في أول إجتماع لبرلمان عراقي حقيقي.. غاب عنه( العراق) كمظلة ومعنى ووطن يفترض أن ينتمي اليه بشرف جميع إعضاء البرلمان.. وفي أول إجتماع حضرت كل التشوهات العرقية العنصرية الكردية والروح الطائفية الشيعية.
كان الاجتماع الاول تجسيداً حقيقياً للفشل المزمن للاحزاب والنخب السياسية العراقية في قيادة الوطن.. لقد حضروا الاجتماع بلا أدنى خجل من إخفاقهم في تشكيل حكومة موقتة مدتها تسعة أشهر.. وأوحت أجواء الاجتماع أن كافة الاعضاء كانوا أسرى بيد الميليشيات الكردية التي إجاحت العراق هي والمخابرات الايرانية والسورية.
منذ اللحظات الاولى ظهرت الطائفية الكردية بألقاء المدعو فؤاد معصوم رئيس المجلس المنحل كلمته باللغة الكردية في تحدي وإستفزاز صبياني لمشاعر أكثر من عشرين مليون مواطن عراقي يتكلمون العربية ‘ علما إنه عندما تم الاعتراف باللغة الكردية فأن الاتفاق كان على حصر إستخدامها داخل مدن شمال العراق فقط وليس في بغداد وغيرها من المدن ‘ والمصيبة أن معصوم كان يتحدث بأعتباره رئيسا للمجلس الوطني السابق لعموم العراق وليس بصفته الكردية.
ولم تقتصر التصرفات الكردية الوقحة عند هذا الحد.. بل صدم الحضور بزعيق أحد الاكراد معترضا على إستعمال أحد اعضاء البرلمان تعبير: شمال العراق وطالب إستبداله بتعبير: (كردستان ).. أما الفرق بين التعبيرين: فهو أن الاولى يعبر عن جغرافية العراق المعروفة ‘ بينما التعبير الثاني هو من إبتكار الفكر الشوفني العنصري الكردي القبيح الذي يتعارض مع مباديء حقوق الانسان ومفهوم دولة المواطنة للجميع بعيدا عن العنصرية الشوفينية والطائفية ‘ ثم أعترض بعدها الاكراد على إداء القسم باللغة العربية.
وأمام هذا الابتزاز الكردي الرخيص والتآمر على وحدة العراق ومستقبله.. لايستحي الساسة الاكراد من الكذب العلني والتصريح: إنهم مع وحدة العراق !!
وعلى الطرف الشيعي كان المشهد مأساويا حيث ً حفل بالروح الطائفية.. فقد صعد عبد العزيز الحكيم الى المنصبة وكانت كلماته عبارة عن لطمية وكأنه جالس في مسجد وليس تحت قبة البرلمان فقد كان مستوى كلمته هابطاً من حيث الصياغة الفنية وافتقرت للروح الوطنية المطلوبة ‘ وسكت عن إدانة التدخلات والاعمال التخريبية التي تقوم بها المخابرات الايرانية والسورية وحتى إدانته للجريمة التي نفذها أحد المجرمين الاردنيين كانت بدافع طائفي وليس بدوافع وطنية.
وكان لافتاً نكرانه للجميل بكل صلافه عندما تعمد تجاهل توجيه الشكر للولايات المتحدة الامريكية وجنودها الشهداء من أجل حرية العراق.
لقد كانت الانتخابات وإستلام العراقيين السلطة من الاخطاء القاتلة التي حرقت المراحل وجاءت بنتائج كارثية على العراق.. فجميع الاحزاب والساسة الان غير مؤهلين لقيادة البلد ‘ ولايوجد من بين الساسة الان من هو يستحق شرف منحه ثقة الجماهير وتسليمه مقاليد السلطة والاطمئنان على مصير الوطن بيده ‘ فمازال السياسي العراقي يفتقر للنضج والنزاهة والارتقاء الى مرتبة الانتماء الوطني النقي والولاء المطلق للبلد.. ويبدو أن قدر العراق هو أن يظل يذبح الى حين من الزمن بيد هؤلاء الساسة الذين هم عبارة عن عصابات من اللصوص والعملاء والميلشيات التي تلطخة يدها بدماء الشعب.
التعليقات