&
&
من بلد أرسطو وسقراط وأفلاطون، وفد ديميس روسوس المغني اليوناني الى جبيل في نشاطها الثالث، وأحيا ليل امس الخميس حفله الغنائي في توزيع موسيقي شرقي، أنجزه المنتج والملحن ميشال
الفتريادس.
صوت ذو قوة ورومانتيكية، وخامة نادرة صدحت في المرفأ القديم، وفي القلعة، وفي الجمهور الذي وفد الى ليل المغني، عربون صداقة قديمة جمعت بين روسوس واللبنانيين، حين شاركهم روسوس معاناة حربهم يوماً، وغنى لهم في أشد أيامهم يأساً ومعاناة، وذاق مثلهم
تماماً خوف القذائف ومرارة الحرب.
الاوركسترا اللبنانية التي مهدت لصوت المغني، عزفت استهلالا موسيقياً بسيطاً، ليطل روسوس بفيض جسده وفيض صوته من أعلى نقطة في المكان الجبيلي، هابطاً الى المسرح في حركة مشهدية ذات انتماء ودلالة. بلباسه الاسود وشعره البلاتيني المتطاير، حيا روسوس جمهوره وحيا لبنان وأكد حبه وغنى Ever For Ever بصوت تلاطمت فيه الطبقات والنغمات، تماماً كتلاطم الامواج المضاءة حياله، عبرتها <<عبّارة>> صغيرة وهي تطلق اللهب في رغبة الترحيب بالمغني.
وبإحساس من أكد نفسه وخاض تجاربه الغنائية والموسيقية كافة، وأيضاً بثقة من وصل الى نقطة مشرفة في مغامرته الموسيقية التي سمحت له ان يكون من يكون، كما سمحت بحرية القيام بالامور التي يرغب القيام بها، فسح المغني الكبير مكاناً للمغنية اللبنانية حنين على مسرحه، وصفق لها، وتمايل على موسيقى أغنيتها، ثم غنيا سوياً <<دويو>> مشتركاً أظهر فيه قدرات صوته في حيزه الرجولي، وبدا صوتها رطباً وصافياً في ترنيماته الملائكية.
ديميس روسوس الذي مشبعة طفولته بالنشأة العربية (مواليد مصر) ويجيد التكلم بها باللهجة المصرية، كما ويختزن ثقافة يونانية وينتهج في الغناء من فكرة كونه رسالة سماوية، ويهوى الطعام اللذيذ والموسيقى، واحتجز رهينة ليومين أثناء اختطاف احدى الطائرات في لبنان عام 1985، هذا الرجل الذي خبر السهر والغناء، عرف كيف يصنع للمهرجان سحره عبر أغنيات رددها الجمهور طويلا "Far away" و"Tres loin" و"Rain and tears" و"When a man" وسواها، وهو بدا كمن يحل في داره، فالاغنيات التي ةنجزت بتوزيع شرقي جديد، لم تغادر كثيراً ذائقة المغني المشبعة بالعاطفة حتى في جذرها الكلاسيكي الغربي.
حفل بدا ناجحاً قبل ان يولد، من مكنة المغني ومن نوستالجيا أغنياته.(السفير اللبنانية)
&