مدينة تلعفر الواقعة في الشمال الغربي من العراق الحبيب قرب الحدود السورية تعشعشت فيها زمر الإرهاب التكفيري إلى جانب فلول البعث البائد وجعلوها مأوى ومقرا لهم بعد أن قدّمت هذه المدينة الوادعة العشرات من خيرة أبنائها شهداء على مذبح الحرية والعقيدة في زنزانات ومطامير حكومة حزب البعث العربي الاشتراكي الارهابية في الأعوام 1980 ــ 2003 م بتهمة الإنتماء الى الحركة الاسلامية في العراق ومعارضة النظام البعثي البائد.

وهذه الزمر الإرهابية دخلت العراق بعد سقوط هبل بغداد في 9/4/2003 لقتل الشعب العراقي وزعزعة الأمن فيه تحت ذرائع الجهاد ويافطات إسلامية وهم في الحقيقة ليسوا إلاّ أناس لا علاقة لهم بالدين لا من قريب ولا من بعيد، والدين منهم براء براءة الذئب من دم يوسف، وذلك واضح من خلال أعمالهم الإجرامية الدنيئة التي قاموا بها خلال السنتين الماضيتين من عمر العراق وتصرفاتهم البعيدة عن الخلق الديني.

فمن هذه الجرائم التي إرتكبوها مثلا بعد عملية جبانة قتلوا فيها عدة اشخاص في تلعفر جرح أحد المؤمنين الأبرار وحينما نقل الجريح بواسطة سيارة الإسعاف الى أحد مستشفيات الموصل ولوجود العلاقة بين العاملين في المستشفى والإرهابيين تم تسليم الجريح اليهم، وانتهى الأمر بذبح الجريح من الوريد الى الوريد ومن ثم فخخوا جثّـتــــه المذبوحة بمتفجرات ووضعوها أمام دار ابيه، وحينما وصل الأب المنكوب ورأى المنظر رمى بنفســه على جثــة ولده المذبوح ومعه ثلاثة من اصدقائه وأقربائــه، وإذا بالجثة تنفجر عليهم وتتركهم صرعى مجندلين على باب الدار لا ذنب لهم إلا إنتمائهم لأهل بيت النبي الأكرم عليهم السلام.

و قبل ثلاثة اشهر من كتابة هذا المقال تقريبا أيضا دخل الإرهابيون الى القسم الداخلي لجامعة الموصل ووجدوا اربعة طلاب من أهالي تلعفر ويعرفونهم لأنهم من منطقة واحدة وبقوة السلاح أسروهم وذبحوهم داخل غرفة في القسم الداخلي للجامعة وتم ترك الرابع لسبب غير خفي على القارئ اللبيب،، وأنني أنقل هذين الخبرين من الشيخ محمد تقي المولى مباشرة لعلمه بما يحدث هناك لكونه من أهالي تلعفر، وهناك العشرات من أمثال هذه الأخبار المفجعة للقلوب.

وفي يوم 07/9/2005 خطف الارهابيون عشرة أطفال من أطفال الشيعة التركمان في تلعفر من عمر العاشرة سنوات فنازلا وبعد يومين أي في يوم 9/9/2005 وجدت جثثهم مذبوحة الرؤوس وكأن التأريخ أعاد نفسه وهم يتأسّـون بعبد اللـه الرضيع بن الامام الحسين عليه السلام يذبحون بيد الإرهاب الأموي البغيض من جديد.

وخلال مدة الثمانية اشهر الماضية تمّ تهجير المئات من العوائل التركمانية المؤمنة من بيوتها بقوة السلاح لأسباب طائفية حاقدة ولم يسمحوا لهم بأخذ اي شيئ من الأموال معهم ونقل لي أحد الاخوة المهجرين بانهم كانوا يفتشونهم قبل ترك منازلهم ويسلبون منهم النقود التي بحوزتهم، واضطر هؤلاء الذين لا حول لهم ولاقوة الى اللجوء الى المناطق الآمنة ومن ضمنها النجف وكربلاء المقدستين ومناطق أخرى من العراق حيث يوجد الأقارب والأصدقاء كمأوى مؤقت لهم على امل ان يعودوا الى منازلهم يوما ما بعد أن تتحرر مدينتهم من تسلط الارهابيين وفلول البعث القاتل.

