العراق مقبل على فتح ملفات ساخنة كملف مدينة كركوك، وحل الميليشيات، وتعديل الدستور، وتثبيت شكل الدولة هل هي علمانية ديمقراطية أم هي كوكتيل وخليط من الفوضىيعتمد على مدى شدة القبضة الامريكية في تحجيم التيار الديني بشقيه الشيعي والسنيفي ظل غياب ارادة وطنية عراقية لبناء وطن ديمقراطي علماني حديث موحد.



كافة الحجج التي يسوقها الاكراد كمبرر لرفض حل الميليشيات ودمجها في الجيش والشرطة.. هي حجج واهية ليست لها علاقة بالسبب الحقيقي المضمر الخاص بالنوايا الكردية المبيته ازاء مستقبل تعاملهم مع العراق، ولعل مقتل الاكراد السياسي يكمن فيانهم يفترضون ان الطرف الاخر غير مدرك لمناوراتهم وألاعيبهم السياسية وانهم غير مكشوفين.



ببساطة شديدة ان سر رفض الاكراد حل الميليشيات.. لأنهم لايريدون الاندماج في الدولة العراقية، وان وجودهم الحاليفي الدولة العراقية هو وجود تكتيكي موقتلحين الاستيلاء على المزيد من اموال العراق، وبناء مؤسساتهم، والزحف على مدن: الموصل وديالى وكركوك وتكريدها ومن ثم الاستيلاء عليها عن طريق اجراء الاستفتاء، وانتظار الظروف الاقليمية والدولية المواتية لأعلان انفصالهم، ولعل سعي الاكراد الى تعيين هوشيار زيباري ممثلا للعراق في الامم المتحدة في الحكومة الجديدة هو جزء من هذا المخطط.


اذن سبب رفضهم حل الميليشيات واضح، فحلها يعني السماح للشرطي والجندي العربي دخول مدن شمال العراق بعد ادماج الميليشيات بأجهزة الدولة، وهذا الامر يرفضه الاكراد تماما، فهم يخططون لفرض الانفصال العملي الحاصل حاليا كأمر واقع، ويتعاملون مع العراق على انه مجرد بنك يضخ عليهم يوميا ملايين الدولارات من خزينة الدولة و قوت جياع العراق، وفي نفس الوقت يرفضون دخول اي جندي او شرطي عراقي - عربي الى مدن الشمال، ويمنعون تملك المواطن العراقي - العربي للعقارات داخل المدن الشمالية، بينما يعيش الان ملايين الاكراد في مدن الجنوب والوسط ويمتلكون العقارات ولديهم اعمالهم ويعاملون وفق حقوق مبدأ المواطنة والعدالة والمساواة.


طوال تاريخ الميليشيات الكردية كانت تنفذ أوامر الدولة الاجنبية المعادية للعراق، وجرائمها في قتل الاف الارواح من ابناء الجيش العراقي الذين كانوا يدافعون عن وحدة وطنهم معروفة، ولقد أثبتت تجربة اتفاقية الجزائر بين العراق وايران عام 1975 وانهيار حركة التمرد الكردي خلال مدة - 48 - ساعة بناءا على أوامر شاه ايران.. ان هذه الميليشيات هي عصابات اجرامية ارتكبت جريمة الخيانة الوطنية العظمى وقاتلت وطنها خدمة لأهداف دول اجنبية معادية.

خضير طاهر
[email protected]