كنت في عطلتي السنوية التى اخترت كالعادة – ان اقضيها في مصر حيث ألأحبة والخلان واطنانا من الذكريات الجميلة والمؤلمة-، وقبل ان تنتهي اسابيع العسل تلقيت اتصالا هاتفيا من صديق كويتي سبق وان التقينا في ورشة عمل مشتركة حول"واقع و مستقبل الشباب العربي" والتى انعقدت قبل ثمانية اشهر بالدار البيضاء بالمغرب،..كان فحوى الاتصال الذي اسعدني كثيرا هو دعوة كريمة للمشاركة في المؤتمر العشرين للاتحاد الوطني لطلبة الكويت، حيث يتبوء الزميل "عبدالرحمن " -وهذا هو اسمه- منصب مسئول العلاقات الخارجية بالاتحاد.

وفكرة تسجيل زيارة للكويت كانت تراودني منذ فترة بعيدة لاسباب ذاتية وموضوعية، لذلك وجدتني اعتبر الدعوة مناسبة في كل الاحوال وإضطررت لمقاطعة الاجازة وحزم الامتعة نحو الكويت في الخامس من شهر اغسطس الماضي –وهو الشهر الذي تلامس فيه درجة الحرارة مؤشر الخمسين- ان لم تتعداه.

بدت لي الزيارة بالفعل فرصة سانحة للإطلاع على واقع هذه الدولة الفتية التى واجهت اعنف غزو همجي من جار ظل يجد كل العون والسند والاخوة منها، ولأن فترة المؤتمر تتصادف وتتقاطع مع الذكرى الخامسة عشر للغزو الغاشم الذي فتت كيان الأمة وقضي على اخر احلام الوحدة والتضامن العربي،فإن الزيارة و-البرامج المعدة لها- إكتست اهمية إضافية تجاوزت مستوى وحجم الدعوة الطلابية.

على سماء الخليج المشتعل

الطائرة المصرية –من طراز بونج-التى اقلتنا من القاهرة الى الكويت بدت مكتظة ومزدحمة بشكل ملفت، حينها استعدت معاناة الحجز الذي لم يكن ليتوفر لي لولا تدخل بعض "المعارف" لتجاوز الموقف الحرج،..أمنت على ان الأماكن بالفعل غير متوفرة، بالرغم من ان شركة الخطوط المصرية توفر رحلتين في اليوم الواحد نحو الكويت..

حدثني "جاري في المقعد" -وهو كويتي- في منتصف العشرينات من عمره، ان اغلب العائدين قد قاطعوا عطلتهم في مصر بعد الاحداث التى شهدتها مدينة شرم الشيخ..تلك العبارة/ المعلومة احدثت ثورة بداخلي واضحيت امارس مهامي الصحفية، واستدرجت "صاحبنا " الى مزيدا من التحليل حول حقيقة تلك المعلومات، خاصة بعد علمي انه عايش الحادث من عين المكان(شرم الشيخ) –حسبما قال في الوهلة الاولى –.

إلا ان اسئلتي الكثيرة وتركيزي حول التفاصيل جعله يتخوف ويتجاهلني..لعله اعتقد انني مخبر (..) الشئ الذي جعلني اصارحه بحقيقة عملي الصحفي..إلا ان الوطأة كما يبدوا كانت اكبر.. حيث نظر الي بطريقة مستفزة وقال " طب ايش تبي ؟ يامعود آني ما كنت بشرم الشيخ ولا اعرف شي..انا مجرد سايح "

ثم دلف وجهه نحو النافذة، دون ان يغفل عن مراقبة خطواتي بين هنيهة واخرى وكلما سمحت له السانحة-

وبعد ساعات التحليق الثلاث نظر إلي -وانا ارتب اوراقي واستقيم في الجلسة- ودشن حوارا جديدا بيني وبينه، إستهله بالسؤال عن الصحيفة التى اعمل بها لينقلب الحوار وديا هذه المرة نحو العتب الذي غالبا ما نسمعه من من نصادفهم في سعينا اليومي، حيث تجد الكثير منهم يصبون جام غضبهم ويلفظونه امامك معترضين على معالجات اعلامية ما –يرون انها كانت خاطئة- او حتى متهمين اياك بالموالاة او المغالاة في المعارضة..وكانت تلكم فرصة جديدة للحديث عن الاعلام الكويتي وريادته بمنطقة الخليج وعن هوامش الحرية المتاحة هناك.

