وصف اسقاط نظام البعثفاشي في العراق بانه زلزال اصاب منطقة الشرق الاوسط كلها وان تاثير هذا الاسقاط سيعم المنطقة بكاملها، تغييرا وتبديلا واصلاحا، الا ان المتتبع للامور يجد ان مدى الزلزال او قوته بمقياس رختر لم تكن قوية بما فيه الكفاية لكي تهز ولو انملة شعرة من اصنامنا في الانظمة العربية، فهذه الانظمة التي لم تخجل من مد يد الانقاذ للنظام العراقي المهنرئ في مؤتمر بيروت، رغم كل ما اقترفه ضد الشعب العراقي من المقابر الجماعية الى الحروب الخارجية والداخلية المتتالية، هذه الانظمة التي اعتقدت انه لا بد للمتطلبات المطلوب منها اظفاءها على نفسها لكي تكون مقبول دوليا، من مدى زمني قد يكون بعشرات السنين، لان المنطقة بحسب حسابات الانظمة المعتمدة على اليات زمن الحرب الباردة، لا يمكنها ان تهضم تغييرات سريعة ومتتالية.

ولذا فقد اكتفقت هذه الانظمة باستعمال نفس لغتها السقيمة المكونة من عبارات السيادة الوطنية والحق العربي والمبادئ والثوابت، التي لم يعد احد يعيرها اي اهتمام، كما اعتمد على اثارة غرائز كره الاخر لخداع شعوبها بمؤامرات دولية تستهدف الثوابت والقيم.

كل المؤشرات دلت على وجوب التغيير الشامل فشعوب المنطقة لم تعد تنطلي عليها الاكاذيب والخدع والشعارات الجامدة، فهذه الشعوب باتت تواقة للاختلاط مع العالم والمشاركة معه في كل تطلعاته وباتت تواقة الى حريتها المسلوبة بحجج لم تعد تنفع الانسان الجائع والعريان والمتطلع الى عدالة تنصفه من غول الاجهزة الامنية المتعددة والتي هي وال الرئيس واقربائه فوق القانون او ممن يستقوى بهذه الاجهزة لكي يهضموا حق من مواطن بسيط وقد يكون هذا الحق الاستيلاء على نصيب طالب في الانتماء الى كلية يستحقها.

ان نظمنا السياسية هي من الثوابت الرواسخ والتي لا يهزهاالزلزال وزوالها من علامات الساعة، ولذا فان الشعوب ورغم ايمانهاالذي لا غبار عليه، فأنها لا ترغب في حلول الساعة وعليه تراها ملتزمة انظمتها الفاسدة.

يشخص تقرير السيد ميليس الحالة التي كان الوضع فيها عند اقتراف جريمة قتل رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري، ويلخص كيف ان الاشقاء الذين ادعوا مساعدة لبنان وتخليصه من حروبه الداخلية كانوا هم اساسا يديرون البلد من كل النواحي، والمطلع يدرك ان مسؤولي الاجهزة والضباط كانوا على اتم استعداد للبقاء دهرااخر في لبنان لتعظيم مكاسبهم ومدخراتهم، فالبلد لم يكن يحكمه قانون بل اوامر عليا تأتي من السيد غزالة او من من هو اعلى منه رتبة ومرتبة، اما الجنود السوريين الذين جلبوا الى لبنان بحجة انقاذ عروبته وتخليصه من براثن الصهيونية ولحمايةو خاصرة سوريا الغربية، يدركون انها كلها اكاذيب لتغليف ممارسات اقل ما يقال فيها انها لصوصية ولكن هذه المرة لصوصية شقيقة.

فالاشقاء ولانهم كذلك فقد اخذوا راحتهم في بيت الاشقاء طولا وعرضا.

وهاهو زلزال اخر يعلنه السيد ميليس، متهما اجهزة سورية واشخاص سوريين بان لها يدا في عملية اغتيال المرحوم الحريري، ولكن الاعلام عندنا وحتى المعارض لسوريا يقول ان سوريا متهمة، والحقيقة ليست كذالك فالتمتهم النظام وبعض الاجهزة وبعض الاشخاص، ولكن النظام السوري يستمرئ عملية تماهيه مع سوريا بل يشجع ذلك لكي يقول ان سوريا متهمة، ولكي يحتمي بالشعب والوطن السوري كما فعل صنوه النظام العراقي، انهم يجعلون شعوبهم وبلدانهم رهائن، لكي يحتموا بها من غضب المجتمع الدولي، هذا المجتمع الذي يحاول ممثل سوريا في الامم المتحدة التقليل من قيمته، باعتبار ه ان الصين والهند وبعض البلدان الاخرى الى جانب سوريا كما يدعي، انها نفس النغمة ونفس السيناريو الفاشل الذي تبعه النظام العراقي البائد، انهم لا يريدون ان يدركوا ان المجتمع الدولي اليوم يعني مجلس الامن وقرارته، وحين تحين اللحضة المناسبة نرى المجتمع الدولي يصطف متوحدا بعد ان يأخذ الكل حصته.