والعجيب في الأمر تستر هؤلاء الارهابيين في مقرات بعض الأحزاب التي تدّعي بأنها تدافع عن العراق الجديد بعدما أعلنت عن وجودها إما قبل سقوط الصنم أو بعده بأشهر.

وأنني كمواطن عراقــي انتمي الى القومية التركمانية وأفتخر بتركمانيتي بمقدار إفتخاري بعراقيتــي أستنكر اشد الاستنكار الأصوات الشاذة والشاردة خارج السرب التي تنطق بنفس صدام وعلى الطريقة البعثية و تستنكر العمليات الشجاعة التي يقوم بها افراد الحرس الوطني والشرطة العراقية لتطهير مدينة تلعفر من تسلط الارهابيين وفلول البعث المجرم،.

ودعوى بعض الأقلام المسمومة كالسموم التي وزعت على زوار الامام الكاظم عليه السلام نفاقا وغدرا بالمؤمنين والتي تحاول جنبا الى جنب مع الارهابيين والبعثيين زرع الفتنة الطائفية بين ابناء العراق الواحد ملقيا السبب في أزمة تلعفر ومجازرها على رقاب الشرفاء ووراث المعدومين بقرارات صدامية بعثية منذ الثمانينات من القرن الماضي وهي كلها دعاوي باطلة لا اساس لها من الصحة جملة وتفصيلا.

وسؤالنا لبعض الأحزاب التركمانية هو هل إنهم مع إستتباب الأمن في العراق كل العراق وتقدم العملية السياسية لسيتقر الوضع ويعيش الناس بحريتهم بعيدا عن كل ملابسات الماضي البعثي وممارساته العنصرية والطائفية البغيضة أم إنهم يقفون بجنب الإرهابيين والبعثيين لتدمير العراق وقتل شعبه المظلوم؟ وهذا ما يأباه التركمان الشرفاء في العراق.

وإلقاء تهمة المجازر التي وقعت في تلعفر بالخصوص على عاتق الأكراد والشيعة {{ والذي عبّـر عن الحرس الوطني والشرطة العراقية أحد قادة الأحزاب التركمانية القومية بالحرس الكردي والصفوي }} لا يجبـر الفشل السياسي ولا يغطي ويستر تعاون البعض مع البعث الفاشي والارهاب الدموي وسيبقى عارا على جبين كل المتعاونين مع البعث المجرم في تأريخ العراق ماضيا وحاضرا ومستقبلا.

إنني من خلال هذا المنبر أدعو كل ابناء قومي الأعزاء الى التكاتف يدا بيد، وإن صدام قد ولّــى وأصبح هو وحزبه الفاشي جزءا دمويا اسود من تأريخ العراق، ولارجعة لـه إلاّ على خشبة الإعدام التي ينتظرها العالم بفارغ الصبــر.

وإننا نحن التركمان نعلن وقوفنا الى جانب الحكومة العراقية في ضربها فلول البعث والزمر الارهابية وتطهير الشارع العراقي منهم ولاسيما في مدينة تلعفر التركمانية.واشيد بالتضحيات التي يقدمها افراد الحرس الوطني والشرطة الذين تركوا أهليهم وهبوا لخلاص إخوانهم في تلعفــر من أســر الارهاب وفلول البعث، وأقف بكل إحترام وتقدير أمامهم لشجاعتهم وشهامتهم والتي سيسجلها التأريخ بأحرف من نور.

ونطلب من الحكومة العراقية تعويض هذه العوائل المتضررة من جراء إرهاب النفاق السياسي ومجازره ليتمكنوا من العيش بكرامة وسؤدد، وإبقاء بعض من القوات العسكرية والشرطة في تلعفر وضواحيها لكــي لايعـود الارهابيون وينشط فلول البعث من جديد وتقع مآسي وكوارث أخرى نحن في غنى عنها، والوقاية خير من العلاج.