المطار ومسافة الربع ساعة

كانت الساعة قد تجاوزت الثانية عشر ظهرا بقليل عندما ربضت الطائرة على ارضية المطار الذي لا حظت هدؤه النسبي، وقفت امام ضابط الجوازات وانا ادفع بجواز سفري ونسخة من التاشيرة التي استلمتها عبر الفاكس، أشار الي ان اعود الى "كابينه جانبية " للحصول على النسخة الاصلية للتأشيرة، وجدت ثلاث سيدات كانت أثنين من هن "منقبتين" والثالثة لا ترتدي الحجاب،-عقدت مقارنة سريعة بين الوضع هنا وفي عواصم اخرى، استرجعت ألإهتمام الكبير الذي اوليته منذ فترة بعيدة عن دور المرأة في هذه الدولة الخليجية، وآخرها كان مقال منشور في ايلاف بتاريخ20/05/2005 إثر مصادقة مجلس الامة الكويتي على الاقتراح الحكومي الخاص بتمتع المرأة بالحقوق السياسية الكاملة، إقتراعا وترشحا -، إستفقت من ذهولي على صوت احداهن والتى اخطرتي ان التأشيرة الاصلية لم تصل بعد،طالبة مني الإتصال بالجهة التى اصدرتها وهو "فندق جي دبليو ماريوت"، اجريت الاتصال من "هاتف مجاني –وكل الهواتف في الكويت مجانية عدا المحمول-" وعدت ادراجي نحو المقاعد المخصصة للإنتظار، كان عدة اشخاص يجلسون هناك، اقتحم احدهم صمتي دون مقدمات قائلا : " الكفيل اتأخر
عليك برضوا..؟؟" وبدأ يسرد معاناته مع الكفيل..، بدأت ادردش مع الرجل، كانت اول عبارة اطلقها لساني : " هو فندق الماريوت بعيد أد ايه من هنا.." ؟؟ اجابني بسرعة –وبخفة الدم المصري - " ياعمي ما تقلقشي هو اي مشوار هنا في الكويت بربع ساعة.."، اعدت مرة اخرى جغرافية هذه الدولة الصغيرة في خاصرة الخليج العربي.. و لم تكن الربع ساعة قد مضت عندما تم استدعائي من قبل "ضابطات الجوازات" لابلاغي بأن التأشيرة الاصلية قد وصلت وبإمكاني مغادرة المطار..

ودعت "صديق الربع ساعة " متمنيا له الحظ الوافر متوجها نحو قاعة الاستقبال التى وجدت فيها موظفا هنديا يحمل اسمي على لافته، توجهت اليه فوجدت احد مندوبي الاتجاد خلفه، شاب في منتصف العشرينات مفتول العضلات يرتدي "دشداشة وقطرة وعقال"،إستقباله وبشاشته توحيان بأنه بالفعل مكلف بإستقبال الوفود المشاركة، إصطحبني معتذرا على التأخير وعلى تخلف السيارة المخصصة للإستقبال وحدثني اننا سنضطر الى إستخدام سيارته الشخصية، إعتذاره اللطيف جعلني اتوقع حال سيارته الشخصية..، لأجد امامي سيارة "جمس"فخمة من التى نشاهدها في شوارع القاهرة اثناء شهور الصيف وهي تحمل علامة جمرك صفراء – اثارني الفضول للتعرف على ماركة السيارة التى تخلفت (...)

