تأسست هذه الحركة الدينية اليهودية الإسرائيلية المتطرفة، التي تدعو وتنادي ببناء الهيكل الثالث في الحرم الشريف بالقدس إثر حرب عام١٩٦٧ مؤسس هذه الحركة وزعيمها هو جرشون سولومون وهو محاضر في الدراسات الشرق أوسطية ومختص في تاريخ الحركة القومية الكردية وهوضابط في جيش الدفاع الإسرائيلي وكان قد اشترك في وحدة المظليين التي احتلت ووصلت الحرم الشريف أم جبل الهيكل كما يسميه اليهود. وسولومون من أصل مقدسي منذ عشرة أجيال فهو يتحدر من الرابي أبراهام سولومونزلمان تسوريف الذي كان قد سكنو في القدس عام ١٨٨١. وقد أصيب سولومون بجراح بليغة في إحدى المعارك وقضىسنة علاج في المستشفى ويمشي بعكازتين. يقول قسم كبير من اليهو دإن المسيح فقط يستطيع إعادة ب ناء الهيكل ولا يحقّ لأحد المبادرة في ذلك إذ أن المسيح سيأتي عندما تنضج لبظروف وليس من جرّاء عمل بشري. أما حركة أمناء الهيكل فترى وتعتقد بأن على اليهود إعادة بناء الهيكل للتحضير لمجيء المسيح. وقد حاولت هذه الحركة إرساء حجر الأساس إلا أنها أخفقت في ذلك بسبب تدخل الشرطة الإسرائيلية ووصلت القضية إلى محكمة العدل العليا بالقدس وبتّ في الأمر وتقرر بأنه لا مجال لوضع حجر الأساس تفادياً للقلاقل. ومما يجدر ذكره أن حجر الأساس هذا قد جهز وفق مواصفات التوراة وقد كرّس وقدّس ووضع على مقربة من القنصلية الأمريكية وباب العامود في القدس الشرقية. وفي عام ١٩٦٧ أقسم أعضاء هذه الحركة على شنّ حرب مقدسة )ملحيمت قودش( حتى تحرير جبل الهيكل وبناء الهيكل الثالث مكان قبة الصخرة والمسجد الأقصى اللذين يجب إعادتهما كما ترى هذه الحركة إلى مكّة وتدّعي هذه الحركة أن صخرة إبراهيم الخليل وإسحق موجودة تحت قبة الصخرة وعليها همّ إبراهيم بتقديم ابنه إسحق قربانا لله كما أُمِر. وتؤمن هذه الحركة أن جنّة عدن تقع في ذلك المكان الذي يشكّل بؤرة العالم بأسره. وقد ورد في سفر التكوين ٢٢: ٢ ”قال: خذ إسحق ابنك وحيدك الذي تحبه واذهب إلى أرض مورة وهناك أصعده محرقة على جبل أدلّك عليه”. ويقولون إن الله قد منح أرض الميعاد لبني إسرائيل فهو القائل في سفر التكوين ذاته ١٥: ١٨ ”في ذلك اليوم قطع الرب مع ابرام عهدا قال: لنسلك أهب هذه الأرض، من نهر مصر إلى النهر الكبير، نهر الفرات”. وهذه الأرض كما ورد بعد ذلك كانت لعشرة شعوب آخرين منهم الحثيون والآموريون والكنعانيون واليبوسيون. إستنادا لما جاء في العهد القديم لا بدّ من توفر ثلاثة شروط لمجيء المسيح بن داؤود ولخلاص شعب إسرائيل، وهذه الشروط هي
١( قدوم الشعب اليهودي إلى الديار المقدسة
٢( قيام دولة إسرائيل على الأرض التي وعد بها الله لإبراهيم وإسحق ويعقوب
٣( عادة بناء الهيكل الثالث في الحرم الشريف
تعتبر ”حركة أمناء الهيكل وأرض إسرائيل ” ظاهرة قيام إسرائيل الحديثة بداية لخلاص العالم بأسره. وتقول الحركة إن الشرط الأول قد تحقق، تأسيس إسرائيل الحديثة والانتصارات العجائبية على اثنتين وعشرين دولة عربية عدوة. وقد وضعت هذه الحركة برنامج عمل واضحا مؤلفا من شقين أساسيين، أولهما أهداف طويلة الأمد وثانيهما أهداف قريبة الأمد. وأهداف الأمد البعيد:
١( تحرير جبل الهيكل، بالعبرية هار هبيايت، الحرم الشريف من الاحتلال العربثي الإسلامي. وقد اقترف موشه ديّان، وزير الدفاع في حرب ١٩٦٧، خطأ بل إثما في إرجاع الموقع للعرب. ٢( إعادة تشييد الهيكل الثالث هناك وسيكون بيت عبادة لشعب إسرائيل ولكل الأمم. ٣( إقامة إسرائيل التوراتية، عاصمة موحدة وغير مجزءة لدولة إسرائيل. ٤( رفض محادثات السلام الزائفة مع الفلسطينيين إذ أنها ستؤدي إلى انقسام إسرائيل وكسر وعد الله. 5( دعم المستوطنات في القدس ويهودا والسامرة )الضفة الغربية( وهضبة الجولان إذ أن هذه الأماكن مقدسة. إن الرباط المقدّس والعهد بين الله وشعبه، شعب إسرائيل، والأرض سرمدي.
أما الأهداف قريبة الأمد: ١( تقوية الحركة تنظيمياً في القدس لتحقيق أهدافها بعيدة الأمد. ٢( القيام بحملة توعية لشعب إسرائيل لفهم خطة الله في موضوع خلاص إسرائيل. ٣( نشر رسالة الحركة ومبادئها بكل الوسائل الإعلامية وعقد المؤتمرات. ٤( شراء بيت في القدس القديمة. القدس التوراتية، بجانب جبل الهيكل ليكون مركزا روحيا وتربويا كما وسيخزن هناك حجر الزاوية ذو الأطنان الربعة الذي سيكون الحجر الأول في بناء الهيكل الثالث. وترى الحركة باختصار شديد أن الخطة الخلاصية الربانية ستترجم على أرض الواقع. عند مجيء المسيح بن داؤود ملك إسرائيل وهذه هي المرحلة النهائية إلا أه هذه المرحلة لا بدّ أن تسبقَها مراحلُ ربع أربع، تأسيس إسراذيل الحديثة على كل أرض الميعاد من النيل إلى الفرات، عودة كل شعب رسرائيل إلى أرض الميعاد، تحرير جبل الهيكل وتكريسه، بناء الهيكل الثالث. وتشدد هذه الحركة على أن خلاص شعب إسرائيل شرط لخلاص العالم بأسره. وكما قال الله لإبراهيم قبل أربعة آلاف سنة العالم بزسره لع. وكما قال الله لإبراهيم قبل أربعة آلاف سنة ”فأجعلك أمة عظيمة وأباركك واعظم اسمك وتكون بركة. وأبارك مباركيك وألعن لاعنيك، ويتبارك بك جميع عشائر الأرض”. وقد وصل عدد المستوطنات أو البؤر الاستيطانية في قطاع غزة والضفة الغربية أكثر من ١٥٠ مستوطنة وعدد المستوطنين حوالي المائتين وثلاثين ألفا في الضفة الغربية الآن بعد إخلاء مستوطنات قطاع غزة مؤخرا.

ا. د، حسيب شحادة
جامعة هلسنكي