منذ ان تولى الرئيس مبارك مسئولية الحكم فى مصر وحتى الان وهو لا يكف او يمل عن اللعب بورقة الصراع الفلسطينى الاسرائيلى حتى يبدوا من ناحية امام الامريكان والغرب انة الحاكم الوحيد القادر فى المنطقة العربية على انهاء الصراع العربى الاسرائيلى واحلال السلام بينهم. بما يعنى ان استمرارة وبقائة فى كرسى الحكم فى مصر امر مفيد وحيوى لمصالحهم ومصلحة اسرائيل. ومن ناحية اخرى كى يوحى للفلسطنين والعرب والمسلمين بانة يدافع عن حقوقهم المقدسة واراضيهم المحتلة وقدسهم المغتصبة من الصهاينة.
وقد اعطى الرئيس مبارك خلال الربع قرن الماضى معظم وقتة وجهدة للقضية الفلسطنية والصراع العربى الاسرائيلى ومع هذا لم يحقق السلام الذى كلنا نتمناة للطرفين بل ولكل الاطراف المتصارعة فى المنطقة. ويرجع بعض الاخوة الفلسطنين السبب الحقيقى وراء اخفاق الفلسطنين فى التوصل الى اتفاقية سلام دائم مع الاسرائيلينالى الضغوط القوية التى يمارسهاالرئيس مبارك ومساعدية عليهم من اجل التمسك بمطالب يعرفون جيدا ان الاسرائيلين لن يقبلونها!!
ويقال ان الرئيس الراحل عرفات كاد يتوصل الى اتفاق مع الاسرائيلين بشأن الضفة الغربية وقطاع غزة واللجئين والمستعمرات وغيرها من الامور وترك قضية القدس الى مرحلة تالية من المفاوضات لولا ان الرئيس مبارك تدخل وقال لة لا سلام او اتفاق بدون القدس. ومن ثم اضاع فرصة ذهبية على عرفات لوضع نهاية للصراع الدموى بين الفلسطنين والاسرائيلين واحلال السلام بينهما.
اما الورقة الثانية التى يلعب بها الرئيس مبارك هى ورقة التطرف الاسلامى والارهاب وتأجيج الصراع الطائفى فى مصر بين المسلمين والاقباط مثلما كان يفعل الرئيس الراحل السادات تماما ولكنة عكس السادات يلعبها فى هدوء وبرود عجيب.
وقد كان فى امكان الرئيس مبارك فور تولية الحكم او بعد استقرارة فى السلطة تصحيح جميع اخطاء السادات ووضع حد للتطرف الاسلامى فى مصر لكى يعيش المصريين معا فى سلام ومحبة وبدون نزاعات او مشاكل طائفية..ولكنة وجد ان من مصلحتة لكى يبقى فى الحكم لعشرات السنوات بلا منازع او منافس هو استمرار الصراع الطائفى( والطبقى ايضا) بين المصريين حتى يتركوة فى حالة ولا يحاسبونة على اخطاءة مثلما تفعل شعوب الدول المتحضرة مع حكامهم. لقد كان ابسط ما يمكن للرئيس مبارك عملة لكى يثبت بحق انة رئيس كل المصريين ويرفض التطرف والتعصب او اللعب بورقة الدين هو تغير دستور التعصب (الساداتى) الذى ينص صراحة على التميز والتفرقة وكراهية الاخر حتى لو كان شريك الوطن. ولو كان فعلها الرئيس مبارك وقام بتغير الدستور باخر علمانى منذ سنوات عديدة لما كنا راينا التطرف وقد بلغ هذا الحد الخطير فى مصر والعالم.
وعلى المستوى العالمى استغل الرئيس مبارك ورقة الارهاب والتطرف الاسلامى لاخافة امريكا والغرب وتهديدهم بان البديل لة هم المتطرفين المسلمين والارهابين الذين سيدمرون مصالحهم فى المنطقة العربية والعالم. وقد تنبهت الادارة الامريكية مؤخرا لهذة اللعبة وادركوا ان الرئيس مبارك ليس جادا فى الاصلاحات التى وعد بادخالها على نظام الحكم ولا يهمة سوى البقاء فى مقعد السلطة فقط مهما كان الثمن الذى يدفعة شعبة. ولذلك لم تكن مفاجاة لكثير من المتابعين للعلاقات بين مصر وامريكا ان يجدوا الامريكان يغيرون لغة الخطابة معة يوجهون تحذيرات قوية للرئيس مبارك بالتغير الى الافضل وادخال تغيرات جادة واصلاحات جذرية حقيقية سريعة والا ستدفع مصر الثمن.
وهكذا لم يتبقى امام الرئيس مبارك سوى الورقة الاخيرة _ او الفرصة الاخيرة _ بعد اصبحت ورقتى الصراع الفلسطينى الاسرائيلى واللعب بالدين داخل مصر وخارجها مكشوفة ومحروقة وغير مجدية وهذة الورقة هى التصالح مع شعبة والاعتذار على ما سببة لهم من معاناة وفقر واحباط وتدهور مستوى المعيشة و.. و....و.....و.......الخ.
والاعتذار للاقباط المصريين الذين دفعوا الثمن غاليا من دماء ابنائهم وممتلكاتهم بسبب عدم تصدية للمتطرفين والمتاسلمين ووضع نهاية لهم ولفكرهم الاسود.
ان الرئيس مبارك لا تزال امامة فرصة اخيرة لاصلاح الاوضاع المتردية فى مصر اقتصاديا واجتماعيا وعلميا وسياسيا وكافة المجالات الاخرى او على الاقل وضع مصر فى بداية الطريق الصحيح نحو التقدم والرخاء والسلام الاجتماعى والوحدة الوطنية الحقيقية.
ترى هل يسرع الرئيس بالاعتذار لشعبة وايضا بادخال الاصلاحات المطلوبة ام انة سيظل على عنادة وتكون النتيجة تدخل الدول الكبرى فى شئون مصر الداخلية واجبارة على ترك الحكم ووضع مصر تحت الوصايا من جديد؟؟
دعونا جميعا نصلى من اجل المحروسة..مصر..ام الدنيا.
صبحى فؤاد
استراليا
20 يناير 2006
التعليقات