بدا "عبدالله الشامي" –وهذا هو اسمه -منذ الوهلة الأولى انه بالفعل جدير بمنصب "العلاقات العامة"، بدأنا نتجاذب اطراف الحديث عن المؤتمر وعن الأمور العامة، وحينها اكتشفت ان الرجل مؤهل ايضا لتقلد مهام اخرى – اكبر مما يشغله الان -فقد بدا لي مثقفا وقادرا على التحليل العميق خاصة فيما يتعلق بعلاقة السياسة بالمهام الإجتماعية لا سيما في المجتمعات المحافظة كمنطقة الخليج العربي.

المؤتمر والانشطة الأخرى

لعل ما ميز الدورة ال 20 لمؤتمر اتحاد الطلبة الكويتين عن غيره من المؤتمرات العربية والأجنبية التى تشرفت بحضورها –وهي كثيرة- ان المنظمون حرصوا على جعله مناسبة مواتية للحوار المفتوح والشفاف دون ادنى حكر او تخصيص، حيث كانت جميع الجلسات مفتوحة لكل المؤتمريين والصحافة وحتى للوفود الخارجية التى -جرت العادة- على إشراكها فقط في الجلستين الافتتاحية والختامية. إلا ان الاتحاد الكويتي سنّ تقليدا غير معهود على جعل كل جلساته شفافة ومفتوحة للجميع وهو ما سمح لنا كوفود خارجية متابعة كافة التقارير التنظيمية والادارية والمالية وغيرها والإطلاع على التجربة الرائدة لهذا الاتحاد، كما ان الملاحظة الأبرز في هذا الجانب هو المستوى الرفيع للوعي النقابي الذي تمتع به اعضاء المؤتمر، والتسيير الديمقراطي للجلسات بشكل نال اعجاب الكثير من زملائي في الوفود الخارجية-حيث كان موضع نقاشاتنا الجانبية –.

الزميل طارق الكندري –رئيس الهيئة التنفيذية للاتحاد حينها- بدا اكثر رؤساء الاتحادات العربية نشاطا من حيث البرامج التى اعدها للزوار بالاضافة الى اشرافه على اللجان والجلسات والامور التنظيمية الاخرى، فضلا عن قدرته على قلب اي موقف حرج الى كوميديا هادفة بخفة ظله المعهودة وقدرته على التواصل الجميل، بالاضافة الى فريق عمله المتناسق: عبدالله، علي، عبدالرحمن، نبيل، وآخرون لا تحضرني اسمائهم.

ولعل الشيئ الآخر الذي ميز لقاء الكويت هي الزيارات التى برمجها الاتحاد للوفود المشاركة، وجميعها على مستوى عالي من ألاهمية سواء من حيث انها عقدت مع اقطاب مهمة في عصب الدولة الكويتية او من حيث التوقيت الذي اتى متصادفا مع الذكري الخامسة عشر للغزو الصدامي الغاشم ومع تجدد حديث عن ثمة مشكلات حدودية بين الكويت والعراق، حيث زار في ذات التوقيت الكويت وفد من الحكومة العراقية للوقوف على حقيقة تلك الزوبعة –التى تبين لاحقا انها –مفتعلة.

كانت الزيارة ألاولى إذا نحو "القصر الاميري" حيث كان في استقبال الوفود الشيخ ناصر المحمد رئيس القصر الاميري، وما لا حظته عن الرجل انه يجيد التحدث بأكثر من لغة اجنبية حيث فاجأنا حين تحدث بفرنسية طليقة مع احد اعضاء الوفود الاروبية –وهو بلجيكي مسلم –، كما ان الرجل يتمتع بتواضع لا مثيل له، وباريحية لا نشاهدها كثيرا في اللقاءات الرسمية، تحدث بعض من اعضاء الوفود وتبادل الشيخ ناصر الحديث بتلقائية مريحة بينما فناجين القهوة العربية تصب هنا وهناك..كان زميلي في المقعد المجاور يرتشف الفنجان ويقدمه للنادل فيجده قد سكب له القهوة مرة اخرى (..) همست في أذنيه بان يحرك الفنجان لحظة تقديمه للرجل حتى يتجنب مزيدا من القهوة المرة..تبسم وهو يتعرف لاول مرة على هذه العادة الخليجية، وهو الموقف الذي –اصبح فيما بعد مصدر تندر في الجلسات الخاصة-.

