعة من فرنسا الى العراق. وكانت الصحيفة تصدر باللغتين العربية والتركية حتى 1872 حيث توقفت طبعتها العربية بعد عزل الوالي وبقيت نسختها التركية تصدر في العراق حتى 1908.
وكانت نقابة الصحافيين العراقيين قررت في بداية التسعينات اعتبار يوم صدور صحيفة "الزوراء" في الخامس عشر من حزيران(يونيو) 1869 "عيدا للصحافيين".
وتضم نقابة الصحافيين العراقيين اكثر من الفي منتسب بينهم حوالي 1300 من الاعضاء الاصيلين والبقية من المتدربين والمشاركين، حسبما ذكرت مصادر موثوق بها. ويضم سجل النقابة اسماء عدد من كبار المسؤولين العراقيين الذين عملوا في مجال الصحافة والاعلام في السابق.
ومن هؤلاء المسؤولين طارق عزيز نائب رئيس الوزراء حاليا الذي تولى رئاسة تحرير صحيفة "الثورة" لعدة سنوات ورئيس المجلس الوطني سعدون حمادي الذي تولى رئاسة تحرير صحيفة "الجمهورية" بعد اعلان الجمهورية في 1958. كما تولى وزير الدولة للشؤون الخارجية ناجي صبري رئاسة تحرير "بغداد اوبرزفر". (أ ف ب)