&
الملكة اليزابيث الثانية، الامير شارلز وشاه ايران محمد رضا بهلافي
لندن- سهى زين الدين: صدرت عن وزارة الخارجية البريطانية وثائق لم يتم التداول بها من قبل تناولت مراسلات رسمية تعود الى اواخر عام 1970 مطلع 1971، حين دعيت الملكة اليزابيث الثانية الى ايران للمشاركة في الذكرى 2500 للملكية في بلاد فارس.. دعوة شغلت وزارة الخارجية، وأثارت قلق داونينغ ستريت وأربكت قصر باكينغهام.. أقطاب المملكة المتحدة الثلاثة التي فكرت بالتخلف عن الحفل وعواقبه على مصالح المملكة النفطية مع ايران، أو بالحضور الذي ربما لا يليق بالملكة ويترك وصمة عار في شرف المملكة.
وأشارت معظم الصحف البريطانية الصادرة اليوم ان&وزارة الخارجية حاولت في ذلك العام الضغط على امير ويلز لحضور احتفالات كلفت المملكة الايرانية حوالي 200 مليون دولار في وقت كان شعبها يموت من الجوع، على اعتبار ان حضور الملكة قد لا يكونآامنا لها.
وكشفت الوثائق- الرسائل التي عرضت أمس ان الديبلوماسيين رأوا ضرورة عدم حضور الملكة احتفالات 1971 المبذرة لانها "مهينة وغير آمنة".
وعندما أظهر ولي العهد الشاب (الامير تشارلز) نية في التخلف عن الحضور الذي يتعارض مع التزاماته في الكلية الملكية البحرية، دقت&وزارة الخارجية ناقوس الخطر& لخوفها على مصالح المملكة المتحدة النفطية.
وضمت لائحة المدعوين نائب رئيس الولايات المتحدة سبيرو اغنيو، رئيس الاتحاد السوفياتي بودغومب ، امبراطور اثيوبيا هيلا سيلاسي، ملك الاردن الراحل، والرئيس اليوغسلافي جوزيف بروس تيتو& وملك بلجيكا بودوين.
وكان سكريتير الخارجية البريطانية دنيس كرينهيل&من اقترح على الامير تشارلز الذهاب نيابة عن الملكة.
قال كرينهيل بحسب الوثائق: "الاحتفالات الايرانية التي تستمر طيلة ثلاثة ايام او اكثر في طهران& ومدينة فارس في حضور&اقطاب مختلفة من رؤساء الدول او ممثليهم& قد تكون& صعبة المرتقى، غير منظمة، وربما مهينة وغير امنة".
أما صحيفة "اندبندنت"& فأشارت الى أن رئيس مجلس الوزراء البريطاني&ادوارد هيث&(1970-1974) ألح على الملكة لحثها على ارسال الامير تشارلز بدلا منها بالرغم من تخوف& جهات مسؤولة في القصر من عدم تناسب الاحتفال مع شخصية كالملكة لاسيما وأنه&يضم "طاقم غير متجانس" من مملكات اصغر وشخصيات دولية.
وجاء في رسالة امير ويلز أنه من دواعي سروره الحضور غير ان ايران دعت الملكة.. ليبدو& رئيس الوزراء حائرا امام ما تخطط له الملكة وابنها.
في تشرين الثاني (نوفمبر) 1970 اعتبر السير دينيس غرينهيل&في اقتراحه ذهاب الامير تشارلز عوضا عن الملكة، ما اذا كانت الاحتفالات لا تناسب مقامها، تجربة جيدة& له في حضور شخصيات رسمية ورؤساء دول.
وفي كانون الاول ( ديسمبر) 1970 حلت الازمة بصدور قرار قصر باكينغهام الذي قال بعدم ذهاب الامير تشارلز لالتحاقه بالكلية البحرية الملكية في دارثموث على ان يحل محله دوق ادنبره.. وأسدلت الستارة على ذهاب الامير فيليب والاميرة آن الى ايران.