قادنا الزميل كندري ايضا ببرمجة مناسبة نحو "بيت الكويت للاعمال الوطنية " ( المتحف الكويتي)، حيث شاهدنا بالصوت والصورة وقائع ايام الغزو، كان العرض اكثر من رائع استخدمت فيه تقنيات الضؤ والجرافيك فضلا عن الاشرطة الوثائقية التى شاهدناها في صالة العرض السينمائي الملحقة بالمتحف.

لنتوجه في اليوم الموالي نحو وزارة الخارجية الكويتية حيث استقبلنا وكيل الوزارة الذي حوّل اللقاء –بفضل رحابة صدره وانفتاحه- الى مؤتمر صحفي مباشر (...)، فكانت ان اتت اليه الاسئلة من اعضاء الوفود في كافة المواضيع التى تتجاوز الكويت لتصل الى واقع الجامعة العربية والقمة الطارئة المؤجلة الى الوضع في العراق ومستقبله والاوضاع في الاراضي الفلسطينية...الخ الخ، وكان الرجل واقعيا اكثر منه ديبلوماسي يزن الحديث بلغة الموضوعية والارقام بعيدا عن لغة الديبلوماسية الفضفاضة التى لا تقدم غالبا الوقائع بقدر ما تقدم الصور الطوباوية الحالمة.

ابراج الكويت..التمييز والتاريخ

ليس سرا ان "ابراج الكويت " هي احد اهم المعالم الحضارية الحديثة لهذه الدولة وبفضل –صدام حسين – تحولت ايضا الى رمز للصمود الكويتي حيث قصفتها الدبابات العراقية-ابان الغزو الغاشم- الا انها بقت صامدة وشامخة -رغم الخدوش- رافضة السقوط امام غريزة الدمار التام، لذلك وجدتني افكر في زيارتها كأهم معلم سياحي لاي زائر للكويت..وقبل ان اجد برهة من الوقت اختلسه من برامج المؤتمر الدسم للوصل اليها، وجدت الحافلة تقودنا نحو هذا الصرح الشاهد على مرحلتين مهمتين من تاريخ الامة العربية..تسابقنا انا وزملائي نحو المصاعد حيث كان الجو حارا الى ما لا نهاية والأغبرة تغطي المدي بشكل لافت. وجدنا الزميلين عبدالله وعلي، في انتظارنا بمطعم البرج الذي يطل على قصر تابع لامير الكويت.. وكانت وجبة الغذاء التى تناولناها في هذا المكان مناسبة مواتية لاسترجاع وقائع الغزو بكل مراراته التى لم يشفى الكويتيون منها بعد،حيث لا تزال المعالم والتداعيات قائمة فضلا عن الاضرار الصحية والنفسية الجسيمة.

بين المجلس..والصندوق

في اليوم الموالي كانت اللجان الفرعية قد شرعت في الاعداد للبرنامج الختامي للمؤتمر والذي تميز بتقديم التقارير النهائية بالاضافة الى قوائم العمل لأنتخاب هيئة إدارية جديدة تقود الاتحاد في الفترة القادمة، فضلا عن بعض الإقتراحات المقدمة لتعديل دستور الاتحاد، وكنت اعتقد ان كل الجهود ستنصب على هذا الامر وبالتالي لم اتوقع وجود انشطة صباحية من قبيل الزيارات الرسمية للوفود، إلا ان الهيئة كما يبدوا كانت حريصة على تقسيم اعمالها بشكل تخصصي وعلى إطلاع الزوار على اهم المؤسسات الدستورية في الكويت..

