&
كشفت رئيسة منظمة "اندايت" المعنية بجرائم الحرب العراقية، آن كلويد امس، عن ان منظمتها رفعت بعض القضايا في عدد من الدول الاوروبية، بهدف تقديم رئيس النظام العراقي صدام حسين وزمرته الى القضاء بسبب الجرائم التي ارتكبوها ضد الانسانية.
ورفضت كلويد في حديث خاص "لوكالة الانباء الكويتية" (كونا) لمناسبة الذكرى الـ 11 للغزو العراقي للكويت والذي يصادف في الثاني من اغسطس المقبل، اعطاء المزيد من التفاصيل حول هذه القضايا في الوقت الحالي لحساسية الموقف, وقالت "ان القضايا ضد صدام وزمرته ليست مقدمة فقط امام المحاكم في المملكة المتحدة بل ايضا في دول اخرى".
يذكر ان "اندايت" التي اسستها النائبة كلويد منذ خمسة اعوام، تدعو منذ اكثر من ثلاثة اعوام الى مثول صدام واعوانه امام محكمة جرائم الحرب، لمحاكمتهم على ما ارتكبوه بحق الشعب العراقي وخلال الحرب مع ايران وخلال غزوه الكويت.
وحول الاثباتات التي قدمتها المنظمة الى المدعي العام البريطاني منذ شهرين، اضافت كلويد ان اخر ما توصل اليه قيام سكوتلنديارد، بالنظر في الامر، مؤكدة "اننا على اتصال دائم مع الضباط في سكوتلنديارد ونساعدهم في تحقيقاتهم", وتابعت: "نعتقد ان الشرطة مهتمة في شكل كبير في الاثباتات المقدمة اليها، لانها تعرف ان ما بحوزتنا اثباتات قوية جدا "حول قيام النظام العراقي باحتجاز مئات البريطانيين كرهائن في اعقاب الغزو العراقي".
واعربت كلويد عن اعتقادها بان "القضية الآن قضية وقت فقط"، إلا انه من الصعب التحلي بالصبر لان بعض هذه الدلائل كان بحوزتنا منذ وقت طويل ونرغب بتحقيق تقدم في هذا الامر".
واكدت في الوقت نفسه ان المنظمة تحقق تقدما "وفي بعض القضايا نحقق تقدما اكثر سرعة مما توقعنا".
وردا على سؤال حول لائحة متهمين منظمة "اندايت"، قالت ان اللائحة الاولى (اي) تستهدف مثول صدام وطارق عزيز وعلي حسن المجيد امام القضاء، رافضة الافصاح عن اسماء اخرى في اللائحة، لان هذا "الامر ممكن ان يؤثر على بعض القضايا التي نعمل عليها في الوقت الحالي".
وشددت النائبة العمالية البارزة في البرلمان، على ان الدول الاوروبية التي وقعت ميثاق حول التعذيب وميثاق احتجاز الرهائن، ملتزمة اتخاذ اللازم "في حال قدمنا الاثباتات لها، وهذا ما يحدث في الوقت الحالي".
وحول الاتهامات المحددة الموجهة في بريطانيا واوروبا ضد صدام وزمرته، جددت كلويد تأكيدها انه في بريطانيا "بالطبع تتعلق بالرهائن البريطانيين، لكن في دول اخرى فالامر اشمل", واضافت ان من بين القضايا "ما ماراتكبته القوات العراقية في مدينة حلبجة والهجوم بالاسلحة الكيماوية على العراقيين الاكراد عام 1988 وعمليات التعذيب والجرائم التي ارتكبت خلال الحرب العراقية - الايرانية، اضافة الى ما ارتكبته بحق الكويتيين ابان الغزو عام 1990".
وقالت ان كندا احدى الدول التي قدمت قضية ضد صدام، لقيام القوات العراقية بتعذيب ديبلوماسي كندي خلال الغزو.
واضافت رئيسة "اندايت" التي تلقى دعما من الولايات المتحدة وبريطانيا وعدد كبير من الدول ان منظمتها تستمر في جمع الاثباتات والدلائل حول الممارسات العراقية اللا انسانية, واوضحت ان "اندايت" تنظر في قضية احتجاز السلطات العراقية اكثر من 600 اسير ومفقود كويتي ورعايا دول اخرى لاكثر من عشرة اعوام، الا انها امتنعت عن اعطاء اية معلومات حول هذا الامر في الوقت الحالي، وقالت ان العاملين في المنظمة يقومون بالتجوال بعيدا وفي شكل شاسع "ونحن بصدد تجميع ملعومات من دول كثيرة".
واضافت ان المنظمة تعمل على جبهات عديدة ومن بينها العمل على انشاء محكمة لجرائم مشابهة للمحاكم التي انشات ليوغوسلافيا السابقة ورواندا وكمبوديا.
وحول رد فعلها على تسليم رئيس يوغوسلافيا السابق سلوبدان ميلوسيفيتش الى محكمة العدل الدولية في لاهاي، قالت كلويد ان هذا الامر شجعها "لانه كان رئيس دولة عندما دين ووجهت له الاتهامات، كما انه باستمرار استمع حديث المتعلمين بان من الاستحالة توجيه اتهامات لرؤساء الدول", وتابعت: "ليست هذه القضية، لان ميلوسيفيتش كان رئيس دولة، وبالطبع في ذلك الوقت لم نكن نعرف الفترة التي سيستمر فيها الحكم، وعندما تمت اطاحته، فان حقيقية توجيه الاتهامات له عنت عدم تمكنه من السفر الى العديد من الدول وتم في النهاية اعتقاله ونأمل في الشيء نفسه لاركان النظام العراقي".
وقالت كلويد لمناسبة الذكرى الـ 11 للغزو العراقي للكويت انها تدرك مدى معاناة الشعب الكويتي من هذا الغزو, وتابعت: "اعرف ان هناك اسرى لاهالي يتوقون لمعرفة مصيرهم احياء او امواتا، واقل ما يمكن ان يقوم به النظام العراقي الكشف عن مصير الاسرى والمفقودين".
واكدت ان "من غير العدل عدم معرفة مصير الاسرى", وقالت النائبة البريطانية، ان وزير الخارجية جاك سترو بعث لها رسالة عرض فيها مساعدته بتقديم المعلومات اللازمة لمنظمتها، الا انها رفضت الافصاح عن هذه المعلومات, وذكرت ان سترو اكد دعم ومساعدة بريطانيا للمنظمة ومساندة وتاييد كل نشاطاتها بكل السبل المتاحة,
كما اشارت الى ان المنظمة تحظى بدعم مماثل من رئيس الوزراء البريطاني بلير.
وفي اشارة الى الدعم الاميركي للمنظمة، قالت كلويد ان "اندايت" على اتصال مستمر بالادارة الاميركية، مذكرة بتمويل الكونغرس لها، مؤكدة وجود تعاون مشترك وزيارات متبادلة بين الجانبين.
وردا على سؤال حول ما اذا كانت تتوقع احراز تقدم في مسعاها، اعربت كلويد عن كامل ثقتها بان النظام العراقي يخضع بشكل متزايد لضغوطات وان منظمتها تتقدم بهذا الشأن, وقالت ان النظام العراقي مستمر في تعنته رغم الاقتراحات التي قدمت لتخفيف العقوبات، موضحة ان "صدام حسين يرفض القيام بدوره في المساومة الامر الذي لا يفاجئني في ضوء استمراره في منع المفتشين الدوليين من دخول العراق".(الرأي العام)