وبالتالي كانت الوجهة هذه المرة الى مجلس الامة الكويتي - الذي تعودنا متابعة جلساته عبر شاشات التلفزيون -..إذا نحن امام مبني البرلمان حيث تلتقي التيارات السياسية الكويتية لتقدم نموذجا فريدا في الديمقراطية النيابية بهذه المنطقة من العالم.. تجولنا في اروقة المجلس، وجلسنا على مقاعد النواب، بعض الاصدقاء وثقوا اللحظة عبر الكاميرات بينما اعتلى بعضهم المنصة حيث يجلس رئيس المجلس.. بينما فضل البعض الجلوس في المقاعد المخصصة للحكومة ( الوزراء )، تندرنا عليهم بانهم من الحالمين بالسلطة.. وبعد جولة عريضة ومهمة، انتقلنا رفقة - رئيس الهيئة التنفيذية - نحو "الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية" ذائع الصيت، وهناك كان المدير العام في انتظارنا ويبدوا ان بريق مجلس الامة كان قد شغلنا عن الموعد المحدد مسبقا مع الصندوق وبالتالي وجدنا مديره متضايقا من عدم التزامنا بالموعد..إلا ان القفشات الجميلة التى اطلقتها سكريترته قد اضافت نوع من الطرافة على اللقاء فضلا عن خرجات "الكندري " التى لم تخلوا ايضا من الطرافة الهادفة والخفيفة.. لم يكن امام الحضور سوا الإشادة والامتنان لانشطة هذا الصندوق، خاصة بعد الاستماع الى كلمة تنويرية عن المشاريع القائمة والسابقة من.قبل المدير العام للصندوق.

بين الشرق وميرينا مول من بين الاشياء التى اوليها اهمية في زياراتي لاي دولة عربية او اجنبية هو التبضع وزيارة الاسواق -حتى للتعرف ان لم يكن للتسوق- فضلا عن عشقي الكبير للاجواء الشرقية في المقاهي و(الكوفي شوبات) التى تقدم الاراجيل..لذلك وجدتني احرج "الشامي، وعلي الحجي " ليقودانني خلسة نحو "سوق الشرق " ذلك المول العصري الرائع، حيث "بورت كافيه" الذي يطل على البحر ويقدم خدماته غالبا على انغام "الست" وانا ذي -الهوى المصري - لا اكف ابدا عن الاستمتاع بهذا المناخ الشرقي الذي افتقده في مكان اقامتي بالجزائر، لذلك كانت تمتد جلساتنا الى مابعد الثانية صباحا، بالرغم من ان البرنامج كان يفرض على الاخويين التواجد في "لوبي الفندق" عند الثامنة والنصف صباحا..

اما المكان الذي لم اكتشفه الا مؤخرا هو " مرينا مول"، ذلك المجمع الذي يجعلك تحس وكانك في دولة تنتمي لجغرافية العالم الاول بكل تفاصيله..حتى التقليعات الشبابية ذكورا وإناثا هنا تجعلك تعتقد انك في دولة من ذلك العالم الغربي، ولولا بعض النسوة المتحجبات وبعض الرجال الذين يرتدون الدشاديش لإختلط عليك الامر.

هكذا بدت لي الكويت في الايام العشر التى قضيتها هناك بين الانشطة الرسمية للمؤتمر وبين الالتقاء بالاصدقاء وبعض الاقارب المقيمين بهذه الدولة المضيافة.الشيئ الذي خفف عني كثيرا من تداعيات درجة الحرارة التى تتراوح بين 49-47 حسب البيان الرسمي –ولعل الفعلي أكثر من ذلك الرقم -..

ودعت الأحبة هناك ضاربا موعد آخر مع هذه الدولة لكن بالتأكيد ليس في شهر اغسطس – في كل الاحوال – لعله في فبراير.

--

*صحفي وكاتب اريتري